
قلم فاطمه احمد
.
صدمة جعلتها تفغر فاهها و تهمس بعدم استيعاب :
- ااا...انت ب..بتقول ايه.
اجابها بمكر و قد ادرك حجم صدمتها :
-اه زي ما بقولك رعد هو الشخص اللي خبطك بالعربية من 5 سنين و سابك مرمية ع الطريق و مفكرش يسأل فيكي حتى.
وضعت يدها على فمها بشك :
- طب و انت عرفت منين ؟ و حتى لو كلامك حقيقي ايه اللي عرفك انه سابني انا لما صحيت قالولي ان في حد جابني و اختفى.
حمحم جلال بكذب :
- اا...انا اللي وديتك المشفى لاني باليوم اياه رعد كان بيلحقني و وصلني معلومات انه خبط بنت و هرب ف انا كلفت واحد من رجالتي يسعفك يعني جوزك ده شخص مجرد من الانسانية تماما و اتجوزك لانك اتعميتي بسببه قال يعني يريح ضميره....المهم عرضي لسه موجود انا مستعد اساعدك ف الهروب.
لم يسمع ردا منها لأنها اغلقت الخط سريعا عندما وجدت زهرة تدخل للمطبخ عقدت حاجباها و قالت باستغراب :
- في حاجة يا هانم . مالك اتخضيتي لما شوفتيني ليه.
سيليا بتوتر شديد :
- ها...ل..لا مفيش حاجة احم جيت عشان اشرب ماية.
هزت رأسها بعدم اقتناع و اردفت بابتسامة :
- طيب.
بادلتها الابتسامة بتصنع و خرجت صعدت للجناح ووجدت رعد جالسا على السرير ينتظرها.
غمغم بجدية وهو يطالع ملامحها :
- كنتي فين.
- في المطبخ مع زهرة.
هز رأسه ثم وقف قائلا :
- يلا ننزل عشان نتعشى.
سيليا وهي تتجه للحمام :
- انزل انت و انا ثواني و الحقك.
دلفت و استندت على الباب و هنا نزلت دموعها بحرقة وهي تشهق بصوت مكتوم كل شيء بات الان واضحا رعد تزوجها من باب الشفقة تزوجها ليريح ضميره هي لم تكن سوى ذنب على عاتقه قرر مساعدتها و جلبها لقصره....كم تشعر الان بالاهانة اهو من دمرها ضاعت 5 سنين من عمرها في الظلام و حتى عندما دهسها لم يكلف نفسه بالاطمئنان عليها بل فر هاربا كأن حياة البشر لعبة بين يديه... سحقا لك.
مسحت دموعها بقوة ثم نظرت للهاتف لدقائق طلبت اخر رقم و عندما فتح الخط تمتمت بحسم :
- قبلت عرضك ، ساعدني اهرب و اخلص من السجن ده.
تنهد بعمق و لمعت عيناه بانتصار :
- طلعتي ذكية و بتعرفي تفكري.
هتفت سيليا بجدية تامة :
- بس هتعرف تعربني ازاي الشبح حط حراس جداد من اسبوعين و القصر كله متراقب كل اوضة فيها كاميرا الا الجناح بتاعنا و المطبخ ولو كشفني هيقتلني.
جلال بهدوء :
- سيبي كل ده ليا انا هتصرف...المهم اتعاملي مع الشبح عادي متبينيش انك متدايقة منه عشان ميشكش فحاجة.
اومأت بإيجاب و اردفت بصوت خافت :
- ماشي...سلام.
اغلقت الخط و خرجت نزلت للاسفل و جلست بجانب رعد على سفرة الطعام و بدأت بتناول طعامها...نظر لها رعد بشك و حدث نفسه :
- اكيد في حاجة بتحصل و انا مش عارفها...يا ترى مخبية عني ايه يا سيليا.
_________________
جالسة على الاريكة تنظر للتلفاز بشرود حتى سمعت صوت فتح الباب ابتسمت عندما وجدت اياد يدخل بعد ثواني و يقول :
- مساء الخير.
ردت عليه بصفاء :
- مساء النور.
جلس امامها و هتف بنبرة اقرب للمزاح :
- مالك كنتي قاعدة بتفكري ف ايه.
ضحكت عليه و تمتمت بتلاعب :
- حاجات سرية مينفعش تعرفها.
اياد بغمزة خبث :
- هو ايه اللي مبينفعش اعرفه بالضبط هااا.
اخفضت لين رأسها و قد احمرت وجنتيها بشدة و همست :
- انت قليل الادب على فكرة.
نهضت و كادت تذهب لكنه سحبها من يدها لتسقط على حجره شهقت بذهول و قالت :
- اياد انت بتعمل ايه !!
اياد وهو يحدجها بنظرات وقحة :
- فكري و قوليلي انا بعمل ايه.
ضحكت ووكزته في صدره بدلع :
- مفيش فايدة منك خالص.
لمعت عيناه لمعانا تعرفه جيدا مرر يده على وجنتها برقة و همس بحرارة :
- لين انتي حلوة اوي و انا مش بعرف اتحكم فنفسي لما اكون معاكي.
ابتسمت بخجل فنهض سريعا و حملها بين يديه اصعدها لغرفتهما و القاها على الفراش لتكون هذه الليلة واحدة من لياليهم المميزة الغامضة....و ربما الاخيرة !!!
7
_________________
في صباح اليوم الموالي.
استيقظت سيليا و نظرت بجانبها وجدت رعد نائما فتنهدت بقوة و تلمست وجهه ربما تكون هذه اخر مرة تراه فيها فاليوم هو يوم الوداع...
نهضت بحذر و دلفت للحمام استحمت و خرج و كادت تخرج لكن...لمحت جاكيته معلقا فاقتربت منه و ادخلت يدها في الجيب لتخرج من جوفه مسدس الشبح !!
ارتعدت يداها و عادت تخبئه لكنها توقفت فجأة و تمتمت :
- السلاح ده اكيد هينفعني.
انهت كلامها وهي تأخذه ثم ارتدت ملابسها و طالعت رعد بهدوء قائلة بابتسامة حزينة :
- الوداع يا رعد.
_________________
فتح عيماه على صوت في الاسفب نهض بسرعة و نزل ، دخل للمطبخ و صاح بحدة :
- انتي واقفة مع مين !!
انتفضت برعب و استدارت له بسرعة قائلة :
- بسم الله الرحمان الرحيم....في ايه يا اياد هكون واقفة مع مين يعني.
ابتسم بتهكم و التف ليغادر لكنها اوقفت بحدة :
- اياد انت كنت فلكر اني بكلم حد صح.
لم يجب عليها و تحرك ليغادر فأوقفته مجددا :
- اياااد انا بكلمك.
فقد اعصابه فنظر لها و صرخ :
- ايوة انا كنت فاكرك بتكلمي حد مش غريبة عنك يعني ومش هتفاجأ لو لقيتك واقفة مع اتنين حتى و اااا...
قطع كلامه عندما القت يدها على وجهه في صفعة قوية و قبل ان يصرخ عليها قالت في حدة شديدة :
- لو كنت راجل يا اياد طلقني دلوقتي.
نظر لها بدهشة و استمر الصمت لدقائق و قال بخفوت :
- انتي طالق يا لين....!!
يتبع
ماتنسوش تصلوا علي النبي