رواية العشق الاسود الفصل السادس والثلاثون 36 قلم فاطمه احمد

رواية العشق الاسود الفصل السادس والثلاثون 36
قلم فاطمه احمد


دقيقة واحدة كانت كمهلة لها لتجمع شجاعتها و تغادر الغرفة بعد وداعها له و هو نائم...!! نظرت لساعة يدها وجدتها 5 صباحا فأخذت نفسا عميقا و حدثت نفسها :
- تستطيعين فعلها !! غادرت الجناح مسرعة كان القصر عاتم لا يسمع فيه صوت رن هاتفها بوصول رسالة ففتحتها " اطلعي من الباب الخلفي هتلاقي واحد من رجالتي مستنيكي وهو هيطلعك من القصر.
بلعت ريقها بارتباك و فجأة شعرت بيد توضع على كتفها فشهقت بصوت مكتوم و نظرت لصاحب اليد لتجد احدى الخادمات ، حمحمت بتوتر و هتفت :
- انتي... انتي بتعملي ايه هنا.
الخادمة و تدعى " جميلة " بسماجة :
- بعمل اللي انتي بتخططيله...اقصد السيد جلال بعتني ليكي و هساعدك تطلعي.
تشدقت سيليا بذهول :
- يعني انتي جاسوسة لجلال ؟! ااه عشان كده هو عرف بكل المعلومات ديه.
هتفت بها و قد بدأت تتراجع عن مخططها و تفكر في رعد و كيف سيكون موقفه عندما يعلم بأنها على اتفاق مع اكبر اعدائه فقالت جميلة باستعجال :
- يلا يا هانم مفيش وقالت لازم نطلع بسرعة احسن حد ياخد باله مننا.
سيليا بتردد :
- بس اا...تمام يلا.
مشت معها في احدى الاروقة و بعد دقائق وصلا للباب الخلفي خرجت منه سيليا لتجد رجلا ملثما يقف امامها...تراجعت للخلف فغمغم بصوت غليظ :
- متخافيش يا هانم انا من رجالة جلال باشا.
سيليا ببعض الخوف :
- احم ماشي...ممكن اعرف هتوديني على فين لما اطلع.
لف بأنظاره يمينا و شمالا يتأكد من عدم وجود احد و اردف :
- هوديكي لسيدنا و اا....
قاطعته بدهشة وقد ابتعدت عنه :
- اييه توديني ليه! انا كنت متفقة معاه على اساس انه بس يطلعني وانا اهتم بالباقي.
ادرك الرجل تسرعه و انجرافه في الكلام فتشدق ب :
- ايوة فعلا لسه ع الاتفاق بس لازم يطمن عليكي الاول.
لم تجب عليه و اطرقت راسها للارض تفكر فهتف الاخر :
- يلا يا هانم.
و بالفعل تحركت معه بخطوات بطيئة و بعد مدة من محاولتهما لعدم جذب انتباه الحراس كانا يقفان في الشارع تحركا نحو تلك السيارة السوداء وقبل ان تركبها هزت رأسها بنفي فجأة و هي تردد بحزم :
- انا مش هروح معاك لحته.
نظر لها الرجل بشيء من الحدة :
- ليه يا هانم في حاجة.
طالعته سيليا و قالت بجدية :
- قول لسيدك اني مش ههرب من جوزي و لا هتفق معاك على حاجة فاهم.
و بالفعل استدارت لتعود فقضب ملامحه وهو يتذكر كلام سيده " عايزك تجيبها لازم تطلعها وتجيبهالي والا هتموت " ، مرر يده على فكه بابتسامة خبث و اقترب منها بسرعة البرق امسكها من خصرها فانتفضت و كادت تصرخ لكنه دفع رأسها ليصطدم بأحد الجدران و تفقد وعيها !! حملها و اخذها لسيارته وضعها فيها و انطلق....نحو مصير صنعته هي بنفسها....!!!
_________________
وقفت متصنمة كالحجر وهي تطالعه بصدمة و دموعها تأخذ مجراها...لقد طلقها حررها من عصمته لم يعد زوجها الان...ضاع كل شيء في لحظة و كلمة منه جعلت الذي بينهما انفصال !! ابتسمت بسخرية و همست بكبرياء :
- شكرا يا اياد...شكرا عشان حررتني من العلاقة اللي خانقاني ديه.
حدجها باستغراب ثم سرعان ما بادلها الابتسامة و حدث نفسه " الان ظهرت على حقيقتها و اعترافها بحبها له مزيف والا لما كانت سعيدة بطلاقها "
ابعد عيناه عنها و استدار ليغمغم بصوت قاتم :
- الف مبروك ان شاء الله تلاقي اللي يسعدك.
اجابته بغضب و تحدي :
- مش محتاجة لاني الاقي حد طالما اللي بحبه موجود ، قالت جملتها و اتجهت لتصعد لغرفتها لكنه اوقفها بكلامه :
- هتعملي ايه.
- هجيب حاجاتي و اطلع طبعا مش مضطرة اقعد ف المكان ده.
هتف اياد بحدة :
- مش هسيبك تطلعي ف الوقت ده يا هانم انا راجل مش كيس جوافة ، انهى كلامه و هو يتجه للباب فتح و خرج و اوصده بالمفتاح و هنا سقطت على الارض بصدمة هامسة :
- طلقني ! طلقني بكل بساطة انا طلعت ولا حاجة بالنسباله قالي انتي طالق و مفكرش فيا خالص . تابعت بصراخ هستيري و هي تلقي بكل ما تمسكه يداها :
- حقيييير حقير و مبتستاهلش حبي ليك انا بكرهك يا اياد بكرهك بـــــكرهـــــــك !!!
وضعت يدها على وجهها و اجهشت في البكاء لاعنة قلبها الذي يلقي بها في الهلاك دائما احبت شخصا حقيرا و خدعها و استغلها و بعدما استطاعت نسيانه و حب رجل اخر عذبها ولم يعطي لها الفرصة للدفاع عن نفسها تزوجها و امتلك جسدها بالقوة ضربها و اهانها و جعلها خادمة له حتى جلال لم يفعل هذا بها تحملت من اجله الكثير على امل ان يسامحها و يعود لسابق عهده تمنت ان يشعر بها و بحبها رغم اذيته لها....و في النهاية طلقها ببساطة !!
لين بخفوت وهي تحدق بدبلته على اصبعها :
- اسوء غلطة ارتكبتها هي اني حبيتك....و انت طلعت مبتستاهلش حبي ليك خالص...
_________________
اما اياد فبمجرد خروجه ضرب بقبضته على الحائط بقوة و هرول لسيارته انطلق بها و توجه لمكان معزول نسبيا وهنا صرخ قلبه بغضب :
- ليييه ليييه طلقتها ليه عملت كده !!
العقل بمكر :
- مش كنت متجوزها انتقام عشان تذلها و اهو حققته و عذبتها جدا ليه بقى انت زعلان دلوقتي.
القلب بذهول منه :
- ازاي تقدر تقول كده لين هيحصلها ايه بعد ما اطلقت.
العقل بتهرب :
- و احنا مالنا بيها واصلا هتاخد اللي تعوزه انا مش مهتم بيها.
القلب بسخرية :
- انت غبي و من لما ابتديت اسمعلك خسرت حاجات عزيزة عليا.
وضع اياد يده على رأسه و ضغط عليه بقوة :
- بس بقى كفاية كده هي اختارت البعد هي اللي قالت طلقني و انا نفذت طلبها ، زفر بضيق و اخذ هاتفه طاب رقم رعد ووجده مغلق فاتصل بجاسر و طلب قدومه...
بعد نصف ساعة كان جاسر يجلس بجانبه و يقول له بتعجب :
- في ايه يا اياد مالك مدايق كده.
- انا طلقت لين.
هتف بها في شرود فصاح جاسر بغضب و دهشة :
- اييه !! طلقتها ليه ؟ مش انت بتحبها.
فقد اياد هدوءه فصرخ هو الاخر :
- ايوة بحبها بس مش قادر اثق فيها فكل مرة برجع اشك فيها مش هقدر اعيش معاها و انا عارف انها بتحب غيري.
جاسر بسخرية حادة :
- متأكد انها بتحب غيرك....يا غبي لو كانت لسه بتحب جلال مكنتش استحملت معاملتك ليها مكنتش انتحرت لما اوهمتها بأنك على علاقة ببنت تانية مكنتش هتحاول ترجعك ليها مراتك بتحبك و انت ضيعت حبك ب ايدك.... انا بتمنى حبيبتي ترجعلي بس يوم عشان اشوفها و اكلمها و احس بيها و انت مش هتقدر الحب ده غير لما تخسرها . او اقولك انت خسرتها بجد.
قال جملته الاخيرة وهو يفتح باب السيارة و يخرج تاركا اياد يحدق في الاشيء و يفكر في كلام صديقه...
اما جاسر عندما خرج عادت ذكرياته للماضي...
Flash back
( احتضنها بقوة و همس :
- ورد انا بحبك...بحبك لدرجة اني بنسى كل حاجة لما اكون معاكي انتي الوحيدة اللي بتخلي شخصية جاسر الحقيقية تظهر من لما شوفتك اول مرة في الميتم مع الاطفال سحرتيني عيونك ضحكتك تصرفاتك الشقية و الطفولية قلبك البريئ خلوني اتحول لعاشق عايش عشانك.
ابتسمت ورد و وضعت يدها على صدره العاري و هتفت برقة :
- صدقني انا بحمد ربنا كل يوم عشان رزقني بيك اوعدك يا جسورتي اني هحافظ على قلبك طول ما انا عايشة و مش هبطل احبك غير لما اموت حتى بعد ما اموت ه...
فزع من كلامها فشدد على احتضانها و تشدق بحدة :
- اوعى تقولي كده تاني انتي لو سبتيني هموت من بعدك مش بقدر استحمل فكرة انك تبعدي عني.
اجابته بابتسامة واهنة :
- بس الموت حق يا حبيبي.
اغمض عيناه و القى برأسه في عنقها ليتكلم بصوت مخنوق :
- بلاش الكلام ده ارجوكي يا ورد.
هزت رأسها و قبلت وجنته بحب فابتسم و رفع الغطاء على جسديهما ليناما في حضن بعضهما البعض...)
Back
تنهد بحرقة و تمتم بنبرة مختنقة :
- للاسف الموت خطفك مني يا وردتي سبتيني لوحدي كل يوم بعيط و انا واخد صورتك فحضني ياريت الايام ترجع مكنتش هسمحلك تطلعي من الفيلا لوحدك و ال***** يقتلك ب ابشع الطرق....بس و غلاوتك عندي لأنتقملك و زي ما حرق قلبي عليكي و على بنتي هحرقه عايش  وعد مني...
_________________
استيقظ رعد و نظر بجانبه وجد المكان فارغا ابتسم وهو يتذكر حلمه...لقد حلم بوالدته تحتضنه و تضحك معه و تبادله الكلام مثل اي ام و ابنها و عندما اخبرها برفضه للاطفال نظرت له بعتاب و قالت :
- ليه كده يا حبيبي الولاد نعمة من ربنا ليه ترفضها و تحرق قلب ام بسبب حاجات من الماضي.
رعد بحزن :
- ماما انا خايف الولد يعيش اللي انا عشته خايف يتعرض للظلم و يتعذب زي ما عذبوني.
فيروز بحنان :
- بس انت هتكون معاه صح و هتحميه.
نفى برأسه مجيبا :
- انا مش ضامن حياتي اصلا و مش عارف اللي هيحصل مستقبلا احنا فشغلنا ده ممنوع نحب او نتعلق بحد عشان ميكونش نقطة ضعف بالنسبالنا كفاية اني اتجوزت سيليا و بقت فخطر دائم بسببي.
ابتسمت فيروز و اردفت :
- انت حبيتها يا رعد ؟
صمت لوهلة مصدوما من كلامها ثم استعاد نفسه سريعا و قال :
- الشبح مش بيحب يا ماما.
فيروز :- ايوة الشبح مش بيحب بس رعد بيحب و بيعشق كمان....ها جاوبني انت حبيت سيليا.
تقوست شفتاه بابتسامة جميلة مجيبا اياها :
- ايوة حبيتها...حبيتها و هفضل احبها طول عمري.
ضحكت بسعادة و قالت :
- طالما بتحبها ليه بتعذبها كده...انسى يا رعد اللي حصل زمان مش هيحصل تاني عيش مع مراتك و ابنك و اديهم الحب اللي بيستحقوه محدش يستاهل تضيع حاضرك و مستقبلك عشانه اوعدني انك هتحافظ على سيليا و على ابنك اللي جاي.
نز رأسه ببطئ و اردف :
- بوعدك يا ماما......
افاق من شروده و حدث نفسه :
- عمري ما فكرت اني هقدر احب زي غيري قلبي اللي كان عايش في الظلمة اتحرر اخيرا....اسف يا سيليا على اغلاطي معاكي اوعدك هعوضك عن كل اللي عشتيه بسببي هتغلب على نفسي و انسى الماضي و اعيش للحاضر و المستقبل.
نهض من سريره و دلف للحمام استحم و غير ملابسه وخرج ولم يجدها في الغرفة نزل للاسفل و نادى زهرة و سألها عنها لتقول بارتباك :
- هي...هي احم اا...
قاطعها بحدة :
- ما تنطفي بقى مش هقعد استناكي سيليا فين في المطبخ صح.
هزت رأسها نفيا وقد ادركت انها نفذت ما قالته و هربت فصرخ بعصبية :
- افهم ايييه من كلامك ده !!
انتفضت بخضة و اجابته ببكاء :
- بتوقع...بتوقع انها نفذت اللي قالته ووو...
صمتت فهتف بتوجس :
- و ايه ؟؟
بلعت ريقها وهي تنظر لملامحه المخيفة و اجابت :
- و هربت من القصر....!!!
يتبع 
☺️ماتنسوش تصلوا علي النبي ☺️



تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة