
بعد ماسمع كلام والدته عن خطف العمده ل ” نهال ” و” بدور ” مقابل انهم يرجعوا ” معتصم ” .. ماخرجش منه اى رد فعل ولا نطق بكلمه واحده حتى .. لكن عنيه كانت مبينه حجم النار اللى جواه وصدره اللى كان طالع نازل وصوته وهو بيتنفس بقى مسموع .. لدرجة خلتهم استغربوا سكوته .. دى ” نيره ” صرخت وعيطت بعدها اما هو سمع كلام والدته كله وبعدها على طول دخل اؤضته و بسرعه غير الترينج اللى كان لابسه وخرج قدامهم وهو لابس جلابيه بلدى .
والده بيسألوا : انت رايح فين ؟! …. مردش عليه وهو داخل غرفة نوم والده ووالدته
راضيه وهى بتقوم من مكانها مستغربه
– وااه … دا داخل الاؤضه هايعمل ايه ؟!.
– بتعمل ايه عند….. وااه انتى جلبت الاؤضه كلها ليه كده .. بتفتش على ايه فى الدلاب.
قالتها ” راضيه ” لما شافت اؤضه نومها مقلوبه و” “مدحت ” مردش عليها بكلمه وهو بيفتش فى دولاب الهدوم بطريقه همجيه .. كررت هى تانى
– ياولدى رد عليا .. بتدور على ايه فى فى هدوم ابوك .
فجأه لاقته وقف تدوير .. لما اظاهر لاقى اللى هو عايزه وهو بيخرجه من الرف الوسطانى
صرخت ” راضيه ” لما شافت اللى فى ايده ودا كان المسدس المرخص بتاع والده .. جريت عليه تمسكه منه
– يامرك يا” راضيه ” .. هاتضيع نفسك
مدحت بنظرات حاده لولدته وهى بيزيح ايدها عنه
– سيبنى ياما .. بعدى عنى الله يرضى عنك .
صرخت بصوتها العالى على جوزها لما مقدرتش تمنعه
– اللحج ولدك يا “عبد الحميد ” … هايجتل العمده .
عبد الحميد قام عالصرخه .. وقدر يمسكه قبل مايقدر يخرج ويهرب منهم
– رايح فين ؟! … وايه دا اللى داسه فى جلابيتك ؟!! .
مدحت بصوت خشن جدا من شدة انفعاله
– سيبنى يابوى … الله يرضى عنك .
عبد الحميد وهو ماسك فيه وبقوه : اسيبك عشان تضيع نفسك .
راضيه كمان اللى رجعت تمسك فيه مع والده ” عبد الحميد” .
– استهدى بالله ياولدى … واسمع الكلام
مدحت وكأنه وحش بيصارع عشان يفك قيوده ويخرج من قفصه
– سيبونى اروح افرغ مسدسى فى صدره .. الواطى عديم الشرف .
عبد الحميد : وموته هايفيدنا باايه .. احنا نجيب البنته الاول وبعدين نعمل معاه اللى احنا عايزينه
مدحت : خلاص .. اروح احط المسدس على راسه واخليه يجول على مكانهم .
– فى بيته .. وسط غفره .. عشان يحبسوك ولا يخلصوا عليك ولا يبجى ليك ديه حتى .
مدحت بصرخه خارجه بعذاب : ياعنى اسكت زى الحريم وانا خطيبتى مخطوفه يابوى
عبد الحميد : ياولدى انا عاذرك .. وحاسس بيك .. بس احنا لازم نشغل عجلنا الاول .. دا شيطان وعرف يلوى دراعنا .. يبجى احنا ماينفعش نتغاشم معاه .
كملت “راضيه ” تهدى فيه : اسمع كلام ابوك ياحبيبى .. اصبر شويه .. جدك مش هايسكت . واكيد فى صرفه
– حن عليك ياخوى .. اسمع كلامهم .. اكيد فى حل .
قالتها ” نيره ” بصوت مقطع وهى بتترعش وتبكى .. بحرقه ودموع عزيزه .
………………………
– رسيتوا على ايه ؟!
قالتها ” انتصار ” .. اللى ماصدقت ان ” ياسين” خرج .. عشان تعرف من جوزها اللى حصل .
هاشم بانبساط وغرور : تفتكرى ايه !!!
انتصار وهى بتقعد على الدكه جمبه
– شكلك مبسوط !! .. ماتجولى وريحنى بالمره .
هاشم : يامره ماتبجيش غبيه .. ولدك هايجيلك . وهاجوزه المحروسه اللى هايموت عليها كمان . عايزه ايه تانى .
انتصار : وانت تضمن ” ياسين ” وحركاته .. ولا عيال عياله
هاشم : حركات ايه ؟! .. دى انا شرطت انهم ماهايشفوش البنته غير فى بيتى وساعة كتب كتاب بتهم على ولدى و بيد المحامى بتاعنا … يبجى فيه حركات تانى .
انتصار : مايمكن يعتروا على مكان البنته .. وساعتها تتجلب فوج راسنا
هاشم بضحكه عاليه : يعتروا كيف .. دا جاعدين فى حته الدبان الازرج مايعرفهاش .
انتصار باستغراب : ليه انتى مواديهم فين .
هاشم وهو بيرفع حواجبه : مش لازم اجولك .. بس انتى حطى فى بطنك بطيخه صيفى من ناحية مطرحهم .
– طب ووالدى .. انا عايزاه يبات فى حضنى مش جادره استنى تانى على بعاده عنى .
هاشم بزهق : يامره ولدك راجل .. الهم عالبنته .. يعنى هما نارهم اشد منك باضعاف . دول عرض .
انتصار : يعنى ايه ؟!
هاشم : يعنى اتجلى وانتى تلاجيهم جايين زاحفين .
………………………….
دخل متولى القصر لقى ” عيسى ” و” عبد الناصر ” قاعدين وبيشربوا سجاير ملفوفه .. عينه برقت من الخضه
– ايه اللى انتوا بتشربوه ده يازفت انت وهو .. هى كانت ناجصه مصاطيل كمان .
ضحك ” عيسى ” وهو بيخرج نفس كبير من سيجارته .
– مساطيل كيف ياعم انت ! .. دا حاجه كده خفافى
متولى كان هايشد فى شعره منهم
– هو دا كمان فيه خفافى .. الله يخرب بيوتكم هاتودونا فى داهيه
عبد الناصر : خبر ايه ياعم ” متولى ” شادد حيلك علينا اكده .. الحاجات دى احنا متعاودين عليها .. ياعنى ماعدتش تأثر فينا .. دى بجيت كيف كوباية الشاى كده بالنسبالنا
متولى بغيظ : كوباية الشاى !! .. نهايتو .. مين فيكم اللى هاينزل البلد يجيب وكل وتومين .. الوكل اللى فى المطبخ جوا .. مايكديش غدا حتى للرجاله اللى واجفه بره دى .
عيسى ل” عبد الناصر ” . روح انت .
عبد الناصر : انا ماريحش فى حته .. انت عارفنى .. خلجى ضيج ..وممكن اشبط فى حد واتعرك معاه
عيسى بضيقه : روح انت يا” متولى ” .
متولى : بجولكم ايه .. انا العمده منبه عليا .. ماسيبش مطرحى .. انتو مهما كان برضوا اغراب .
عيسى وهو بيقوم وينفض جلابيته
– ياعنى خلاص لبست فيا انا .. جاكم الطين انتوا الاتنين .
……………………………..
ياسين كان قاعد على كنبته فارد ضهره .. وايده على عصايته ..عينه فى الفراغ وشارد فى اللى حصل .. هو كان عارف من الاول ان هاشم هايعمل مصيبه عشان ينجى بيها ابنه .. وهو دا اللى كان عايزه عشان يوقعوا فى شر اعماله ويدفعوا التمن مع ” معتصم ” .. لكن توصل الدنائه بأنه يخطف البنات وكمان عايزه يجبرهم على جوازة ابنه بذرة الشر ببنتهم كمان .. دا اللى لايمكن يحصل ولو على طلوع روحه .. لكن البنات يجيبهم ازاى .. ازاى يتصرف فى المصيبه دى ..ازاى ازاى .
– عملت ايه يابوى ؟! .
دا كان ” راجح ” اللى داخل ومعاه ” محسن ”
ياسين بعد ما انتبه لهم : اجعد الاول انت واخوك .
محسن بعد ماقعد هو و ” راجح ” اللى قاعد على نار
– انا كنت عايز اتصل ب” حربى ” . عشان اجولوا يجيب الواد ازفت ده .
ياسين بتحذير : اوعى يا” محسن ” .
راجح بقلق : يوعى ليه يابوى ؟! .. امال احنا هانرجع البنته ازاى من غيره
سكت شويه قبل مايتكلم
– انا بعتلكم كلكم ليه ماجاش ” عبد الحميد و ” سالم ” هو مانزلش البلد لسه .
محسن : عبد الحميد اتشندل شويه مع ولده ” مدحت ” اللى كان عايز يروح للعمده يخلص عليه و ” سالم ” زمانه على وصول .. اصل ” عاصم ” اتكتبله النهارده بخروج من المستشفى وهايكمل علاج فى البيت .
ياسين بصوت واطى لنفسه
– يعنى ” مدحت ” و” عاصم ” النهارده فى البلد .. عشان تكمل
راجح اللى قلقان بشده : يابوى ماترد عليا .. عملت ايه مع الزفت العمده وامتى هايجيب البنته
ياسين وهو بيسحب نفس طويل ويخرجه تانى
– هاجولك يا ” راجح ” هاجولك .
………………………………
نهال وهى رايحه جايه فى الاؤضه بعصبيه
– يعنى وبعدين هانفضل كده .. مش عارفين ولاد ال…..دول خاطفينا ليه وحابسينا
بدور : انا خايفه جوى يا” نهال ” .. الرجاله اللى بره دول .. شكلهم عفش ويخوف .
نهال بصوت مشدود : جولتلك ماتخافيش من حد فيهم .. ماتخليش حد يحس بخوفك .. الناس دى مالهاش اللى يخاف منيها . . دول مجرمين وشكلهم اغراب عن البلد كمان .
بدور : عندك حج .. انا عمرى ماشوفت حد منيهم .. فى نواحينا نهائى .. بس دول يعرفونا منين ؟! .. ومين اللى سلطهم علينا .
نهال وهى بتفرك فى ايديها بعصبيه
– مش عارفه .. مش عارفه .. احنا لازم نحاول ومانيأسش .. انا جاتنى فكره استنى
قلت جملتها الاخيره وبعدها راحت على الباب تخبط وتزعق : انت يازفت انت وهو … انتو ياحوش ياللى خاطفينا .. حد يرد عليا … حد ير……
اتفتح الباب فجأه وطل قدامهم ” عبد الناصر ” .
– ايه فى ايه ؟! .. عماله تصرخى كده الدنيا خربت .
نهال : ايوه الدنيا خربت … عشان انا عايزه اتوضى واصلى .. والحمام اللى فى الاؤضه سباكته بايظه .
عبد الناصر : ويعنى انتى لازم تصلى ..
نهال بصوت عالى : انتو ملتكم ايه ؟! … عايزنى افوت عليا فرضى كمان … دا انتوا ..
قاطعها وهو بيشاورلها بايده بكف : بسسسس … خبر ايه ؟! … ماسوره واتفتحت … تعالى ورايا و ادخلى الحمام اللى بره … بس ماتعمليش اى حركة عفشه .. و لا تبجى انتى الخسرانه .. انتى ماتعرفيش انتى جاعده فين ؟! … ومع مين؟!…. فاهمه .
نهال وهى بتكتم غيظها : ماشى … بس اختى هاتطلع معايا .. انا ماهسيبهاش فى الاؤضه لوحدها .
قالتها لما لاقت عينه اللى رايحه جايه على اختها وهو بدورو رد عليها
– وليه ان شاء الله بجى .. عيله صغيره واختك هاتحرسك .
– بجولك ايه ماتتريجش … اختى هتاجى معايا .. يعنى هتاجى معايا .
– خلاص ياستى … اتمشى جدامى .. انتى وهى خلصونى
……………………..
خرجت من الاؤضه هى و” بدور ” وبقت تدور بعنيها يمين وشمال على منفذ . استغربت قوى لما ظهر لها المكان وطلع انه قصر حقيقى من اثاثه وديكوراتوا القديمه .. زى ما استنتجت من شكل اؤضة النوم اللى كانوا موجودين فيها . لكن دى عمرها .. ماشافت قصر قديم كده فى بلدهم .هما جابوهم فين بالظبط
– استنى عندك .. الحمام جدامك اها .. خلصينا .
فتحت باب الحمام تدخل وهى بتشدد على” بدور “.
– توجفى هنا عالباب ماتتحركيش ..فى اى حته فاهمه
هزت بدامغاها توافقها وفعلا وقفت مكانها جمب الباب تستناها وهى بتحاول تجمد قلبها قدام البنى ادم الغريب ده اللى عينه مانزلتش من عليها
وفى الداخل ” نهال ” حاولت تدور على شباك او فتحه ..تنفع مخرج .. لكن للاسف جالها احباط شديد لما لاقت ان مافيش شباك والفتحه صغيره جدا وتقريبا .. قريبه من السقف . كان هاين عليها تعيط ..لما حست انها كانت تنفع فرصه للهرب خصوصاً لما لاقته لوحده من غير صاحبه .
سلمت امرها لله وراحت تتوضى عشان تصلى وربنا يفك كربهم
وعند ” بدور “اللى كانت بتغلى من جواها من البنى ادم السمج اللى واقف قدامه متنح بغباء .٠
عبد الناصر بهيام : لكن انتى عنيكى لونها ايه بالظبط .
بدور باستغراب : نعم !!!
ناصر : اصلى يعنى امبارح كنت فاكرها خضره لكن دلوك انا لا عارفها زرجه ولا خضره ولا ايه بالظبط .. ماتجولى هى لونها ايه ؟!.
بدور وهى بتحاول تنفذ كلام اختها وبصوت جرئ
– وانت مالك زرجه ولا خضره ولا حمره حتى ؟!.. انت هاتصورنى
ناصر بابتسامة ديب : وااه .. دا انا انت كمان جريئه .. طب مدام كده اجرب انا اشوفها بنفسى
فجأه لاقته واقف قصادها اترعبت من هيئته فطلع صوتها بيرتعش
– بعد عنى ياجدع انت … بعد عنى .
ودا بكل صفاقه مد ايده يرفع وشها وهو بيبلع ريقه
– ورينى بس اشوفهم زين .
بايديها الاتنين بقت تضرب فيه وهى بتصرخ
– شيل يدك عنى ياحيوان .
فى الوقت ده ” نهال ” اول ما حست بالصوت .. خرجت على طول تشوف الوضع و من غير ماتدرى هجمت عليه تضرب فيه بعزمها وهى بتشتم فيه
– ياعديم الشرف يابن ال…… يا….. اللتفت لها يبعدها بايده وهى تشتم وتضرب فيه و” بدور” تصرخ وتضرب معاها وهو يحوش بايده ويضرب وهو بيزعق
– يابت انتى بعدى عنى بدل مااموتك مكانك
– انت ليك عين تكلمنا ياواطى يا…..
فبقت عاركه بين التلاته
وعلى الصراخ والاصوات العاليه دخل “متولى “اللى كان واقف مع الرجاله اللى بتحرس القصر من بره.. وهو بيجرى فلقى الوضع ده .
وبصوت مرعوب : الله يخرب بيت ابوك .. هاتودينا فى داهيه ياحشاش يابن ال………
وبزهرية ورد قديمه شالها من مكانها … هجم يخبطه بيها على راسه وبشده . اترمى عبد الناصر ” فى الارض وهو سايح فى دمه
بدور بصرخه : يامرارى .. دا مات ولا ايه .
– الف شكر ليك يااخينا يا……..
دا كان رد ” نهال ” اللى اتبسطت وهى بتشكر ” متولى ” لكن الكلام وقف على لسانها لما عرفته
– انت اللى وجفتنا امبارح تسألنا عن عيادة دكتور عشان مرتك المريضه .
متولى وهو عينه فى الارض : معلش بجى للضروره احكام
نهال : على فكره انا من امبارح باعصر فى مخى افتكر شوفتك فين و حمدلله .. دلوكت حالا افتكرت .. انت شغال غفير عند العمده صح
مردش عليها وهو عينه فى الارض وهى كملت
– يعنى دى جزاة المعروف .. انت مين اللى مسلطك علينا .. وليه ؟
متولى : حن عليكم .. ادخلوا جوا .. انا بنفذ وبس
بدور : بتنفذ ايه ؟ … ترضاها لبتك واحد غريب يمد يده عليها .
متولى : يابت الناس .. ارضاها كيف وانا اللى نجدتكم دلوك .. والعينه جدامك اها
قالها وهو بيشاور على” عبد الناصر ” المرمى فى الارض وكانه جثه
نهال : طب انا مش ها سألك انت تبع مين وعايز ايه ؟! بس انا هافكرك اننا عرفناك يعنى لو عملت معانا دجت نجص هاتوصل لاهالينا بعد كده ولو عملت معانا معروف برضوا هايوصل لاهلنا .. بس شوف الفرق ساعتها
متولى بعد مافهمها
– لا يا بت الناس .. ماجدرش اهربكم .. انتو ماتعرفوش انتوا جاعدين فين ولا مع مين وانا عندى عيال وعايز اربيهم فاميرضكيش ازيتى
نهال : طب ماتهربناش .. بس عالاجل خلينا نتصل باامى .. اللى زمانها راجده عيانه عشانا .
متولى : وبعدين بجى الواد زميل الجزين ده زمانه على وصول .. حن عليكم ادخلوا اؤضتكم وخلصونى
نهال وهى بتتكلم بشده : ماشى بس خليك فاكرها .
……………………….
ياسين اصر انه مايتكلمش الا ووالده الاربعه موجودين
محسن وعبد الحميد اللى وصل وهو ساحب فى ايده ” مدحت ” مغصوب و”سالم ” اللى ماصدق وصل ابنه ” عاصم ” البيت .. ووصل عندهم بسرعه مع ابنه ” بلال ” و” راجح ” اللى بعد ماسمع من والده شروط العمده .. نظر لوالده بلوم
– عاجبك كده يابوى اللى حصل ؟! .. جيبت حج ” عاصم ” دلوك .
محسن : استهدى بالله يا ” راجح ” . ابوك ماغلطتش
راجح : لا غلط لما اتحدى العمده .. وانتوا عارفينه .. شرانى . وزى التعبان .. يعنوا انتوا تعملوا اللى على كيفكم مع العمده .. وانا وبناتى ندفع التمن
سالم : ياواد ابوى .. استنى بس نفكر
راجح .. افكر فى ايه بس .. اجوز بتى غصبن عنها .. دا يرضى مين بس ياناس .
ياسين بصدمه : يعنى تجصد ان انا السبب فى كل النصايب دى يا ” راجح ” . الله يسامحك ياولدى
سالم : هو مايجصدتش يابوى . بس دى نصيبه كبيره وانا مش لا جيلها حل
مدحت اللى كان ساكت القعده كلها : بس انا عارف الحل .. اروح اموته واريح البشريه منه
بلال : ماتروحش لوحدك احنا نلم شباب العيله كلها ونعملها حرب مع العمده وناسه لو مارجعش البنته . واحنا عيلتنا كبيره
راجح : وبناتى ياناس انا عايز بناتى
مدحت طلع مسدسه وهو بيكلم ” بلال ” : ياللا بينا يابلال .. انا مبجاش راجل .. لو مارجعتش مرتى
راجح بصرخه فوضوها .. انا هاجوز بتى لواد العمده واخلص بدل المرار ده .
…………………….
بعد مافقدت الامل منه وكانت خلاص راجعه الاؤضه مع ” بدور ” لاقته فجأه بيوقفهم
– واحده فيكم بس اللى هاتتكلم ويدوبك دجيجه .
قالها ” متولى ” بعد مادورها فى دماغه ولقى ان العمده ماحدش هايقدر يمسه وهو اللى هايشيل الليله بعد الحج ” ياسين ” مايعرف انه كان من ضمن الخاطفين .
متولى وهو بيطلع الفون من جلابيته : التلفون اها .. بس بسرعه كلميها
نهال ماصدقت تمسكه فرحانه .. بس فجأه افتكرت حاجه .. فحبت تجرب ..وهى بتدعى جواها
– بس انا مش فاكره نمرة امى … الله يخليك ادينى تلفونى النمره مسجله فيه .. هاكلمها دجيجه زى ماجولت وبسرعه .
بدور استغربت اختها لكن ماحبتش تبين ل” متولى ” اللى اتعصب : كمان عايز تلفونك .. بابت الناس متأذنيش
نهال برجاء : ربنا يسترها معاك .. ادينى التليفون .. اتصل باامى اطمن عليها واطمنها عليا .. ارجوك دى امى
يتبع…❤️
رواية ست الحسن الحلقة الثانية والثلاثون
دخلت ” راضيه ” وبنتها ” نيره ” و” هديه ” مرات ” محسن ” على ” نعمات” عشان يواسوها وياخدوا بخاطرها فى محنتها .. لاقوها حاضنه ولادها الاتنين ” نهله ” و” ياسين ” الصغير وهى دموعها نازله واكانها سيل مابتوقفش نهائى .
راضيه : استهدى بالله يا” نعمات” .. ان شاء الله ربنا هايحلها والبنته ترجع الليله .
ردت ” صباح ” اللى كانت عندها من اول ماعرفت باللى حصل : جوليلها يا” راضيه ” .. دا انا من الصبح لاسانى نشف من الكلام معاها .. وهى ولا اكنها سامعه.
هديه : ليه كده بس يا” نعمات” ؟! .. تتعبى يابت الناس وتمرضى كمان .. الارض مش مهمله.
صباح : دا انتوا جيتوا فى الاخر بعد ماهديت .. امال لو شوفتوها ساعتها .. وهى بتندب وتخبط فى الارض ..والنعمه دا انا جولت هاتتلبس ولا تروح فيها .. بس ربنا ستر
نيره وعنيها على الولاد : سيبى العيال يامرة عمى ..انتى كده بتخاوفيهم .
خرجت ” نعمات” عن صمتها ترد على ” نيره ” بحده
– خاليهم مرعوبين .. المهم يبجوا فى حوضنى ومايبعدوش عنى . . يعنى انا مش كفايه عليا بتى الكبيره اللى جلبى واجعنى على بعادها عنى .. يجى كمان العمده ويخطوفلى البنته اللى بجوا عرايس .. يبجى اللى فاضل كمان .. انكم تاخدوا دول وتموتونى بالمره
راضيه : لاحول ولا قوة الا بالله .. يا”نعمات” ارحمى نفسك .. بتك “بطه “جاعده مع جوزها فى مطروح .. يعنى مش بره مصر والبنته اللى اتخطفوا .. هاياجوا باذن الله .. ومش هايطول بعادهم
هديه : ايوه يا” نعمات” .. خلى املك بالله كبير ووو… هو فى تلفون بيرن هنا
قالتها” هديه ” لما حست بهز وصوت مكتوم تحتها وهى قاعده عالكنبه … حركت نفسها لاقته فون ” نعمات”
– دا تلفونك يا” نعمات” .. اللى بيرن بجالوا لحضه .
بينك كنت ناسياه .
نعمات بلامبالاه : مش جادره اكلم حد
هديه بضيقه : حجه مالكيش حج .. يمكن” بطه ” اللى عاترن .. خودى كده شوفى يا” نيره ” نمرة مين دى !!
قربت ” نيره ” تشوف النمره .. صرخت وهى بتاخد الفون وترد فورا : دى ” نهال ” اللى بترن
نيره : الو يا”نهال” .
نعمات فى ثانيه قامت من مكانها وخطفت الفون من ” نيره” .. ترد عليها بلهفه ودموع : ايوه يابتى .. انتى زينه يانور عينى ورايجه .
نهال من مكانها : ايوه ياامى رايجه و الحمد لله .
نعمات : طب واختك ياحبيبتى .. زينه كمان ولا فيها حاجه
نهال وعنيها على اختها : اختى زينه والحمد لله .. ماتجلجيش ياما .
نعمات بلهفه : طب انتى فين و ليه من امبارح .. مش مكلمانى
نهال : ياما انا مش هاجدر اجولك حاجه .. انا بكلمك سرجه عن طريج واحد بن حلال
قالتها وعنيها على ” متولى ” .. اللى بسطته الكلمه .. بس ممانعتوش انه يخطف الفون .. ويقفلوا منها من قبل ماتكمل كلامها .
–
كفايه كده… الدجيجه خلصت .. اديكى اتطمنى وطمنتى امك .. ياللا بجى جدامى انتوا الاتنين على اؤضتكم .. انا عملت اللى يرضيكم .
نهال اتحركت تمشى مع ” بدور” وهى حاسه ببعض الراحه وبتنقلها بنظراتها ل” بدور” .. اللى زعلت اوى .. عشان ماقدرتش تكلم والدتها .
……………………………..
فى بيت “سالم ” المندره بتاعته كانت زاحمه بالناس اللى داخله خارجه تطمن على ” عاصم ” وتبارك لوالدته على خروجه بالسلامه .. وهو مع كل فرد يدخل عليه .. يفتكره هى وبعدها يصيبه الاحباط .. فى انتظارها من ساعة ماوصل وهى ولاظهرت ولاظهر عمه ولا حتى مرات عمه .. اكيد فى حاجه مانعتهم .
ماصدق خرجوا الجماعه اللى كانوا عنده ولاقى والدته داخله
– اما .. هو ليه عمى ” راجح ” مجاش لحد دلوك يباركلى على طلوعى بالسلامه ؟!.
سميحه بارتباك : يعنى هايكون فيه ايه بس ؟! .. يمكن تلاجيه مشغول ولا حاجه .
عاصم باستغراب : مشغول !! .. طب ” نعمات” مرته ولا ” بدور” .. كمان مشغولين .
– بدوووور .. جول كده .
قالتها ” سميحه بقصد الهزار عشان تلهيه عن السؤال .
عاصم : ياما .. بلاش تمسكى فى كلامى .. دا حتى جدى ماجاش ولاعمتى .. ولا كمان ابويا ” وبلال ”
دول ماصدجوا حطونى فى فرشتى وطلعوا على طول
.. هو فى اي؟!.
سميحه بتوتر : مفيش حاجه يا ولدى دااا .. ادخل ياولدى .. انت مش غريب
قطعت كلامها لما سمعت واحد من اصحاب ” عاصم ” بينده ويستأذن فى الدخول .. وكانه جالها نجده ليها يرحمها من اسئلة ” عاصم ” وهى ماقدراش تتكلم ولاتقول باللى حصل .
………… ……………….
بلال بصدمه : انت بتجول ايه ياعمى ؟! .. انت عايزنا نطاطى لابن الفرطوس ده .
مدحت : لا وكمان عايز يكسر جلب ” بدور ” .. ويغصبها على انسان مش بتطجيه
راجح بصرخة مغلوب على امره
– امال اعملكم ايه بس؟! .. وانتوا عايزين تولعوها وتجلبوها حرب .. وانا مش عايز دم .. انا عايز بنتتى وبس .
ياسين : وانت بكده عايز بنتتك .. دا انتى كده بترمى بتك فى النار بايديك .
سالم : مش هى بس يابوى .. ولدى كمان .. هايضيع فيها .. دا مش بعيد يهج ويسيب البلد المره دى .. بعد ما فرح ودفع التمن وكان هايروح فيها .
راجح بقلة حيله : طب اعمل ايه ؟! .. دبرونى !!.
ياسين : امال انا جمعتكم ليه .. انا عايز الشباب يجسموا بعضهم مجموعات ويلفوا ويدورا فى كل بيت وكل حته ويسألوا .. يمكن نلاجى اثر ولا حد من البلد يكون شافهم .
محسن : ولو ملجيناش نعمل ايه ؟!.. مع ابن ال… اللى حاطط السكينه على رجابنا .
بلال بحماس : انا عارف نعمل ايه ! .. انا هالم الشله الجديمه بتاعتى .. وزى ماجدرنا نسيطر على حرامية المواشى اللى كانوا راعبين الاهالى زمان .. ان شاء الله هانجدر نعتر على البنته .ونعلم العمده وولده الادب .
مدحت : وانا معاكم .. ان شالله اسيب الدكتوراه والطب كله .. انا مش هاسكت ولا اهدى غير لما اعتر على ” نهال ” ومعاها ” بدور” .
راجح بتفكير : بس انتوا كده ممكن تعوجوا على البنته وانا هاموت واتطمن عليهم
ياسين بحكمه : ياولدى افهم .. هو صحيح لاوى دراعنا بخطفه للبنته .. بس هو كمان صباعه تحت درسنا وولده تحت يدنا .. يعنى هايحافظ عالبنته زى عنيه .. عشان احنا منأذيش ولده .
– يابوى يابوى .. نهال اتصلت يابوى يابوى
الكل قام من مكانه اول ماسمع ” نهله ” اللى داخله جرى عليهم وهى بتقولها وقبل ماتوصل لوالدها مسكها ” مدحت ” بلهفه : انت بتجولى ايه ؟!.
نهله وهى بتاخد نفسها : اا” نهال ” اختى اتصلت توى على تلفون امى .
راجح اللى وصل عندها ومسكها مع” مدحت ”
– انتى بتتكلمى صح يابت انتى .. ولا دى لعبه جايا تلعبيها معانا .
– بتتكلم صح ياابو ” ياسين ” .. ايوه فعلا ” نهال ” كلمتنى .
قالتها ” نعمات ” اللى جات بسرعه تبشر جوزها القلقان وتطمنه .
– وانتى بتسمعيها .. صوتها زين كده ورايجه يامرة عمى
قالها ” مدحت ” بلهفة محب وقلبه هايخرج من صدره من سرعة الدقات
نعمات واللى وصلها احساسه من نظرة عنيه وكلامه .
– زينه ورايجه ياحبيبى وانا لو ماكنتش اتطمنت .. كنت جيتلكم جرى دلوك .
ياسين : طب هى جالتلك على مكانها .
نعمات بحزن : لاه ماجدرتش .. هما كلمتنين جالتهم وبسرعه الخط جفل .. بس جالت ان واحد ابن حلال ساعدها .. تتكلم سرجه فى التلفون .
بلال : طب هى كلمتك برقمها ولا رقم غريب .
نعمات : ايوه برقمها اللى مسجلاه انا عندى .
بلال بفرحه : ينصر دينك يا” نهال ” .. دى كده جصرت علينا نص السكه .
مدحت بعد مافهمه : ايوه بس احنا كده عايزين مساعده من رتبه كبيره عشان تجصر علينا الوجت كمان .
راجح : ماتفهمونى ياجدعان .. تجصدوا ايه ؟! .. بكلامكم ده .
بلال وهو بيسحب ” مدحت ” من دراعه
هاطمنك ياعمى .. والله هاطمنك .. بس انت ادعيلنا بالتوفيق وجول يارب
راجح باامل كبير وهو شايفهم خارجين : ياااارب
بلال وهو بيسرع بخطوته مع مدحت
– انت مستعد تبجى معايا للاَخر مهما يحصل
مدحت وبكل حماس : طبعا معاك فى كل خطوه .. بس جولى احنا رايحين فين الاول ؟!.
بلال : هاجولك .
ياسين بصوت عالى عشان يوقفهم : استنوا ياولاد .. متنسوش تخبرونى بالجديد .. اول باول
بلال و” مدحت ” فى نفس واحد : دا اكيد ياجدى
…………………………
نهال من ساعة مادخلت الاؤضه مع اختها ” بدور “وهى بتدعى وتبتبهل لربنا ومركزه اوى بخشوع عشان ربنا يقبل منها ويفك كربهم .. عينها وقعت بالصدفه على ” بدور” لاقتها مكشره
– مالك ؟!… شكلك مجلوب من ساعة مادخلنا .
بدور وهى بتهرب بعنيها : وانتى يهمك فى ايه ؟!… زعلى يعنى .
نهال مستغربه : كيف مايهمنيش ؟!… الله يرضى عنك يا” بدور ” جولى اللى مزعلك منى على طول .. انا مافياش دماغ .
بدور بنظرة عتاب : طبعا مافكيش دماغ ليا .. وانتى هاهمك فى ايه ياعنى .. لما انتى تتكلمى مع امى وتطمنى عليها .. وانا ولا اكنى اختك المخطوفه معاكى .. وعايزه اسمع صوت امى .. حتى لو كلمه منها .. عشان تردلى روحى
قالت الاخيره ودامعه نزلت معاها .. نهال اتأثرت اوى لزعل اختها فحبت تصالحها .. قعدت جمبها على طرف السرير وخدتها فى حضنها .
– سامحينى ياجلبى .. بس انا كنت مركزه فى حته تانيه خالص .. لما كنت باتكلم فى التليفون وبدعى ربنا انها تحصل .
خرجت ” بدور ” من حضنها تستفهم
– حتة ايه اللى كنتى مركزه فيها وبتدعى ربنا تحصل ؟! .
نهال بصوت واطى : ماينفعش اتكلم دلوك .. احنا مش ضامنين احسن يكونوا سامعينا ..بس اللى اجدر اجولوا .. ان لو حصل اللى فى بالى .. ان شاء الله اهلنا ها يعتروا فينا .
بدور وبصوت واطى كمان : صح اللى انتى بتجوليه دا يانهال ؟!.
نهال : صح يا” بدور ” بس انتى جولى يارب
بدور : يارب يارب
وعند ” متولى ” بره .. بعد مادخل البنات .. جرى على طول يتاوى فون” نهال” ويحطه فى مكانه من تانى .. وبعدها راح ل” عبد الناصر “بعد ماجاب القطن والمطهر والشاش فى ايده
متولى وهو بيرفع فيه ويفوقه : انتى يا اخينا .. جوم ياجزين .. مش ناجصه نصايب هى .
– نصايب ايه ؟! …هو ايه اللى حصل ؟!
قالها ” عيسى ” وعينه مبرقه ومخضوض على صاحبه اللى مرمى فى الارض زى القتيل وسايح فى دمه
متولى وهو بيرمى ” عبد الناصر” على الارض بأرف
– اللى حصل ل” عبده ” .. انا اللى اللى عملته .. عشان كسرت الزهريه دى على راسه .. اللى عايزه الكسر .
عيسى بعصبيه : وبتجولها فى وشى كمان .؟!
متولى بعد ماقام من عالارض .. بص فى عين ” عيسى ” بتحدى ” : جوم صاحبك .. وطهرلوا الجرح اللى فى راسه واربطها بعد كده بالشاش زين .. ولو معرفتش تبجى اكبسها بشوية بن وخلاص .. الاهم بجى .. انه لما يفوج .. نبه عليه .. ان اللى حصل النهارده مع البنته .. مايتكررش تانى يااما هاوصل للعمده .. ويشوف هو حسابه معاكم .
قالها وهو بيحط القطن والشاش فى ايد عيسى وبعدها خرج على طول .
عيسى وهو رايح يفوق فى صاحبه ويقوم فيه
– انت عملت ايه ياجزين ..جوم يا ” عبده ” فى سنينك الغبره معايا .. هببت ايه بس .. الله جاك الطين .
……………………………
قاعد وبيهز فى رجله بعصبيه فى انتظار الخبر الاكيد اللى هايدلوا على مكانها .. وحاسس بالدقايق اللى بتمر وكأنها ساعات
– وبعدين بجى .. الظابط دا عوج جوى .. خبرايه ؟! هو بيحضر الذره .
بلال اللى كان قاعد فى الكرسى اللى قصاده قدام مكتب الظابط ” ياسر فهمى ” .
– خبر ايه ياواد عمى ؟! .. هو لحج !! .. اصبر شويه كده .
مدحت : طب وانت تعرفه منين ؟! .. دا احنا باجالنا .. وجت مستنين فى مكتبه .. من جبل حتى مانشوفه .. دى بينها معرفه جويه .
بلال وهو بيضحك : يعنى معرفه من ايام الشجاوه !!
فجأه الباب اتفتح وطل منه شخص طويل و عريض وماسك ورق فى ايده
– اتأخرت عليكم .
قالها وبعدها مد ايده يسلم : اهلا وسهلا .. حمد الله عالسلامه ياعم ” بلال .
بلال بضحكه بشوشه : الله يسلمك ياباشا .. اعرفك بواد عمى .. الدكتور ” مدحت ” .
ياسر وهو بيسلم على ” مدحت ” : اهلا وسهلا بيك يادكتور .. اتفضلوا اقعدوا .. وااقفين ليه ؟! .
قالها وراح قعد خلف مكتبه وهما كمان قعدوا مطارحهم من تانى .
مدحت بسرعه : ها ياباشا .. ايه الاخبار عرفتوا مكانهم .
ياسر بتوتر وهو بيحط الورق اللى فى ايده عالمكتب
– فى الحقيقه انا من ساعة ما اتصل بيا ” بلال ” وبلغنى .. بحكاية بنات عمكم .. و ادانى نمرة البنت اللى كلمتكم . وانا خدت الامر بجديه شديده ..
وعملت الاجراءات مع شركة الاتصالات بسرعه عشان اعرف المكان واطمنكم .. بس للاسف انا نفسى ما اطمنتش .
مدحت بقلق رهيب : ليه بس يا باشا ؟!
ياسر : لأن المكان اللى موجودين فيه خطر جداً .
بلال : هما موجودين فين بالظبط ؟!
ياسر : بحسب المكالمه اللى رصدناها من تليفون بنت عمكم .. فالمكان مش بعيد عن قريتكم .. لكن للأسف .. المكان دا يبقى فى الجبل .. وتحديدا فى قصر “حسين العربى ” اللى كان اكبر تاجر مخدرات فى التسعينات عندكم .. وكان عامل مملكه لنفسه هناك .
بلال : ايوه احنا عارفين بالحكايه دى .. بس كمان اللى نعرفه ان الحكومه جبضت عليه من زمان وعلى المجرمين اللى معاه .. دى كانت معركه رهيبه بينه وبين الحكومه و لحد تاريخنا هذا .. الناس بتحكى عنها .. والتانيه كمان .. دا محدش من الاهالى بيهوب هناك .. عشان القصص اللى بنسمعها وبتخوف الناس .
ياسر : اهو دا بقى المفيد .. عشان هجران الناس للمنطقه دى .. خلى مجموعة مجرمين يزرعوها بانجو وحاشيش ويسيطروا من تانى .. مستغلين ان محدش من الاهالى بيقرب عندهم.. بس اللغز بقى .. مين اللى جمعهم .. وسيطر عالقصر المهجور .
مدحت وهو بيغمض عينه ويتنفس بصعوبه
– يعنى ايه ؟! .. بنات عمى مش هانجدر نجيبهم !!
ياسر : لا ان شاء الله هايجوا بس انا عاوزكوا تقدموا بلاغ رسمى وانا هاعمل المستحيل عشان اطلع بقوه من الظباط والعساكر ونهجم عليهم .
مدحت حس الدنيا لفت بيه وبقى مش قادر يتكلم ولايرد .. لكن” بلال ” جاوب بسهوله غريبه .
– ماشى ياسيادة المقدم .. بس ممكن تسرع بالبلاغ والنبى عشان نلحج
…………………………
بعد ماخرجوا من القسم مكانش حاسس بنفسه وهو ماشى مع ابن عمه وقلبه هايتخلع من الرعب على حبيبته واختها اللى موجودين وسط مجرمين وقطاع طرق وفى حته مهجوره .. لدرجة انه فتح باب عربيته ومرديش يسوق
– ممكن يابلال تسوج انت .. لانى مش جادر .
بلال المحتفظ ببأسه : ماشى ياواد عمى
خرج ” مدحت ” من شروده مستغرب حماس ” بلال ” .
– انا ليه حاسس انك فرحان .
بلال وهو بيسوق : مش لدرجة فرحان .. بس انا مكنتش اعرف ان الزمن هايعيد نفسه .. وارجع لايام الشجاوه من تانى .. بعد ماعجلت وبجيت مدرس محترم .
مدحت باستفهام : شجاوة ايه بس مع المجرمين وبتوع المخدرات ..يا بلال ؟!
بلال : اسمع ياواد عمى .. احنا مش هانتستنى الحكوه ..احنا حانجيب البنته بنفسنا ومبجاش راجل .. لو مارجعتهمش الليله .. وانا عارف هارجعم كيف .
مدحت وهو بيفوق ويركز مع بلال
– تجدر تجولى هانعمل ايه بالظبط .. عشان انا مش فاهم حاجه .
…………………………….
ياسين وهو بيقوم مفزوع من مكانه : ااه يا” هاشم ” ال…… دلوجتى بس انا عرفت .. الفلوس اللى بيهبل اللى هلت عليه فجأه دى .. جات منين .
مدحت : يعنى انت تجصد ياجدى .. ان هو اللى جمع .. ولاد الليل من تاتى
ياسين : دا اكيد ياولدى .. جال وانا اللى فاكره .. شاطر وجدر يكبر ورثه من ابوه .. اتاريه !! … المهم انتوا هاتتصرفوا ازاى دلوك .
مدحت : بلال بيلف على اصحابه الجدام .. اللى كانوا واجفين معاه ضد حرامية المواشى زمان .. اللى كانوا بيسرجوا البهيمه ويطلعوا بيها الجبل .
ياسين : طب وشباب العيله .. راحوا فين ؟! .. دول لازم يكونوا معاكم .. عشان تبجوا عزوه ضد ولا ال….دول
مدحت : مادى مهمتك انت ياجد .. احنا هانطلع الاول زى فرجة استطلاع وبعد مانعرف .. الدنيا ظروفها ايه هناك .. هانتصل بيك ونعرفك عشان تلمهم .
ياسين وهو بيطبطب على كتف ” مدحت ” بخفه ” وبيبتسم : والله وبجيت فارس و رايح ينقذ حبيته من الاشرار … ونسيت الطب والدكتوراه كمان
مدحت بصدق : انا عشان ” نهال ” .. انسى الدنيا كلها ياجدى .. مش بس الدكتوراه .
…………………………….
انتصار وهى رايحه جايه بتفرك فى ايديها .. تبص على جوزها تنفخ وبعديها ترجع تانى تروح وتيجى و” هاشم ” بينفخ كمان فى الشيشه بتاعتوا وملاحظها وساكت .. ولما فاض بيها .. مقدرتش تسكت
انتصار بعصبيه : وبعدين بجى احنا هانفضل مستنين كده لحد امتى
هاشم بضيقه : وانا اعملك ايه يعنى .. ماتصبرى شويه
انتصار بانفعال : من الصبح .. كل ما اجى اكلمك واجولك ولدى .. تجولى اصبرى اصبرى اصبرى . .. هافضل صابره لحد امتى ؟! … الدنيا ليلت ومحدش فيهم رد علينا ولا جال حاجه .. خبر ايه ؟! … هما مش هامينهم بنتتهم .. الناس دمها برد ولا ايه ؟!
هاشم وهو بيسند دراع الشيشه
– والله ما انا عارف ايه الحكايه … دا انا جولت ” راجح” .. ماهيستناش دجيجه ويجى جرى .. دا اكتر واحد فيهم جلبه خفيف
انتصار : اهو تجل جلبه ومجاش جرى ولا زاحف زى ماجولت .. انا هافضل كده كتير جلبى واكلنى على ولدى بجى .
هاشم : يعنى هما يتجلوا جلبهم عالبنته وانا ابو الراجل .. اضعف .. اصبرى شويه تانى واما نشوف اخرتها .
……………………………
مدحت و” بلال ” والحج ” ياسين ” وراجح واخواته كانوا مستنين الشباب عند المدافن .. عشان محدش من اهل البلد ولا من رجالة العمده ياخد باله
وصلوا الشباب واحد ورا التانى بهدوء .. بس المفجأه كانت حضور ” عبد الرحيم ” اللى اول ما شافوا ” مدحت ” ماصدقش
– يعنى انت كنت تبع صاحبنا دا .. ولا يبان عليك يااخى
عبد الرحيم : عشان هادى يعنى .. مايغركش هدوئى ..انا برضوا راجل واسد
ياسين : وانا نظرتى فيك ماخيبتش من الاول وجولت عليك راجل وسيد الرجال
عبد الرحيم : تشكر ياحج ” ياسين ” .. المهم احنا هانعمل ايه دلوكت .
بلال : انا اللى هاجولك .. احنا دلوكت هنمشى بعربياتنا فى الطريق ده اللى يوصل للجبل على طول وهانفضل ماشين كده لحد التله الكبيره .. هانوجف وننزل واحد ورا التانى بهدوء ونكملها مشى لحد زراعات فدادين البانجو .. انا خدت فكره عنهم النهارده الصبح .. هما سادين السكه جدام الجصر الجديم اللى جاعدين فيه البنات
مدحت : يعنى تجصد اننا هنمشى مجرفصين وسط زراعات البانجو لحد اما نوصل للجصر
بلال : باالظبط .. وهنجسم نفسنا .. كل فردين تلاته فى ناحيه وبعد كده ان شاء الله هنلاجى فرصه لدخول الجصر .. انا عارفه زين وياما دخلتوا ايام الشجاوه .
راجح : طب انا اروح معاكم .. عايز اطمن عالبنته
سالم : وبعدين يا ” راجح ” احنا اتفجنا هانروح بعد ما يامنوا السكه
محسن : ياللا ياشباب .. ربنا معاكم .. واحنا فى الانتظار ..
عبد الحميد بقلق : ربنا يستر طريجكم
مشيوا بعدها الشباب .. على نفس التعليمات فى الدنيا الضلمه وجو الصحرا المخيف .. لكنهم كانوا متعودين عكس ” مدحت ” اللى اول مره يعيش التجربه .. عشان خاطر حبيبته ..
بعد مانزلوا عند التله قسمهم “بلال ” تلات مجموعات .. على تلت طرق كلها توصل للقصر .. “مدحت و” بلال ” و” عبد الرحيم ” كانوا مع بعض .. كانوا ماشين بهدوء شديد لحد اما دخلوا جوا فدادين البانجو وبنفس الطريقه كملوا لحد اما شافوا ضى القصر وقفهم ساعتها “بلال ” .
– شايفين ياشباب .. كام فرد واجفين بسلاحهم جدام الجصر
عبد الرحيم : دول كتير جوى .. حبايه واجفين والباجين بيتسامروا فى الارض ويشربوا جوزه او حشيش .. دا حتى ” متولى ” غفير العمده معاهم .
بلال : ااه يابن ال…… حسابوا بعدين معايا
مدحت : المهم دلوك .. هاندخل ازاى ؟!
بلال : انا عارف هاندخل ازاى .. المره دى هنغير طريجنا عشان نوصل للجصر من الخلف .. اكيد الحراسه خفيفه هناك .
وفعلا نفذوا كلام “بلال ” لحد اما بقوا ورا القصر فعلا .. بس المنظر هناك كان يقبض القلب .. بالشجر القديم وجزوعه المكسره مع الضلمه الموحشه .
عبد الرحيم : ياساتر يارب .. عشان كدا ماحدش واجف هنا .. وكل دى حيوانات ميته .. ربنا يستر ومايطلعش علينا ديب دلوك .
بلال : ربنا يستر .. احنا مش ناجصين عطله .
مدحت : طب احنا دلوك هاندخل الجصر العجيب دا ازاى .
بلال : انا وانت هانطلع عالشجره المكسره دى .. هاتوصلنا لشباك المطبخ وبعديها .. ان شاء الله .. اى اؤضه انا اعرف افتحها وانت يا ” عبد الرحيم ” هاتكلم الشباب عشان ياخدوا بالهم من اى حركه وبعدها تحلصنا وانت هتلاجى شباك المطبخ مفتوح ..
بعد ماقدروا يطلعوا الشجره وفتح ” بلال الشباك بحرفنه ومن غير صوت .. دخل هو فى البدايه وبعده ” مدحت ” .. وبعد مابقوا فى المطبخ فعلا …
بلال بصوت يدوب يتسمع بالعافيه .. احنا دلوك هاندور عالبنته فى الاؤض بس براحه عشان محدش يحس بينا .
كانوا بيتساحبوا على طراطيف صوابعهم خرجوا من المطبخ . اول اؤضه صادفتهم ملاقوش حاجه وتانى اؤضه برضوا ملاقوش وبعدها شافوا ” عيسى ” و” عبد الناصر ” .. اللى قاعدين عالصالون المدهب بطريقه غبيه وبيشربوا فى السجاير الملفوفه وبيتسايروا
عيسى : اَخ يا” عبده ” بس لو تبطل عمايلك العبيطه دى .. هتاكل الشهد معايا .. انت جلبك ميت ودا اللى بيعجبنى فيك .. بس جدام الحريم الحلوه ..بتجلب خروف .
عبد الناصر وهو مصطول : بااه .. خروف … اممم .. بس برضك جوز البنته اللى فى الاؤضه دى حاجه تانيه يااخى .. يابووووى
مدحت سمع كده ونار قادت فيه .. شدوا” بلال ” بعيد شويه لما خد باله وبوشوشه : امسك نفسك شويه وحكم عجلك .. المهم احنا عرفنا مكان البنته
مدحت وصدره طالع نازل : معلش اتلم عالبنات الاول وبعدين اعرفوا مجاموا .
بلال : زين .. احنا دلوك نرجع مكانا .. ونستنى بس يواربوا دجيجه عن الاؤضه وبعدها ندخل للبنات .
سايروا مدحت ورجعوا يوقفوا تانى يراقبوا .. لدرجه وصلت لنص الساعه وبعدها سمعوا صوت ديب واكنه بيتخانق .
اللى كانوا مسطولين قاموا مفزوعين وهما بيمسكوا سلاحهم
عيسى : دا بينه ديب !!
عبد الناصر : ياوجعه طين .. دا اكنه بيتعرك مع واحد من رجالتنا .. تعالى نشوف مين .
بمجرد ماخرجوا فى ثانيه دول كانوا عند الاؤضه ” بلال ” بيحاول فتح الباب .. بطريقته من غير مفتاح .
نهال و ” بدور ” قاموا مفزوعين على الحركه الغريبه فى الباب
بدور بخوف : ودا مين اللى مش عارف يفتح الباب ده
نهال باستغراب : مش عارفه .. حاجه غريبه فعل…….ها
شهقت بخضه لما لاقت “بلال ” ابن عمها اللى بقالوا سنين متغرب بيدخل بسرعه .. و بعده دخل ” مدحت ” على طول .وقفلوا الباب .
نهال بدهشه غريبه : مدحت !!!!!
وبشوق محب متغرب سنين عن حبيبه : ياجلب ” مدحت .
مالحقتش تسمعها كويس ودا لانها فوجئت بيه وهو حاضنها وهى مرفوعه عن الارض .
بدور ضحكت فرحانه .. اما بلال اللى اتخض من فعله .. من غير مايدرى
– يخرب بيت ابوك !!!