رواية العشق الاسود الفصل الثلاثون 30 قلم فاطمه احمد

رواية العشق الاسود الفصل الثلاثون 30
قلم فاطمه احمد


ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﻖ أﻧﺎ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻻ ﺃﻫﻮﻯ ﺍﻟﻤﻨﺎصفة...
ﻭﻻ ﺃﺳﺘﺠﺪﻱ ﺍلوسطية وﻻ ﺗﺴﺘﻬﻮﻳﻨﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺰﺍئغة.
ﻓﻲ ﻋﺸﻘﻲ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺃﻋﺘﻠﻲ ﻋﺮﺵ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﺃﻛﻮﻥ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﺩﻧﻴﺎﻙ...
ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺃﺧﻠﻊ ﺗﺎﺝ ﻋﺸﻘﻲ وﺃﻣﻀﻲ...
منظرها وهي غارقة في دماءها جعل ثنايا عقله تتشتت و اعصابه تسبح في حالة من الهرج و المرج...!! تقدم نحوها بخطوات سريعة و قلبه يكاد يخرج من مكانها انخفض لمستواها و تمتم بارتجاف و رعب :
- لــين...لــين حبيبتي افتحي عيونك ل....
توقف عن الكلام و اتسعت عيناه بصدمة عندما وجد الدماء تتدفق من معصمها المجروح بغزارة لم يحتج للتفكير فمؤكد انها قدحاولت....الانتحار !!
نهض بسرعة و احضر علبة الاسعافات الاولية اخرج الشاش ولفه حول معصمها ليوقف النزيف وهو يهمس بصوت مختنق و انفاسه تكاد تنقطع :
- ليه عملتي فنفسك كده ليه مصممة تعذبيني كده لييه.
بدأت الدموع تأخذ مجراها حملها بين يديه و جسده يرتعش خوفا اخرجها و غادر الفيلا وهو بركض وضعها في سيارته و اتطلق بها في اقصى سرعة نحو المستشفى...
بعد مدة كان يقف امام غرفة العمليات خرج الطبيب من الغرفة فأسرع له اياد بلهفة :
- دكتور مراتي عاملة ايه.
الطبيب وهو يزفر بتعب :
- مش هخبي عنك حالة المريضة فخطر الشرايين مقطوعة جامد و فقدت دم كتير  محتاجين متبرع ، زمرة دمها A+.
تشدق اياد بسرعة و لهفة :
- ديه نفس زمرتي انا هتبرعلها.
اومأ واشار للممرضة فأخذته معها لتسحب منه كمية كبيرة من الدماء ، انتهت فخرج اياد من الغرفة.  جلس على الكرسي بارهاق و راسه يكاد ينفجر من شدة التفكير.
اياد بندم :
- انا اللي خليتها تعمل كده الكره عماني و خلاني اقسى عليها جامد مش هسامح نفسي لو حصلها حاجة.
1
وضع يده على وجهه و اغمض عيناه وهو يزفر بخنق و فجأة سمع صوتها يهمس في اذنه " بــــحبــــك " ، هي بالفعل تحبه وهو كالأحمق تفنن في تعذيبها لقد اخطأت لكن من منا لم يخطئ ؟ لماذا لم يمنح لها فرصة ثانية بعد اعترافها بحبها له....لا ينكر انه كان سعيدا برؤيتها منكسرة تبكي بمرارة من الألم الجسدي و النفسي شعر بإنتقامه لرجولته لكن جزء اخر منه كان ينهره على ما يفعله بها....و لا حياة لمن تنادي ؟!!
افاق من شروده على صوت الدكتور :
- يا فندم.
وقف اياد بسرعة مردفا :
- لين بقت كويسة صح.
هز الاخر رأسه مطمئنا :
- ايوة الحمد لله قدرنا نوقف النزيف و حالة مرات حضرتك بقت مستقرة.
استنشق الهواء و زفره دفعة واحدة مسح على وجهه و تمتم :
- اقدر اخش عشان اشوفها.
اجابه الطبيب بابتسامة بسيطة :
- اه طبعا بس ياريت متكلمهاش ف اللي حصل و هبقى ابعتلها دكتورة نفسية تتابع معاها عشان ديه محاولة انتحار مش حادثة عادية.
هز راسه ببطئ و دلف لغرفتها وجدها مستلقية على السرير الابيض و شعرها متناثر حولها ملامحها شاحبة و عدة محاليل موصلة بها ، جلس بجوارها و مسح على شعرها هامسا :
- انا متعودتش اشوفك ضعيفة كده فين لين العصبية اللي بتخانق اي حد يفكر يدايقها ده حتى بعد جوازنا واللي شوفتيه مني فضلتي قوية و مبتسكتيش على اهاناتي ليكي انا عارف اني زودتها لما جبت بنت تانية تقعد معايا بس والله العظيم ملمستهاش ولا قربت منها عارفة ليه ؟ عشان مكنتش قادر المس بنت غيرك حاولت كتير انام معاها بس فكل مرة كنت بشوف صورتك اصحي يا لين اصحي و زعقيلي زي عادتك متناميش كده.
تنهد بأسى و استند على الحائط مرت دقائق حتى بدأ يسمع صوت تأوهاتها...
نظر لها بسرعة و قال بلهفة سعادة :
- لين انتي فوقتي اخيرا.
فتحت عيناها ببطئ و عندما رأته نزلت دموعها و صرخت بصوت باكي :
- ليه انقذتني كنت سيبتني اموت عشان ارتاح و انت ترتاح بردو.
اياد بخوف و حدة :
- بعيد الشر عنك اوعى تقولي الكلام ده تاني انا مش هسمحلك تبعدي عني اصلا.
اجابته بسخرية واضحة :
- هه اه نسيت انت لسه مكملتش انتقامك اسفة ابقى لما تشبع من تعذيبك ليا قولي عشان اااا...
قطعت كلامها عندما انحنى لها ضاما شفتيها بين شفتيه في قبلة رقيقة لم تعتدها منه ابتعد عنها بعد ثواني وجدها تتنفس بصوت مسموع و تغمض عيناها باحراج . ابتسم عليها و امسك يدها السليمة طبع قبلة خفيفة عليها و همس :
- حياتك مش ملكك عشان تقرري تنهيها حياتك ووقتك و جسمك و حبك كله ليا يعني انا الوحيد اللي يحقلي اتصرف فحياتك مش انتي.
4
قال كلامه وهو يرمقها بنظرات عابثة طالعته بغيظ و اجابت :
- انا مش ملك حد انا حرة نفسي و بعمل اللي عايزاه سامعني.
قلب عيناه بتملل و نهض خرج من الغرفة ليجد الدكتور و بجانبه امرأة اخرى.
نظر لها بتساؤل فقال الطبيب بابتسامة عملية :
- حضرتك ديه الدكتورة النفسية اللي ه.....
قاطعه بحد مميتة وهو يقف امامه مباشرة :
- مراتي مش محتاجة دكتورة نفسية يا استاذ.
الدكتورة بضيق :
- بس ديه محاولة انتحار ولازم ااا...
قاطعها ثانية بنفاذ صبر :
- انتو ليه عايزين تدخلو ف اللي ملكمش فيه اتلهي بالمرضى التانيين يا مدام عشان مراتي هطلعها بعد شويا اصلا.
زفرت بضجر منه و غادرت في حين وجه اياد كلامه للطبيب :
- قولي بجد لين كويسة و مفيش خطر عليها.
اجابه مؤكدا بثقة :
- طبعا متأكد....بس عايز اقولك على حاجة مهمة.
نظر له باهتمام فأرظف الاخر بجدية :
- حضرتك الممرضة لما كانت بتغير لمراتك هدومها لقت علامات ضرب على جسمها و العلامات ديه جامدة عشان كده طلبت مساعدة من الدكتورة لان ممكن جدا الانتحار يكون نتيجة العنف الاسري انت فاهم قصدي....و لو مكنتش مكانة حضرتك عالية كنت هبلغ.
قبض على يده بقوة حتى برزت عروقها حاول تمالك نفسه فحدث داخله :
- مش ناقص غير تقولي خدني معاكم ع البيت واحد غبي....حمحم و غمغم بهدوء :
- ديه امور شخصية ياريت متدخلش فيها و زي ماقولت انا مكانتي بتخليني افصلك من سغلك لو زعلت منك فاهمني.
بلع ريقه بتوتر و تلعثم قائلا :
- لا انا مش بقصد كل القصة اني ااا...
لم يكمل كلامه لأنه دلف مجددا للغرفة وجد لين تطالع السقف بشرود فتنهد و اقترب منها قائلا بصلابة :
- قومي عشان نرجع ع الفيلا.
لين بحزن و نفور :
- مش عايزه ارجع للمكان اياه.
اغمض عيناه بقوة ثم فتحهما و فجأة حملها بين ذراعيه شهقت بذهول و صاحت :
- سيبني يا مجنون.
لم يرد عليه فضربته في كتفه و تابعت :
- ايااااد انا مش هطلع بهدوم المشفى سيبني اغير ع الاقل.
رد عليها بتلاعب متجاهلا طلبها :
- لا انتي كده حلوة.
زفرت بحنق منه و استسلمت فتحرك بها و اخرجها من الغرفة...
________________
محبتك غلطة عمر في
حياتي...
الى متى اصبر واتجاهل بعدك عني ..
اشتاقت نفسي  لذكرياتي القديمة معك.. بصبري
وجروح ذاتي..
رسمت احلام  الصبا بدمي...بدموع الليالي..
كلي وفاء وانت
الوفاء عندك
اوهام..
مثلك لايعرف
للحب معنى
ولاصرخة حنين
اشواقي..
ياناسي عهد
الحبِ.. لواعرف
ان فيك امل
ماضاع عمري
في الهوى ...
ولاشكيت غربتي
ياقاتلي ..خذ
حبك المجروح
مع ذكرياتي.. ِ
وارحل.. ودع
قلبي.. اني نادمة
على اشواقي
فيك و على حبي ووفائي.....
تجلس على الارض مستندة على السرير و هي تصم ركبتيها لصدرها و تجهش بالبكاء المرير...
تتذكر ما حدث منذ ساعات و كيف انه قد حطم سعادتها بطفلها كيف يعقل ان يكون هناك احد بهذه القسوة لماذا احبته في الاصل... اغمضت عيناها بتعب و ذكرى ما حدث تعود اليها...
Flash back
( وجدت نفسها واقعة على الارض اثر دفعه لها يليها صراخه بغضب :
- مستحييل البيبي ده لازم يموت انتي هتنزليه يا سيليا وااااضح !!
اتسعت عيناها بصدمة و همست بعدم استوعاب :
- رعد اة
نت...انت عايزني اا...اقتل ابني !! انت مجنون صح.
قالت الجملة الاخيرة بغضب فأمسك ذراعها و جذبها لتنهض وضع يده على بطنها و ضغط عليها بقسوة هامسا بتهديد :
- لو معملتيش زي ما قولتلك وقتها هتشوفي الجنان الحقيقي لو عايزة تعيشي ف البيبي ده يموت.
دفعها مجددا و التف ليغادر تاركا اياها تحدق في فراغه بدهشة !!....)
Back
نزلت دموعها اكثر وهي تحاول السيطرة على نفسها لا يحق لها الحزن فهي كانت تدرك جيدا شخصية الشبح قبل ان تحبه لكنها لم تتوقع ان يكون عديم احساس لدرجة ان يتخلص من ابنه الذي لم يرى النور بعد !!
مسحت دموعها و نزلت للاسفل وجدت زهرة تخرج من المطبخ فاقتربت منها و قبل ان تتكلم تحدثت سيليا بحزم :
- انا عايزة اهرب من القصر ده طلعيني منه بأي طريقة.
لم تكد تنهي كلامها حتى سمعت صوت طلق ناري قوي في الخارج و كأن حربا نشبت الان بعد قولها لهذا الكلام !!
_________________
في فيلا جلال.
كانت سارة تتجول في انحاء المنزل بحجة التسلية لكنها كانت تود معرفة كل جزء من هذا المكان.... كادت تصعد في السلم متوجهة للطابق العلوي لكنها لمحت بابا صغيرا فب الطابق السفلي...
اقتربت منه و بدون تفكير فتحته و دخلت كان المكان مظلما فبحثت بيدها على زر الاضاءة الا ان وجدته ضغطت عليه فأنيرت بقوة... اغمضت عيناها بانزعاج و رويدا رويدا تعودت عليه لفت انظارها في انحاء الغرفة لتصدم بعدة صور لفتاة شديدة الجمال مغلقة على الحائط !!
اقتربت منها و تلمستها هامسة :
- الله البنت ديه حلوة فعلا ياترى مين.
عقدت حاجباها بتعجب و دققت في الصور الا ان وجدت شيئا مكتوبا اسفل احدى الصور " ســيلــيا " !! فغرت ثغرها باستنكار و دهشة هامسة :
- سيليا مش ده اسم صاحبة لين اللي قالتلي انها كانت قاعدة معاها ف الشقة لما اتجوزت جلال بالسر....بس لييه صورها موجودة هنا هو عايز منها ايه معقول يكون بيخطط عشان ينتقم من الشبح عن طريقها.
هزت رأسها بنفي من فكرتها الغببة و اردفت بتفكير :
- لالا اكيد مش كده الموضوع ده وراه قصة كبيرة و انا لازم اعرفه اللي فهمته ان الاربع شباب دول جاسر و رعد و اياد و جلال كلهم حياتهم مرتبطة ببعض و... موت ورد ليه علاقة بكل واحد منهم ، انا لازم افهم اكتر.
استدارت و غادرت راكضة خرجت من الغرفة و عادت لغرفتها اوصدت الباب بالمفتاح و اخرجت نسخ الملفات التي سرقتها وزعتها على السرير و التقطت لها عدة صور.
خبأت الهاتف و جمعت الاوراق  في مجلد واحد لتعطيه لعصام غدا...
اغمضت عيناها وهي تشعر بالانتصار و فجأة جاءت في ذاكرتها صورة جاسر وهو يبتسم معها ت يمسك يدها....فتحت عيناها بسرعة و حدثت نفسها باستغراب :
- ليه جاسر جه على بالي دلوقتي....هههن يمكن عشان اتعودت على خناقي معاه ، اغمضت عيناها ثانية و للمرة الثانية جاءت صورته فصاحت بضجر :
- اوووف بقى ايه حكاية الجاسر ده و ايه انا بفكر فيه.
ابتسمت فجأة و شردت في ملامحه ابتسامته الخبيثة و افعاله المستفزة لقد اشتاقت بالفعل له و لكلامه حتى وان كان يجرح...
زفرت وهزت رأسها بنفي تطرد تلك الافكار لا يحق لها الاشتياق له هو يعشق زوجته الراحلة وهي تكره صنف الرجال فلماذا ستفكر به....؟؟
هذا نو السؤال الذي سيشغل بالها من الان فصاعدا فهل حان....وقت الحب !!

_________________
في مكان اخر...
يجلس رعد مع جاسر و اياد في مكان خالي من الناس و يدخنون بشرود.
اياد بثمل :
- عقلنا كان فين لما حبينا يا جماعة....و انا حبيتها ليه ما كنت مرتاح جدا من غير الحب ده.
1
اجابه رعد بضحكة سخرية :
- مش انا قولتلك الحب بيضعف و انت مسمعتنيش...اسألني انا و هقولك انا مجرب يا صاحبي.
جاسر :- ههههه معقول الخمر عمل فيكو كل ده اصحو و بلاش كلام مراهقين.
نظر له اياد بمكر :
- على اساس انك انت محبيتش فحياتك يابني انت بتموت من بعد مراتك و رافض فكرة انك تعيش من غيرها.
صمت جاسر و لم يعلق فتشدق رعد بتهكم :
- انتو ع الاقل بتقدرو تحبو من غير ما تخافو....بس انا لأ مش بقدر حتى افتح قلبي و احكي ع اللي مدايقني حتى مراتي معذبها معايا.
اياد و جاسر في نفس الوقت :
- انت عشقاااان هههههه.
رعد بحدة وهو يتجرع زجاجة الخمر بشراهة :
- هششش حب ايه انا مستحيل احب.
جاسر بتلاعب وهو يترنح يمينا و شمالا :
- صدقني الحب هو اللي بيخليك تعاني كده اسأل اياد و هيقولك ههههههه.
كاد رعد يتكلم لكن صدع رنين هاتفه فتح الخط باهمال متمتما بعدم اكتراث :
- ايوة مين معايا.
+
سمع صوتا خبيثا يعرفه جيدا :
- انا اخوك يا حبيبي اتصلت عليك عشان اقولك ان مرات اخويا العزيز سيليا موجودة معايا حاليا....!!
يتبع
 ماتنسوش تصلوا علي النبي




تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة