رواية العشق الاسود الفصل التاسع والعشرون 29 قلم فاطمه احمد

رواية العشق الاسود الفصل التاسع  والعشرون 29
قلم فاطمه احمد


أريحيني على صدرك لأني متعب مثلك دعي اسمي وعنواني وماذا كنت سنين العمر تخنقها دروب الصمت وجئت إليك لا أدري لماذا جئت فخلف الباب أمطار تطاردني شتاء قاتم الأنفاس يخنقني وأقدام بلون الليل تسحقني وليس لدي أحباب ولا بيت ليؤويني من الطوفان وجئت إليك تحملني رياح الشك.. للإيمان فهل أرتاح بعض الوقت في عينيك أم أمضي مع الأحزان وهل في الناس من يعطي بلا ثمن.. بلا دين.. بلا ميزان؟
أريحيني على صدرك لأني متعب مثلك غدا نمضي كما جئنا.. وقد ننسى بريق الضوء والألوان وقد ننسى امتهان السجن والسجان.. وقد نهفو إلى زمن بلا عنوان وقد ننسى وقد ننسى فلا يبقى لنا شيء لنذكره مع النسيان ويكفي أننا يوما.. تلاقينا بلا استئذان زمان القهر علمنا بأن الحب سلطان بلا أوطان.. وأن ممالك العشاق أطلال وأضرحة من الحرمان وأن بحارنا صارت بلا شطآن.. وليس الآن يعنينا.. إذا ما طالت الأيام أم جنحت مع الطوفان.. فيكفي أننا يوما تمردنا على الأحزان وعشنا العمر ساعات فلم نقبض لها ثمنا ولم ندفع لها دينا.. ولم نحسب مشاعرنا ككل الناس.. في الميزان.سلات هدايا

بدا كالذي تحركه الشياطين متخليا عن ثباته و تعقله ليشتعل الجنون فيه فيقوده لمصير مجهول...!!
لم يشعر بنفسه الا وهو يقبض على ذراعها مزمجرا بعصبية حادة :
- يعني زي ما كنت متوقع طلعتي عارفة كل حاجة !! عارفة و خبيتي عني هااا.
حينها هزت سيليا رأسها نفيا و اردفت بتلعثم :
- ل...لا انا مم...
قاطعها رعد وهو يدفعها للخلف و يصرخ :
- اخرسي بقى مفيش حاجة بكرهها اكتر من ان احد يحاول يستغفلني....و كنتي عارفة ان صاحبتك مشتركة مع الد اعدائي ومع ذلك مقولتليش انتي اييييه فهميني !!
انتفضت بخوف لتتشدق ببكاء :
- لا يا رعد انا لو كنت عايزة اضحك عليك مكنتش هعترفلك دلوقتي...كل القصة اني كنت خايفة على لين و هي كمان كانت هتتراجع ع اللي بتعمله و اااا..
وللمرة الثانية لا يسمح لها بإنهاء كلامها ليقول بغضب شديد :

- مكنتش هتتراجع يا سيليا هي دخلت شركتي بأمر من جوزها و حاولت تأذيني فشغلي و انا اللي اجبرتها تبطل اللي كانت بتعمله و فوق ده كله خدعت صاحبي اللي زي اخويا و حاولت تقتله كمان.
سيليا بدموع وحدة :
- لين محاولتش تقتل حد هي مش مجرمة و اللي اسمه جلال هي سابته قبل ما اياد يكشفها اصلا.
صرخت بخوف عندما وجدت يده على فكها و يدفعها للحائط نظرت له برعب فهمس بصوت مخيف وهو يحدق بها في شراسة :

- اوعى تنطقي اسم ال **** ده على لسانك اسمه ممنوع اسمه ف القصر ده مفهوم واكيد انتي مقولتليش لله كده انتي كنتي عايزة تلعبي دور البنت الصادقة بس الحقيقة انكو انتو الستات كلكم مخادعات مش بتهمكو غير مصلحتكو.
سيليا وهي تحاول التكلم بصعوبة :
- ررر...رعد انا مكنتش عايزة اخبي عليك ومش عايزة اخسرك.
2
ضحك بسخرية وهو يقول :
- تخسريني ؟! هو انتي كسبتيني اصلا عشان تخسريني افهمي يا مدام انه زيك زي اللي قبلك مبتفرقيش عنهم حاجة غير اسمك المرتبط ب اسمي فاهمة.
جحظت عيناها وهي تطالعه بصمت و دموعها تسلك طريقها من اثر كلماته....دفعته من صدره و ركضت للحمام بينما اغمض عيناه وهو يلعن نفسه ثم طرق باب الحمام قائلا بصوت عالي :
- ســيلــيا افتحي الباب.
لم تجب و سمع شهقاتها فصرخ :
- بقولك افتحي الزفت ده والا هكسره.
لم تمر ثواني حتى فتحته تطلعت له بأعين حمراء دامعة و همست بصوت مبحوح :
- اسفة يا شبح نسيت ان القصر قصرك و انا زيي زي عشيقاتك فمينفعش اقفل الباب و انفرد بنفسي.
صمت لوهلة ثم ابتسم بتهكم ساخر مغمغما :
- كويس انك افتكرتي عشان تاني مرة متسترجيش تخبي عني حاجة.
حينها تقدمت منه حتى التصقت به رفعت رأسها و همست بتحدي و كبرياء :
- و انا بوعدك اني هدفعك تمن اللي قولته غالي.
اختفت ابتسامته و اظلمت عيناه ليلف يده حول شعرها و يجذبها نحوه قائلا بقسوة :
- كلامك معايا يتعدل والا هتندمي واذا انتي فاكرة انك شوفتي حقيقة الشبح تبقي غلطانة الشبح اخكر من اللي انتي متوقعاه بكتيير و بيكره يعصي حد اوامره او يكلخه بوقاحة و يحاول ينيمه على ودانه.
1
تألمت من قبضته فوضعت يدها على شعرها بألم هي تعلم جيدا ان غضبه الشديد هذا ليس بسبب اخفاء السر عنه فقط بل متعلق بشىء اخر يخص المدعو ب - جلال - لكن ماهو ولماذا يفقد اعصابه عندما يسمع اسمه.....
اخيرا تحدثت بألم :
- رعد سيبني انت بتوجعني.
ارخى يده لتبتعد عنه بسرعة رمقته بنظرات مستاءة ثم تحركت و استلقت على السرير ، تنهد رعد بضجر ثم ارتدى ملابس بيتية و تمدد بجانبها ليغرق في النوم سريعا من شدة التعب....
_________________
استدارت سارة خلفها برعب و تلعثمت قائلة :
- اا...امم..ده ده ع...عصام اللي بكلمه.
نظر لها جلال بشك و اقترب منها وقف امامها و تمتم :
- طب ليه انتي متوترة كده.
نظرت له سارة في نفس الوقت الذي ضغطت فيه بيدها على مسح المكالمة لتقول بشجاعة :
- ومين قالك اني متوترة يا جلال باشا.
ابتسم بخبث و اردف :
- اممم انا بعشق البنات اللي زيك على فكرة.
سارة باستهزاء و قرف من نظراته الموجهة نحوها :
- اشمعنا زي شخصيتي.
اجابها بمكر و شر :
- يعني البنات اللي تخبي خوفها...انا كنت بحب واحد زيك بنت حلوة اوي و جريئة جدا ولحد دلوقتي بحبها.
ابتسمت باشمئزاز منه كيف لشخص مثله ينظر للفتيات على انهن لعبة ان يحب...حدثت نفسها بتعجب :
- ازاي لين حبت واحد زي ده و هو القذارة باينة من وشه اهاا اكيد في وراه ماضي اسود مخلي جاسر يكرهه و يبعتني اتجسس عليه بس ايه علاقة جاسر بجلال و اللي اسمه رعد و اياد كمان انا لازم اعرف.
افاقت من شرودها على يده وهي تسحب الهاتف منها تطلع لسجل المكالمات و بالفعل رأى اسم عصام على المكالمة و لحسن الحظ لم بنتبه للوقت الذي اتصلت فيه ، اعاد لها الهاتف و غادر فوضعت يدها على قلبها بارتياح...
............................
كان جاسر يمشي ذهابا و ايابا بتوتر و قلق من اغلاق سارة للخط فجأة لم يقلق على افساد خطته او ماشابه بل جل ما كان يشغل باله هو سارة....هل كشفها جلال ؟ ماذا فعل بها ؟ وكيف ستتصرف.
تأفأف بصوت مسموع و كاد يتصل بها لكنه استدرك نفسه بغضب :
- لا غلط اني ارن عليها حاليا...بس ازاي شافها اصلا الحق عليا لاني بعت بنت صغيرة و خاطرت بحياتها هعمل ايه لو اذاها اووف اووف.
قطع تفكيره صوت رنين الهاتف فتح الخط و لم يتحدث حتى سمع صوتها وهي تهمس :
- جاسر باشا.
حينها تنفس الصعداء و اردف براحة :
- الحمد لله انك كويسة انا خفت عليكي جدا.
سارة بابتسامة بسيطة :
- متخافش محدش يقدر يأذيني و بعدين انا اللي كلمتك فوقت و مكان غلط كان المفروض استنى الزفت ده يروح.
تقلصت ملامحه و هتف بسخط :
- الواطي ده قالك حاجة عملك حاجة مش كويسة.
سارة بتفي وهي تتذكر نظراته لها :
- لا هو اصلا مش بيقدر يعمل حاجة.....المهم كنت عايزة اسألك هو انا هفضل قاعدة ف الفيلا ديه.
جاسر بنبرة جدية :
- ايوة تماما هيحطك ف اوضة مع البنات اللي بيشغلهم واهم حاجة انك تكسبي ثقته يعني تخليه يثق فيكي ثقة عميا و تدخلي على مكتبه و تجيبيلي كل حاجة تخصه.
سارة بإيجاب :
- حاضر هعمل كده....سلام.
- سلام.
قالها و اغلق الخط رمى الهاتف بعيدا عنه ثم امسك برواز الصورة و تحدث بابتسامة مشتاقة :
- حبيبتي ورد قرب اعرف هوية القاتل اللي خدك مني رغم اني متأكد انه هو بس مش لازم اتصرف بتسرع صدقيني هخليه يشحت ف الشوارع و يطلب مني الرحمة بس انا مش هرحمه هعذبه و اخليه يتمنى الموت كل لحظة....اوعدك اني هدمرك يا جـلال.
_________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظت لين على صوت ضحكات تملا الفيلا نهضت وخرجت من غرفتها و نزلت للاسفل لتصدم عندما وجدت اياد جالسا مع نفس الفتاة التي احضرها سابقا و يضحك معها.
لمحها واقفة فقال بسخرية حادة :
- ما لسه بدري يا مدام.
لين متجاهلة كلامه :
- ايه اللي جاب البت ديه هنا.
ضغط اياد على خصر - نوجا - و اردف بتهكم :
- بتعمل ايه غير انها جاية تسليني شويا.
لين صرخت بغضب :
- اياااد ااا...
قطعت كلامها عندما نهض و سحبها من يدها خارج الصالة الصقها على الخائط و تمتم بقسوة :
- بصي يابت متحاوليش تعملي نفسك مراتي بجد فاهمة و اذا الليالي اللي نمت فيهم معاكي على سرير واحد خلوكي تفكري اننا نعيش مع بعض و تصحكي عليا تاني تبقي غلطانة ده انا انام معاكي الصبح و تلاقيني فحضن بنت تانية المسا فمتحاوليش تتذاكي عليا فااااهمة !!
1
قال الكلمة الاخيرة بصراخ فشهقت برعب و اومأت برأسها سريعا :
- ف...فاهمة فاهمة.
ابتعد عنها و تمتم بجمود خال من المشاعر :
- يلا انجزي و روحي حضري الفطار عشان جعت و اوعى تعترضي.
حبست الدموع في مقلتيها و تحركت للمطبخ بينما جلس اياد على الاريكة لتميل عليه نوجا و تقبله بدلال و اياد ينظر بتلذذ لدموع لين...
_________________
مرت الايام سريعا و لم يتغير فيها شيء.
رعد و سيليا لا يكلمان بعضهما هو عاد لمعاملته السابقة معاملة الشبح وهي عادت لأسلوب البرود و التجاهل.
اما اياد فتوقف عن تعذيب لين جسديا و انتقل لتعذيبها نفسيا ينام مع حبيبته كل ليلة في غرفته تاركا لين تتقطع بقسوة وهي تبكي بمرارة في غرفتها....
اما سارة فاستطاعت كسب ثقة جلال نوعا ما و اصبحت تنقل نسخا لكل صفقات جلال و كل شيء يخصه....اما جاسر فلا يزال يعيش على ذكريات حبيبته الراحلة و ابنته.....
_________________
صباح يوم جديد.
استيقظت سيليا وهي تشعر برغبة شديدة في التقيئ كعادتها منذ يومين نهضت و ركضت للحمام بسرعة تفرغ ما بجوفها في حين نهض رعد و دلف خلفها امسك كتفيها و تحدث بقلق :
- سيليا مالك بترجعي ليه...استني هطاب الدكتورة.
تحرك و كاد يذهب لكنها امسكت يده هامسة بشرود :
- لا مفيش داعي.
رعد بغضب و انفعال :
- مفيش داعي ليييه اناي مش شايفة حالتك وو...
صمت فجأة عندما قالت باندفاع :
- ديه حاجة طبيعية ل اي واحدة حامل !!
صمت مريب احتل المكان ليقطعه رعد بحدة مخيفة وهو يميك ذراعها بعنف :
- ايه الكلام التافه ده ده وقت هزار.
هزت رأسها و قالت بارتباك :
- لا مش هزار انا عملت اختبار حمل من يومين وو...عرفت اني حامل ااااه.
صرخت فجأة عندما وجدت نفسها ملقاة على الارض اثر دفع رعد لها ليصيح بجنون هستيري :
- مستحيييييل فاهمة مستحييل البيبي اللي فبطنك لازم يموت انتي هتنزليه يا سييليا !!
________________
في نفس الوقت.
خرج اياد من غرفته و توجه نحو غرفتها ليلقي عليها كلاما اصبح يتفنن فيه....
دلف و لف انظاره في الغرفة لم يجدها مط شفتيه بضيق و حدث نفسه :
- اكيد موجودة ف الحمام بتاخد شاور و لا على بالها اللي بيحصلي بسببها.
عند هذا الحد و اندفع للحمام فتح الباب على مصراعيه و دخل كاد يصرخ لكنه توقف وهو يرى لين واقعة على ارضية الحمام غارقة وسط بركة من الدماء......!!!!!
يتبع 
ماتنسوش تصلوا علي النبي ♥



                   الفصل الثلاثون من هنا 


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة