
قلم فاطمه احمد
انتفض جالسا وهو يتنفس بسرعة كبيرة التف برأسه ليرى سيليا نائمة بجواره فأخذ نفسا عميقا و زفره بارتياح فلقد كان هذا مجرد حلم ، عادت ذاكرته للخلف قبل سنين طويلة عندما كان جالسا في اعلى السلم يلعب بهدوء حتى جاءت له زوجة ابيه و معها طفلها و بدأت تصرخ عليه.....
احسان بغضب وهي تمسكه من اذنه :
- انت يا حيوان ازاي تضرب ابني ولا القطة المغمضة فتحت و مبقتش تخاف.
رعد بألم :
- ااي والله يا طنط انا مجيتش ناحيته خالص.
هنا نطق جلال بكذب :
- كداب يا مامي رعد خد مني العابي و ضربني.
صفعت احسان رعد بقوة و صاحت :
- اذا كانت مامتك مربتكش كويس ف انا اللي هربيك يا قليل الادب.
دفعته من اعلى الدرج فاستطاع بصعوبة التمسك لكي لا يتدحرج للاسفل لكنه كان قد اصاب و اصبخت مقدمة جبينه تنزف !!
رمقته احسان بشماتة و حملت الالعاب اعطتها لجلال و ذهبت تاركة رعد يبكي بألم وهو يشعر بدوار شديد يلفح رأسه................
افاق من شروده على صوت سيليا وهي تضع يده على كتفه و تتمتم باستغراب :
- رعد انت بتفكر ف ايه ؟
ابعد يداها و غمغم بصلابة :
- مش بفكر فحاجة.... عايزة ايه.
اجابته بتذمر طفولي :
- مفيش بس قولتلك صباح الخير وانت مردتش عليا.
لم يستطع كتم ابتسامته فقال وهو يداعب ارنبة انفها :
- صباح النور و كل حاجة حلوة.
ابتسمت برضا و نهضت واقفة ارتدت الروب و قالت برجاء :
- رعد انا عايزة اروح ل لين ارجوك.
مسح على شعره ثم نظر لها بدقة اخافتها و قال :
- ماشي هخلي السواق يوديكي.
- و ليه مش انت توديني.
قالتها وهي تراه ينهض و يتجه للحمام فأجابها بهدوء :
- عندي شغل ومش فاضي.
هزت كتفيها بحيرة وحدثت نفسها :
- هو اللي بيتصرف بطريقة غريبة كل ما اجيبله سيرة لين و ليلة المبارح كمان بصلي بصة مش كويسة لما قالي لين اتجوزت....يكونش عارف حقيقة لين و جلال و عارف اني عارفة...لالا طبعا ده كان قتلني لو عرف عمتا انا هشوف لين و افهم منها ازاي اتجوزت من غير ما تقولي.
اخذت هاتفها و طلبت رقم اين و تفاجأت عندما اجابتها موظفة الاتصالات بأن الرقم الذي تطلبه خاطئ !! القت الهاتف على سريرها و ارتدت ملابسها فستان زهري طويل نص كم به ورود بيضاء و صندل خفيف باللون الابيض صففت شعرها و رتبت الفراش في نفس الوقت الذي خرج فيه رعد من الحمام و هو يلف منشفة حول خصره و قطرات المياه تنزل على كتفه و صدره العاري.
+
حمحمت بخجل و اشاحت وجهها ابتسم رعد لأنه ادرك خجلها من تورد وجنتيها فبدأ بارتداء ملابسه وهو يحدجها بنظرات عابثة ، ارتدى ملابسه عبارة عن قميص كحلي و بنطال كحلي صفف شعره و نظر لسيليا التي قالت له بحماس :
- اهو خلصت اقدر اروح.
رعد بنبرة عادية :
- افطري الاول و بعدين روحي...استني كده.
هتف بها في حدة وهو يقترب منها عقدت حاجباها بتعجب بينما سحب وشاحا زهري من الدولاب و لفه على شعرها الذهبي بطريقة عشوائية لكن جميلة تظهر بعض خصلاتها التي سقطت على جبينها ووجنتها و الذي انسدل على ظهرها ايضا.
سيليا باستغراب :
- ايه ده يا رعد.
رعد بجمود وهو يمسح على فكها برقة :
- مرات رعد السيوفي مش اي حد يقدر يبصلها ويشوف شعرها.
6
ابتسمت بخفة فقبل وجنتها و غادر بعدما امر السائق بإيصال زوجته لعنوان منزل اياد اما سيليا فنزلت للاسفل تتناول فطورها ثم ركبت السيارة و ذهبت....
_________________
في فيلا اياد المنشاوي
استيقظ اياد و نهض استحم و ارتدى ملابسه و نزل للاسفل وجد لين تحضر الفطور و عندما رأته ابتسمت برقة :
- صباح الخير.
هز رأسه ولم يعلق فتابعت :
- الفطار جاهز اقعد عشان تاكل.
تنهد اياد و جلس بجانبها نظر لها بطرف عينه و تذكر كلمتها التي سمعها ليلة البارحة " بحــبك " لا يستوعب لحد الان ما قالته هل كانت تقصد ذلك ام انها لعبة جديدة من الاعيبها ؟ هي تحب ذلك الحقير فكيف تغيرت مشاعرها نحوه في مدة اسبوعين و كيف تحبه وهو من تحول لوحش يضربها ليل نهار ولا يشفق عليها ابدا.... هل تخطط لكسب ثقته مجددا ثم خداعه ككل مرة !!
افاق من تفكيره على يدها التي وضعت على كتفه لتقول باستغراب :
- اياد انت سامعني ؟
نفض يده عنها و تمتم بهدوء :
- اه سامعك ، انا رايح دلوقتي.
هزت رأسها فوقف و قبل ان يغادر التفت لها واردف :
- اه نسيت رعد اتصل عليا و قالي ان مراته هتجيلك النهارده.
لمعت عينا لين و قالت بسعادة :
- بجد سيليا هتيجي ؟! يس يس.
كتم ابتسامته وهو يطالعها كيف تقفز بحماس ثم ذهب ، اخذت لين هاتفها و طلبت رقم سارة فوجدته مغلقا مطت شفتها بامتعاض و همست :
- البت ديه قافلة تلفونها ليه.
_________________
في نفس الوقت.
خرجت سارة من السيارة و تطلعت للفيلا ثم نظرت بجوارها وقالت بتساؤل :
- هي ديه الفيلا بتاعت اللي اسمه جلال ده.
عصام وهو احد رجال جلال يعمل جاسوس لدى جاسر :
- ايوة هي ديه...بصي احنا دلوقتي دخلنا ف الجد يعني لازم تاخدي بالك كويس جلال مش هين خالص و مش بعيد يحاول يتقرب منك و يأذيكي.
اجابته سارة بثقة تامة :
- متقلقش مش سارة اللي تخاف و تخلي حد يفكر يأذيها.
اشار لها عصام بالسير امامه دلفا للفيلا ومنها لمكتب جلال و تمتم بخضوع :
- جلال باشا.
استدار جلال بالكرسي و نظر له ثم حول انظاره للفتاة التي تقف امامه و غمغم :
- مين ديه.
رد عليه عصام بعملية :
- حضرتك قولتلي انك عايز بنت تكون ايدك اليمين و تتابع شغلك و انا جبتهالك ، سارة وهي اهل للثقة تقدر تعتمد عليها يا باشا.
جلال بابتسامة مكر :
- اهااا اسمك سارة.
سارة وقد تضايقت من نظراته :
- ايوة يا فندم.
هز رأسه ثم تحدث موجها كلامه لعصام :
- خدها و فهمها طبيعة الشغل ومن بكرة تبدأ.
و بالفعل اخذها عصام زفرت سارة و تمتمت بضيق :
- الظريف ده ليه كان بيبصلي كده.
عصام بتوتر و هو يلتف يمينا و شمالا :
- حاسبي احسن حد يسمع كلامك و تروحي فداهية الباشا جلال بيبص للبنات كلها كده مش انتي بس.
سارة بغضب :
- ده انا اقلع عيونه من مكانها لو فكر اني ااا...
قطعت كلامها عندما رأت جلال يخرج من مكتبه و يتجه لهما ، وقف و قال بجدية :
- خير واقفين هنا ليه.
سارة بابتسامة مزيفة :
- لا خالص كان بيفرجني على الفيلا.
جلال :- اممم و عجبتك.
احابته بحدة غير مقصودة :
- اه عاجباني ليه في مشكلة.
رفع احدى حاجبيه ليحدث نفسه :
- ديه بقى فاكرة انها بتقدر تلعب عليا و اقع فشباك شرفها تبقي غلطانة يا س ا ر ة.
ذهب من امامها فزغر عصام الهواء بارتياح وهمس :
- يخربيتك انتي ازاي تكلميه كده ده هو ممكن يقتلك فثواني.
سارة ببرود و عدم اكتراث :
- مش بخاف على فكرة.
قلب عينه بيأس و تابع :
- طب يلا افهمك مبادئ الشغل و ياريت تحاولي تتحكمي فلسانك شويا مش عايزين مشاكل.
- ربنا يسهل.
قالتها وهي تعدل سترتها الجلدية و تنقل عيناها في ارجاء المكان....
_________________
- ايييه اللي بتقوليه ده !!
صاحت بهخسيليا وهي تجحظ عيناها من الدهشة و الصدمة و تابعت :
- اياد عرف و اتجوزك غصب يالهووي.
تنهدت لين بأسى ة قالت :
- اه والله حصل كده اتخيلي باليوم اللي كنت هعترف فيه ل اياد بالحقيقة هو عرف قبل ما اقوله . اتقلب 360 درجة مبقاش نفسه اياد الحنين اللي يضحك و يهنر معايا بالعكس حبسني اسبوعين و ف المدة ديه كان كل يوم يضربني بوحشية اكتر من اللي قبله حتى يغمى عليا.. و اخر حاجة اتجوزني ووو...
2
لم تكمل كلامها فقالت سيليا بتوجس :
- اوعى يكون اعتدى عليكي ؟!
نفت برأسها و اردفت بخجل وحزن :
- لا انا كنت مستسلمة ليه بس اتصدم لما لقاني لسه بنت.
- و قال ايه ؟؟
لين بضحكة مرارة :
- قالي ازاي انتي لسه بنت هو معتبرني رخيصة لدرجة اني اسلم جسمي ل اللي رايح واللي جاي و من يومها بقى يعاملني اوحش من الاول بكتير ، نزلت دموعها و تابعت :
- بس انا بحبه وهو بقى يكرهني.
سيليا بحنان و حزن على صديقتها :
- الحب عمره ما يتحول لكره و اكيد اياد بقى وحش من الصدمة اللي اتعرضلها و مهمتك حاليا ترجعي ثقته فيكي.سلات هدايا
اومأت بإيجاب و مر الوقت بسرعة و هما تتكلمان حتى غادرت سيليا....
_________________
في المساء.
كانت سارة تتحدث مع جاسر في الهاتف.
سارة بهمس و غيظ :
- على فكرة انت قليل زوق انا بضحي بحياتي عشان اساعدك وانت تستكتر عليا كلمة شكرا.
اجابها جاسر بجمود :
- ده اللي عندي يا قطة المهم تاخدي بالك كويس و لو حسيتي بأي خطر و انتي مش قادرة تتصرفي قوليلي ف سماعة البلوتوث.
سارة بإيجاب :
- امرك يا باشا.
اغلقت الخط و فجأة سمعت صوت جلال الغاضب :
- بــتــكــلــمــي مييين !!
في نفس الوقت.
كانت سيليا جالسة في غرفتها بعدما عادت من منزل لين ظلت تفكر بشرود حتى فتح الباب.
نظر له وجدته رعد يدخل فنهضت بسرعة ووقفت امامه قائلة بشجاعة مزيفة :
- رعد انت لازم تعرف حاجة.
ضيق عيناه بطريقة مخيفة و همس :
- عاوزاني اعرف ايه ؟!
بلعت سيليا ريقها وقد اختفت شجاعتها المصطنعة و ظهر خوفها لتقول بارتباك :
- اااا.. انا ك....كنت على علم بسر جلال و لين.....!!
يتبع
ماتنسوش تصلوا علي النبي