رواية ست الحسن الفصل السابع والثلاثون 37 والثامن والثلاثون 38 بقلم امل نصر


رواية ست الحسن الفصل السابع والثلاثون 37 والثامن والثلاثون 38 بقلم امل نصر



لاول مره تلفت نظره و يركز كده فى ملامحها ويكتشف انها جميله .. طول عمره شايفها بنت عمه المسترجله ام لسان طويل .. اللى ياما اتخانق معاها وهى صغيره .. ودا لانها دايماً كان لسانها طويل معاه فى الرد .. سرح فيها لدرجة انه مركزش فى اى كلمه من اللى قالتها .
– ايه يا” حربى ” مالك ؟ .. انت توهت !!
– يابت ال….
قالها حربى مع نفسه وهو بيجز على اسنانه بصوت واطى وبعدها رد بصوت عالى
– انتى دايماً كده دبش .. ماتعرفيش تنجى كلامك .
نيره وهى بتشوح فى ايدها : وانا اعملك ايه يعنى ؟! .. ما انا بجالى فتره عماله اكلمك وانت ولا واخد بالك .
رد عليها بضيقه
– معلش ياست البرنسيه .. سرحت فى حاجه كده تخصنى .. كنتى بتجولى ايه بجى ؟
حطت ايدها على وسطها وهى بتدوس على كل كلمه بتقولها
– بجوللك .. الحلاوه اللى وجعت منى دى واتبحشكت فى الارض اللمها كيف انا دلوك ؟ .. وانت السبب عشان خضيتنى .
بصلها من فوق لتحت باستغراب ورد عليها بنفس طريقتها
– لهو انتى .. عايزه تلمى الحلاوه من الارض .. جدام الناس اللى رايحه جايه فى الشارع !! .
وبطريقه مستفزه : ما انا بسألك ياناصح .. عشان تجولى اعمل ايه !!
داس على شفته بغيظ منها قبل مايرد عليها وهو قافل قبضة ايده وبيهوش بيها
– غورى دلوك .. وانا رايح اجيب غيرهم .. غووورى .
باصتله بنظره استنكار قبل ماتمشى وتسيبه .. وهى بتتمختر بفستانها المحزق عالوسط ونازل منفوش لتحت .

عينه اتركزت عليها وهى ماشيه وهو بيكلم نفسه
– جاكى حنش ولا !!! … وااه …. هى البت دى اتدورت وانا مش واخد بالى ولا ايه ؟!!!! .
…………………………….
قاعده مربعه رجليها وسانده بكفوفها الاتنين على دماغها من الصداع .. اللى مسك فيها من ساعة مارجعت من عند المحامى اللى قلقها بزياده بعد ماصارحها بموقف جوزها وابنها الصعب فى القضايا اللى عليهم .. ومع صوت ضرب النار اللى سامعاه .. بقت حاسه بيها هاتنفجر كمان من الغيظ
– اااااه .. ااه .. سامعه يابت سامعه !!! .. هما يفرحوا ويتهنوا واناولدى ضنايا .. نايم على البرش هو وابوه فى السجن .. مع السوابج والمجرمييين .
فوقيه اللى قاعده على الارض وعنيها عالدهب اللى بيشخلل قدامها فى ايد ” انتصار ” .
– معلش ياست هانم .. بكره ربنا يفك حبسهم .
– بكره !!!! … ااه .. دا المحامى اللى هابش منى شئ وشويات بيجولى .. انه ها يحاول يخفف الحكم عليهم والبرائه تنسيها … فجأه اتنفضت تانى من صوت ضرب النار وبصرخه كبيره
– ساااامعه .. اعمل ايه ؟! .. نار جايده فى جسمى .. ولازم اطفيها الليله دى .
فوقيه وهى مخضوضه
– ازاى يعنى ياست هانم .. هاتطفيها كيف ؟!.
انتصار وهى بتخبط على رجلها بغيظ .
– مش عارفه .. بس انا لازم احرج جلب ” ياسين ” .. زى ماحرج جلبى .. وانكد عليهم ليلتهم .. بس اعملها ازى دى .. لو ” متولى ” جاعد دلوك كان ساعدنى .. جبيصى المخبل ده مايعرفش يتصرف .

– طب واللى يساعدك ياهانم تديلوا كام
قالتها فوقيه وعنيها عالدهب اللى بيلمع فى ايد انتصار .. واللى جاوبت بمنتهى السرعه
– اللى هو عايزه يابت .. حتى لو الافات .
…………. ………………..
– جاعده مامشتش .. والنعمه ياشيخ جاعده ! .
قالتها ” زهره” بابتسامه لاخوها اللى قاعد جمبها وعينه عندها هناك وهى واقفه مع صاحباتها
مدحت ل” زهره ” بعدم تركيز .
– مين هى اللى جاعده !!
زهره بغمزه : حبيبة الجلب اللى عينك رايحه جايه عليها .. ايه ياعم ماوحشتكش اختك الغلبانه .
– ايه يا”زهره ” ؟! .. انتى من الصبح جاعده معايا فى بيت ابوكى .. لحجت اوحشك .
راضيه اللى حاضره الحوار من اوله
– معلش ياولدى بتهزر معاك .. بتناغشك .
– وانا مش زعلان منها .. بس اللى مزعلنى صح انها مجبتيش العيال معاها .
زهره بتكشيره : ياعم افتكر لنا حاجه عدله .. دا انا ماصدجت حماتى وافجت انهم يجعدوا معاها واجى بطولى .. هو انا فيا حيل للمناهته معاهم .. المهم خلينا فى فرحتك انت .. ربنا يتمملك بخير ونشوف عوضك .
مدحت وهو بيأمم على كلامها وعينه على ” نهال ”
– اللهم امين يارب
وعند “نهال ” .. البنات كانوا ماسكينها اسئله ومش راحمينها

بثينه : قرى واعترفى وقولى انك كنت مخبيه قولى
نهال : اصل …….
نوها : اصل ايه وفصل ايه ؟! .. دا انتى سنتك مش معديه معانا .
نهال وبصوت عالى من غير ماتدرى : ههههه
بثينه وعينها على” مدحت ” : يانهار اسود .. دا عينه بطق شرار .
بعد ماللتفتت ” نهال ” ناحيته ولقت نظرته القويه ناحيتها : هو فعلا اسود ومنيل بستين نيله كمان .
نوها : لا احنا نمشى بجى .. شكلنا كده عكينا معاكى يااختى وانتى الى هاتشيلى الليله .
نهال : ليه بس هو انتو لحجتوا ؟! .
نوها : لحجنا ايه ؟ .. دا احنا اتأخرنا كمان .. دا انا يدوبك نزلت البلد سلمت على اهلى وجيتلك على طول عشان اللحج اروح بدرى ومتأخرش بكره عن الكليه .
بثينه : ااه صحيح يا ” نهال ” انتى فايتك محاضرات كتير .. امتى هاتخلصيهم ؟ .
نهال بابتسامه : اصل ” مدحت ” .. جالى انه هايساعدنى .
بثينه : ها .. بابخت من كان الدكتور جوزو .
نهال بضحكه : بس بابت انتى وهى هاتجورو عليا ولا ايه ؟
بثينه : لا يااختى ونقر عليكى ليه ربنا يهنيكى ويسعدك .
نوها : بجولك ايه ؟ .. احنا يدوبك نمشى .. عشان نحصل ميعاد الجطر .. ياللا بجى سلام والف مبروك مره تانيه .

نهال وهى بتمسك فى الاتنين
– طب استنوا اخلى حد يوصلكم المحطه .
بثينه : يابنتى مافيش داعى .. ثم كمان مين دا اللى هايسيب الفرح ويطلع معانا ؟! .
……………………….
– رائف … تعالى
نوها بأحراج : يادكتور مالوش لزوم والله .
مدحت وهو ماشى بأليه معاهم ونظرة عينه على ” رائف ” : لا ازاى مايصحش طبعاً .. رائف يارائف .
رائف واللى كان واقف مع جماعه اصحابه .. اللتفت لناحية الصوت لاقاه اخوه ” مدحت ” وهو جاى عليه ومعاه البنتين اصحاب ” نهال ” .. على طول سمع الكلام وراح لاخوه يشوفه
اول اما وصل عندهم .. عينه راحت عالاتنين بجرأه قبل ما يتكلم : مساء الخير .. نعم عايزنى فى حاجه ! .
مدحت وهو بيتكلم بجديه : تاخد البنات وتوصلهم للمحطه .. سامعنى ..
بثينه : ياجماعه احنا مش عايزين نتعبكوا .
رائف باستظراف وعينه على” نوها” المكسوفه .
– بالعكس .. دا انتو حتى تعبكم راحه .
…………………………..
– الصلاه عالصلاه .. دا انتى عندك حق ماتعبريناش .. مدام قاعده فى العز دا يافوفتى .
– لم نفسك يا” زكى ” .. انا طالبتك عشان مصلحه تعملها من سكات .. مش عايزه نصايب فاهم !

– امرك يافوفتى !
– هو دا يابت !!!
قالتها ” انتصار اللى طبت فجأه وشافته قدامها .. وعينها راحت عليه من فوق لتحت بتقيم .. وهو لابس تيشرت بهتت الوانه وبنطلون جينز قديم .. دا غير علامه المطوه المميزه فى وشه و الشبشب اللى فى رجله
– ايوه ياست هانم هو دا ” زكى ” .. دا هايعجبك جوى .
انتصار بتناكه وهى قاعده وفارده ضهرها
– لما نشوف …. انت عرفت كويس انا عايزه ايه منك ؟
– عرفت ياهانم و” فوقيه ” ورتنى البيت كمان بس فاضل بس نتفق على حقى .
انتصار : اسمع اما اجولك .. انا عايزه المطلوب يتم الليله وفلوسك انا هاديك نصها دلوك .. وبعد ماتيجينى البشاره .. هابعتلك النص التانى مع ” فوقيه ” جريبتك .. ها زين كده ومرضى .
زكى بضحكه سمجه : مرضى ياهانم .. وانت كمان هاتنبسطى خالص
………………………..
مدحت بعد ما دخل البيت وعينه راحت على كل اللى فيه وملاقهاش .. وقف اخته اللى كانت ماشيه قدامه ومش منتبهه عشان يسألها ..
– بت يا ” نيره ” .. هى ” نهال ” فين ؟!.
نيره وهى بتاكل فى الشيكولاته بنهم

– عمتى ” صباح ” خادتها هى و” عاصم ” و” بدور ” على اؤضة السفره ونبهت عليا لما اشوفك اجولك انت كمان تدخل عشان تتعشى معاهم
مدحت وهو مكشر : طب خفى شويه ..فى اكل الشيكولاته .
قالها ومشى وهى ردت بعدها بصوت واطى
– واخف ليه والخير كتير والحمد لله … اللتفتت بنظرها لقت ” حربى ” واقف قدامها بعلب الحلويات والشيكولاته ومتنح .. وبصوت تخين
– خدى العلب دى بدل اللى راحت .. اهى جديده ومن افخر الانواع .
نيره بعد ماخدت العلب وقلبت فيها بسعاده واكنها لقت كنز : الله يا” حربى ” .. النوع ده كان ناجص عندينا .
متشكرين ياواد عمى .
حربى بغيظ : العفو .. المهم خفى انتى على اكل الشيكولاته .
قالها ومشى هو كمان .. سابها فاتحه بقها ومندهشه
– واه !!
………………………..
كانت قاعده اول السفره .. الاكل قدامها وهى سايباه و ماسكه فونها بتعلب فيه مستنياه .. اول ماحست بيه رفعت راسها .. وابتسمت بفرحه نورت وشها .. خلتوا ينسى الدنيا واللى فيها وهو بيقعد جمبها وبغمزه وضحكه منه .
– وحشتك ياعسل .

المره دى ضحكت ضحكتها المميزه وطلعت صوت
– ايوه كده .. سمعينى الضحكه
قالها بشقاوه وهو بيضحك .
– ماتراعوا ياجدعان ان فى ناس جاعده معاكم عالسفره
انتبه ” مدحت ” لصاحب الصوت لاقاه “عاصم “وهو قاعد اخر السفره وقدامه الاكل وبياكل مع “بدور” اللى كانت مخبيه وشها وبتضحك .
– وانت جاعد هنا من امتى ؟! .
عاصم بضحكه : انا جاعد هنا جبلك ياحبيبى .
– امم طب بص فى طبقك .. عيب يابابا ترمى ودنك معانا .
عاصم وعينه على” بدور ” وكلامه خارج مابين ضحكته : عندك حج .. انتوا ناس متجوزين .
مدحت ل” نهال ” اللى اتكسفت بزياده و بصوت واطى
– وانا اللى جولت اخيرا هانجعد لوحدينا .
……………………………..
نوها باحراج وصوتها خارج بالعافيه
– ااا.. خلاص يااستاذ ” رائف ” .. روح انت ؟
– لا طبعاً انا لازم استنى معاكم .. لحد اما تركبوا الجطر
بثينه : وليه بس يااستاذ ” رائف ” احنا فى المحطه و الناس هنا كتير حوالينا .
– برضك لازم استنى معاكم .. انا مش هااطمن غير لما تركبوا الجطر جدامى .

نوها بارتباك : بس احنا مش عايزين نعطلك اكتر من كده وخصوصاً فى يوم زى دا .
رائف : مافيش عطله ولا حاجه .
بثينه باعجاب : حقيقى الف شكر ليك
– لا شكر على واجب .
…………………………..
مشيوا المعازيم اللى كانوا بعدد محدود وفضل بس اهل العرسان اللى اتلموا كلهم فى الصاله الواسعه للبيت الكبير يضحكوا ويهزروا مع ” ياسين ” اللى كان مبسوط بلمتهم حواليه
صباح : على كد ما انها كانت عالضيج .. بس كانت ليله عسل .
راضيه : ايوه والنبى .. دا كفايه فرحتهم .
بلال : بس كله كوم و” مدحت ” اللى مشى كلمته وجاب المأذون فجأه كوم تانى .
راجح بغيظ : والنبى ماتفكرنى .. دا انا اتغظت غيظ .. لولا ابويا ماهدانى لكنت فركشتها وخلصت .
عبد الحميد : بعد الشر .. ربنا مايجيب فركشه ولاحاجه عفشه .. دا احنا ماصدجنا .
ياسين وهو بيضحك : لا ” مدحت ” دا دماغه صعبه جوى لما يحط حاجه فى مخه .. الا هو فين صح .. هو و” عاصم ” والبنته .
صباح وهى بتضحك : من ساعة ما حطتلهم العشا وهما بجالهم ساعه جوا .. كانى عجبتهم الجعده عالسفره باين ولا ايه ههه !.
بلال : سيبيهم ياعمتى فرحانين وعايزين يجعدوا مع بعض ويحكوا

محسن : صح يا” بلال ” انت مش ناوى تجيب عيالك يعرفوا ناسهم .
– هاجيبهم ياعمى ..المره الجايه ان شاء الله عالفرح .
سالم : ياللا كمان عجبال مانفرح ب” حربى ” بالمره .
مردش ” حربى ” وهو عينه بتتنقل مره على جده ومره على ” نيره ” اللى قاعده بتضحك وبس …. هديه هى اللى ردت بصوت عالى : يارب يسمع منك يارب .
…………………………….
رائف كان راجع من مشواره مبسوط .. وهو بيدندن مع صوت الاغنيه اللى دايره فى العربيه فجأه لمح دخان من بعيد وربكه فى الشارع واصوات صريخ .. وبغريزة الفضول فضل ماشى بعربيته لمكان الدخان .. اتخض وكان صاعقه ضربتوا لما شاف بعينه الدخان والحريقه فى بيت مين !!! … وقبل مايتحرك من مكانه . ويتصرف .. فورا مسك وفونه واتصل على والده اللى ماستناش كتير ورد
عبد الحميد : الوو ..ايوه يارائف .
رائف بصوت منفعل : اللحج يابوى .. بيت عمى والعه فيه النار
عبد الحميد اللى قام منصوب من مكانه مفزوع وخض اللى حواليه : عمك مين ياواد
– بيت عمى راجح يابوى !!!

يتبع…❤️

الفصل الثامن والثلاثون
اخد نفس طويل وخرجه تانى بعد ماخلص لبس و اتأكد ان كل حاجه تمام .. فعزم امره واتوكل على الله وبعدها سحب شنطته وخرج من اؤضته .. لاقاهم قاعدين مسهمين والحزن مسيطر على وشوشهم وبخطى تقيله قرب منهم يسلم عليهم ويودعهم
– خلاص ياولدى ماشى وسايبنا .
بلال وهو بيبوس على دماغ والده .
– اشوف وشك بخير يابوى .. والله لولا العيال اللى سايبهم هما وامهم فى الغربه لوحديهم .. لكنت جعدت ولا هامنى العجد ولا الشغل هناك .
سالم وهو بيطبطب على دراعه
– ولا يهمك ياولدى .. روح لمرتك وعيالك واطمن !!.
– اطمن ازاى بس !!
قالها وهو بيقرب ويحضن والدته اللى شبطت فيه واكنها عيله صغيره ودموعها نازله ماوقفاش .
– ماخلاص ياما الله يرضى عنك .. خلينى امشى وجلبى مستريح
– خلاص ياولدى .. انا زينه وتمام خالص اها .
قالتها وهى بتمسح فى دموعها بمنديلها .. باس فوق دماغها وبعدها راح لاخوه .. يودعه هو كمان .
بلال وهو طابق فى حضن اخوه بقوه
– على عينى ياحبيبى اسيبك .. جبل ما اشوفك ماشى على رجليك من غير العكاز .
– عاصم والكلام خارج منه بصعوبه
– سافر يا ” بلال ” وربنا معاك .. انا زين والحمد لله .
بلال بابتسامه وهو بيسحب شنتطه : فك كده وبلاش الحزن ده .. و النزله المره الجايه هتبجى ان شاء الله على فرحك ياعريس .
عاصم بمراره بعد ما استنى خروج” بلال ” ووالده معاه عشان يوصلوا : عريس فين بجى !! .
– عريس وسيد العرسان كمان .
قالتها ” سميحه لابنها تخفف عنه وبعدها دعت بصوت عالى : يارب فك الكرب يارب .
……………………………..
– مش كفايه بجى جعاد ياولدى وتجوم تسرح وتشوف شغلك اللى متأخر ده .

قالها ” ياسين بقلب موجوع على ابنه اللى شايفه قدامه فى حاله مايعلم بيها الا ربنا .
– مش جادر يابوى .. ولا حتى ليا نفس اجابل ولا اشوف حد !.
قالها ” راجح ” بصوت حزين وخالى من اى حياه
صباح واللى دموعها سابقه صوتها وهى بتتكلم : منه لله اللى جطع فرحتنا واذانا الاذيه الواعره دى اللهى …
-صباح !!! .
قاطعها “ياسين ” بصرامه وهو بيزغرلها بعنيه عشان تفهم وتاخد بالها وبعدها كمل هو
– ياولدى انت كده بتأذى نفسك .. وكل وبتاكل بالعافيه وشغلك مابترحوش و دجنك سايبها مابتحلجهاش ولا اكن حد عزيز ميتلك . كل شئ يتعوض ياحبيبى .
وبصوت خارج بألم : يتعوض فين يابوى .. انا كل حاجه راحت منى .. البيت .. ودهب الوليه وبنتتها .. ولا كمان الفلوس اللى كنت حايشها عشان جهاز البنته .. اجوزهم كيف بس دلوك ؟.. يابووووى ..
قال الاخيره بحرقه واكنها نار بتحرقه ..
– ياولدى ماجولتلك مية مره ماتشلش هم حاجه وعرسان البنته عيال عمهم .. جالولك انهم متكفلين بكل حاجه ومش عايزين ولا حاجه فى الجهاز .
رفع راسه وبص فى عين والده بقوه واكنه مس كرامته
– لا يابوى .. حتى لو كانوا عيال عمهم .. برضك مش هاجوز بت منيهم ..ناجصه جشايه من جهازاها .. بتى لازم تبجى رافعه راسها جدام جوزها حتى لو كان واد عمها .

– واه ياواد ابوى .. انت لسه مصمم عالى فى دماغك
– ايوه يا” صباح ” مصمم .. زى ما انا برضك مصمم ان مافيش جواز غير بعد ما اخلص البيت وارجعه زى ماكان .
ياسين : ويفضلوا العيال كده مربوطين ياولدى !!
راجح بأصرار اكبر : ان شالله حتى يجعدوا بالسنين .. اللى عاجبوا على كده تمام .. واللى معجبهوش الباب يفوت جمل .
– ماتجولى حاجه لجوزك يا انتى كمان .
قالها ” صباح ” ل” نعمات ” اللى حاضره من اول القعده وساكته من غير كلام .. ردت عليها بالعافيه
– يعنى هاجول ايه بس ! .. استغفر الله العظيم .
…………………………….
خارجه من اؤضتها وهى بتمد وترخى فى درعاتها ببطء وانبساط .. بعد ما نامت واسترحيت فى نومتها .
– بت يا ” فوقيه ” انت يابت .
فوقيه واللى كانت بتنضف وترتب فى كنب المندره .. خرجت لها جرى ترد عليها .
– ايوه ياست هانم .. عايزه حاجه ؟ .
لو معاكى حاجه دلوك خلصيها بسرعه .. عشان تلحجى تطلعى وتاجى بسرعه .
– اطلع فين ياهانم ؟.
انتصار وهى مبتسمه ورافعه حاجبها
– بره البلد يابت .. احنا مش كملنا اسبوعين والدنيا هديت .. ادوبك بجى تودى لجريبك باجى حجه .

فوقيه بلهفه وحماس : حاضر ياهانم .. بسرعه هاخلص تنضيف البيت وبعدها هاطلع على طول .. مفيش حاجه تانى تعطلنى .
– كده طب تعالى ورايا .. ولا اجولك استنينى هنا .
– وليه عجربه .. بس مش مهم استناها وخلاص مدام هاتشبرجنى .
قالتها ” فوقيه بتكشيره .. بعد قفلت” انتصار” باب الأوضه فى وشها وسابتها منتظره .. فجأه انفتح الباب وطلت هى ورزم الفلوس فى ايديها
– خدى يابت .. الفلوس الزياده دى حلاوه ليكى برضو .
وبلهفه وفرحه : ماتخلى ياهانم .. انتى ادتينى جبل كده
– لا ما انا زودتك يابت ..زى مازودت جريبك .. عشان عمل اللى يريح جلبى وخلانى انبسط .. خودى جوليلوا ستك” انتصار ” مبسوطه منك و جيبالك ٥٠ بدل ال ٢٥ الف بجيت حجك .
– ٥٠ الف دا غير ال٢٥ اللى جبليهم وانا كل اللى خدتهم على بعضيهم ١٥ الف بالعافيه .
قالتها مصدومه لما شافت رزومة الفلوس فى كفه نصيبها القليل فى الكف التانى .واكنها بتوزنهم بأيديها .
.. التانيه بقى بصت لها بنظره التعالى المشهوره بيها قبل ماترد
– وانتى عملتى ايه يابت ؟! .. اصحى لنفسك وبوسى ايديكى وش وضهر .. وياللا غورى حضريلى فطار بلا جلع ماسخ .

….. …………………
حزينه مطفيه .. نظرة الحماسه والانطلاق اللى كانت دايما بتميزها مختفيه منها .. نفسه يرجعلها بسمتها ولا ضحكتها المجنونه .. كل محاولاوته معاها باءت بالفشل .. اعمل ايه بس ياربى !!! .. قالها بصوت واضح لنفسه بعد ماخرج نفس طويل وهو شايفها وبيراقب خطواتها وهى خارجه من سكنها وجايه عليه .
– صباح الخير .
قالتها ” نهال ” بروتينيه بعد ما دخلت جوا العربيه معاه .. بادلها هو بابتسامه جميله .
– ياصباح الهنا والجمال .
ردت عليه بشبه ابتسامه : ان شالله دايما يارب .
وبعد مادور ومشى بالعربيه
– ها عامله ايه ياعمرى ؟!
وهى بتهز دماغها وبصوت واطى : الحمد لله .
اللتفت لها وهو مش عجباه النبره اللى بتتكلم بيها فحب يحاول تانى معاها
– عجبك التليفون الجديد !
– عجبنى .. بس ماكنش ليه لزوم وانا معايا غيرو .
بصلها بضيقه قبل مايسألها .
– ليه ان شاء الله مالوش لزوم ؟! .. حتى لو معاكى غيرو !!
بقت بتتكلم وهى حاسه بالاحراج
– ايوه .. مش كفايه الهدوم اللى كل شويه تشتريها وتبعتهالى .

المره دى اتكلم بحزم وهو بيشدد على كلامه بعد مااتغاظ منها
– اسمعى الكلام دا كويس يا” نهال ” وحطيه حلجه فى ودنك .. عشان مكررش فيه كتير .. انتى على زمتى ومسؤله منى .. يعنى مااسمعش الكلام الاهبل ده .. بدال مانزعل مع بعض ! .
– ماشى .
قالتها بصوت واطى وهى بتتحاشى النظر ليه .
حب هو يلطف الجو
– ماتعرفيش كده تبجى زوق وتجوليلى كلمه حلوه
ضحكت ببشاشه وهو بتتكلم
– حاضر … تسلميلى يارب .
– هو دا اللى جدرتى عليه !!
قالها وهو بيضحك بعد ما شاف ضحكتها .. فكمل بعدها بارتياح نسبى
– ايوه كده .. نوريلى دنيتى بضحكتك الحلوه دى .
………………………………
بعد ما خرجت من البلد واطمنت .. خدت الباقى مشى فى وسط الزراعات لحد اما وصلت عشته المبنيه بالطوب والطين ومسقوفه بالجريد .. مردتش تخبط على الباب .. وفتحت بالمفتاح اللى معاها .. لكنها بمجرد ما سمعت الصوت الخارج من اؤضته اللى بينام فيها .. مخها راح فى الخيانه على طول .. فقررت تمشى على طراطيف طوابعها عشان تظبطه متلبس ..
ومع صدرها اللى طالع نازل بانفعال .. فتحت الباب فجأه عشان تفاجئه
سلات هدايا

– بسم الله الرحمن الرحيم .. هما بيطلعوا امتى دول !!! .
قالها ” زكى ” مخضوض بعد ماوقع من على طرف السرير من المفجأه .
عنيها برقت بشده وبقها بقى مفتوح على اخره وكأنها بتمثل فيلم رعب ..
– ايه ده ؟! .. كل دا معاك يازكى .. انتى فتحت مغارة على بابا ولا ايه ؟!!! .
قالتها وهى بتمسك فى الدهب والفلوس بجنان .. قام هو متعصب يبعد ايديها الاتنين وياخد اى حاجه مسكتها ايدها
– شيلك ايدك ياما .. ايه !!!! هى وكاله من غير بواب .!!
فوقيه وهى بتصرخ مصدومه : انت بتعمل معايا انا كده يازكى .. بتبعد يدى عن الفلوس والدهب .. اتاريك ساكت وماصدعتنيش عالفلوس اللى بجيالك من العمليه اللى جابتلك الخير دا كله .. واللى ابجى انا السبب فيه !!! … طب حتى افتكر انى مرتك وشريكتك فى الخير اللى انت فيه ده .. وابعتلى اجى اتمتع معاك بدل ما انا موحوله فى الخدمه والشجا .
بصلها من فوق لتحت قبل مايرد
– مرات مين ياعنيا .. احنا اللى بينا كان مجرد ورقه وانا قطعتها .. ياعنى خلاص بح !!.
وبقبضة ايديها الاتنين فضلت تضرب فيه وهى بتصرخ وتعيط
– بح دا ايه ؟! .. الله يخرب بيتك ابوك .. هو احنا بنلعب مع بعض .

وبعدم رحمه منه وهو بيدوس على كل كلمه بيقولها بطريقته الغريبه فى الكلام
– اييييوه كان لعبه ؟!.. وخلصت !! .. ويكون فى علمك انا كلها يوم ولا يومين واسافر القاهره واعيش فيها ملك هناك .. يعنى تنسى انك شوفتينى ولا قابلتينى خاااالص .
المره دى انهارت بجد وهى بتمسك فى الفانله اللى لابسها وتبكى بحرقه وتترجاه
– حرام عليك يا ” زكى ” .. ليه تخلى بيا بعد ما صبرت سنتين معاك وانا منتظره اليوم ده اللى هاتخدنى فيه وتعرفنى على اهلك .. انا غلطت معاك فى ايه بس !!!.
جولى .. غلطت فى ايه ؟!.
– ياااربى … يابنت الناس ماتقطعيش قلبى .. طب اخدك معايا وقول لاهلى ايه؟ .. اجوزت من الصعيد .. واحده مالهاش اصل ولاناس .
قال الاخيره وهو بيشد عليها عشان يزيد فى جرحها ويقهرها .. ودا اللى شافه حقيقى وقتها لما الكلام وقف على لسانها وشفافيها بقت ترعش وهى باصه فى عنيه ودموعها نازله شلال
غمض عينه وفتحها وهو بياخد نفس طويل وبيمثل الحزن .
– ليه كده بس يابنت الناس .. خلتينى اغلط معاكى واجرحك .
وبصوت مقهور : الله يسامحك .. بتعايرنى بأصلى يا “زكى “اللى ماليش ذنب فيه .

– عندك حق انتى مالكيش ذنب فيه .. بس على الاقل .. تبقى فى نفس مستوايا يا ” فوفه ” .. اديكى شوفتى الخير بنفسك اهو اللى هايرفعنى .. انتى بقى معاكى ايه يا ” فوفه” ؟!.
بسرعه حسبت نصيبها مع الزياده اللى كانت هاتديهم ل” زكى ” تبع حقه .. وبكل حماس ولهفه
– معايا ٤٠ الف جنيه يا” زكى ” !.
بصلها باستغراب قبل مايسأل
– وال ٤٠ دول .. جبتيهم منين ياما ؟!.
فوقيه بارتباك : ااا الست” انتصار ” ادتهوملى .. دا حتى بعتالك بجيت حجك اها ٢٥ الف جنيه بالتمام والكمال .
قالتها وهى بتخرجهم من تحت عباية الخروج وهى لفاهم بمنديل كبير وربطاه على وسطها
– الست ” انتصاااار ” قولتيلى .. امم .. طب سؤال رفيع كده بقى يا”فوفتى ” .
قالها وهو بيهرش على خده بضافر صابعه الصغير بعد ماخد الفلوس واتأكد من عددهم
– سؤال ايه يا” زكى ” ؟!.
سكت شويه يفكر وبعدين اتكلم
– يعنى انا كنت بسأل عن اللى اسمها ” انتصار ” دى .. ازاى هى مرات عمده وبيتها فاضى مافيهوش غفر ولا عمده ولا اى صنف بشر غيرك انتى معاها !!!.
عوجت طرف بقها بضيقه قبل ماترد بعصبيه
– ودى مين اللى هايجيها دى ؟!.. بعد العمديه ماراحت .. وجوزها وولدها اتحبسوا .. دى بنتتها واجوازهم .. بيطلوا عليها بالعافيه ويمشوا على طول بعديها .

وباستظراف وتمثيل
– معقوله !! .. بقى دى مجوزه بنات دى ؟! .. دى شكلها صغير اوى وحلوه كده و …
فوقيه بعصبيه ومقاطعه : ايه ؟!!… صغيره عشان اتجوزت صغيره وجوزت بنتتها صغيرين .. وحلوه عشان جاعده زى البرنسيسه اليوم كله تلبس وتتزوج وتامر وتتأمر عليا .
– ميأمرش عليكى ظالم ياقلبى .. سامحينى ان كنت ان شايفك مش فى مستوايا .. بس انتى تقدرى تبقى اعلى كمان !!.
فوقيه وهى بتبصله بتقيم وهو قاعد بركبه عالسرير و بالفانله الداخليه وبنطولون بيجامه قديم
– مستوى ايه يا” زكى ” ؟! .. انت مافكاش حاجه اتغيرت .. غير بس الشبب الجديد اللى ماهينش عليك تجلعوا وجاعد بيه عالسرير دلوك !!.
عينه راحت الاول عالشبشب اللى فى رجله قبل مايتشنك بعصبيه .
– لمى نفسك يا” فوقيه ” ماتغلطيش .. انا بحاول اوصلك الفكره .
فوقيه بتعب : فكرة ايه ؟ .. انا مش فاهمه حاجه !!
وكانه وصل لمبتغاه : افهمك يا” فوفتى ” براحه وبالتفصيل كمان !.
………. ………………….
بدور و” عاصم ” كانوا بيتكلموا فى الفون كعادتهم يوميا فى الوقت ده بعد العشا .. وهما بيحاولوا يهونوا على بعض .. شويه بكلام الحب الجميل .. او يحكوا لبعض تفاصيل يومهم واللى تعابهم .
سلات هدايا

عاصم : يعنى ابوكى مصر على رأيه برضك يا” بدور” ؟!.
بدور : ايوه يا” عاصم ” مصر .. وانا وامى و” نهال ” مافيش واحده فينا تجدر تراجعه فى كلامه وهو تعبان كده
عاصم : يعنى احنا بعد ماجولنا خلاص اخيرا هانفرح .. الدنيا تدينا ضهرها تانى
بدور وهى بتمسح دموعها : كل شئ نصيب .. واحنا نصيبنا كده .
عاصم : حن عليكى ماتبكى يا” بدور ” .. بدل مااجيلك بيت جدى دلوك وخلى ابوكى ولا جدى حد فيهم يمنعنى عنك .
ابتسمت وهى بتمسح دموعها : انت بينك اتجنيت زى واد عمك الدكتور .
عاصم : وما اتجنش ليه وانا معايا ” الجمر ” بحاله .
ابتسامتها زادت قبل ماتغير الكلام : صح جولى يا” عاصم ” .. مافيش اخبار من الحكومه عن اللى اتسبب فى الحريجه !!.
عاصم : الكلام هو نفسه يا” بدور” .. الناس شافوا واحد غريب ومغطى وشه بيجرى جنب البيت .. جبل الحريجه بثوانى !!.
……………………………
قاعده عالارض وعلى اعصابها وهى بتمثل انها بتتفرج عالتليفزون معاها لكن الحقيقه انها قاعده مرقباها وهى بتشرب فنجان القهوه اللى عملتهولها بنفسها .. وهى بتعد الثوانى والدقايق .. فجأه حصل اللى هى مستنياه لما لاقتها رمت بتقولها ونامت على الكنبه اللى كانت قاعده عليها .
قامت منبوطه تتاكد قبل ماتتصل بيه
– ايوه يا” زكى ” حصل اللى انت عايزه !!!!!! .


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة