رواية العشق الاسود الفصل الرابع 4 بقلم فاطمه احمد

رواية العشق الاسود الفصل الرابع 4
بقلم فاطمه احمد


احلام نتصدى بها واقع . وواقع نريده بأحلامنا و احلام يطيل انتظارها....و عمرا يمضي مودعا لأصحابه و ذكريات تبحر في اعماق قلوبنا . و عينان تودان ان تبصرا على ما تتمناه قلوبنا . و عقل سارح بين ارواحنا يتمنى لو للحظة سكونا يتوقف فيها صارخا بأفكارنا و ذكرياتنا الهاربة بين بحور قلوبنا....قلوب لا تتقن سوى لغة الموت و قلوب اخرى تتمنى الموت......
فتحت عيناها لترى الظلام الذي تراه وهي مغمضة اياها لا يهم فهي لا تبصر شيئا سوى السواد....
تلمست الفراش بيديها و ادركت من نعومته انه ليس فراشها وهي ليست في الشقة اذا اين هي ؟؟؟
انتفضت جالسة و ذاكرتها بدأت تسترجع تدريجيا ماحدث منذ بضع ساعات وضعت يدها على قلبها وهي تحدث نفسها....اين انا وماذا فعل بي هذا المجرم ؟!!
بالطبع سيليا تدرك جيدا من هو الشبح ومن لا يعلم من هو مجرم خطير على البشرية !!
افاقت من شرودها على صوت فتح الباب تشنجت مفاصلها وهي تهتف بتلعثم :
- م...مين.
وصلها صوت ضحكة رجولية سمعتها من قبل جلس امامها و تمتم :
- انتي لسه مستوعبتيش انا مين.
تراجعت للخلف بسرعة حتى كادت تسقط من السرير لكنه امسكها من خصرها قائلا بحدة :
- حاسبي هتقعي.
ابعدت يده وهي تنتفض ببكاء :
- ملكش دعوة بيا انت جايبني فين و ليه و عملت ف صاحبتي ايه !!
رعد بتهكم ساخر :
- صاحبتك نفسها اللي طلعتك من بيتها فنص الليل و زقتك من على السلم.
صمتت ثواني ثم تشدقت ب :
- انت قتلتها زي ما قتلت الراجل.
ضحك باستفزاز مغمغما :
- مش من حقك تسأليني انتي حاليا فقصر الشبح الوحيد اللي يسأل و يعمل اللي عايزه هو انا....داعب وجنتها هامسا ببحة مخيفة :
- فاهماني يا قطة و اي حاجة حصلت تنسيها ده من مصلحتك طبعا.
- يعني هتقتلني انا كمان.
هتفت بها في صلابة فقهقه عليها بخبث واضح :
- لما تكبري هقولك.
سيليا بتعجب وخوف من ضحكته :
- اااا....انا مش فاهمخ حاجة و انت جبتني لقصرك ليه و عملت ايه ف لين قولي و النبي.
رعد ببرود :
- معملتلهاش حاجة هي موجودة فبيتها بس انتي يا حلوة اللب هتقعدي هنا.
لا مستحيل !!!
صرخت به في حدة فوضع يده خلف عنقها و جذبها منه ليهمس بشراسة :
- و قانون تاني من قوانين القصر ممنوع صوتك يعلى او تقولي لأ على اي حاجة بيقولها الشبح سواءا رضيتي او لأ مش عايز اسمع غير كلمة حاضر تمام.
حاولت ابعاد يده لكنها لم تستطع فنطقت بألم :
- انت بتوجعني.
تركها فورا و نهض و قبل ان يخرج سمعها تقول له :
- يعني رعد السيوفي رجل الاعمال هو نفسه الشبح السفاح !!
ابتسم و اردف بهدوء :
- متقوليش رعد انا اسمي الشبح و بس.....يلا هسيبك تنامي تصبحي على خير.
سيليا بسرعة :
- طب انت جايبني هنا ليه...يا شبح...انت طلعت ولا ايه ؟؟
لم تسمع ردا فأيقنت انه غادر نفخت بضجر ولم تمر ثواني الا و سمعت دق الباب ثم فتح.
سيليا بتوجس :
- اا...انت جاي ليه.
ضحكت بخفوت متمتمة برقة :
- انا الشغالة زهرة يا هانم متقلقيش.
تنفست بارتياح و قالت :
- بتعملي ايه هنا ؟
زهرة وهي تضع صينية الطعام امامها :
- سيدنا الشبح امرني جيبلك العشا اكيد جعتي.
وضعت يدها على بطنها هاتفة باحراج بسيط :
- اه والله انا جوعانة جدا.
ابتسمت و بدأت باطعامها و بعدما انتهت نهضت قائلة :
- اي حاجة تعوزيها اندهيلي و انا اجيلك ع الطول انسة سيليا.
قضبت حاجباها باستغراب :
- وانتي عارفة اسمي منين ؟
- الشبح قالي اطلعي لسيليا و...
قاطعتها بتعجب اكبر :
- وهو عرف اسمي منين انا مقولتلوش عليه خالص.
زهرة بقهقهة :
- ده الشبح يا هانم مفيش حاجة بتخفى عليه.
زمت شفتيها بحنق و اردفت :
- طب انا هطلع من هنا امتى.
- اللي بيدخل ع القصر مبيطلعش منه.
هتفت بها في بساطة فشهقت الاخرى :
- بتقولي ايه !! يعني انا هفضل محبوسة هنا.
لم تجب عليها وخرجت انتصبت سيليا واقفة تستند بيديها على السرير و تمشي بخطوات حذرة حتى وصلت للباب.
فتحته و تقدمت للامام لكن فجأة اصطدمت في شئ صلب جعلها ترتد للخلف بقوة كادت تسقط لكنه للمرة الثانية جذبها من ذراعها حتى التصقت به....اخفض رأسه لها و همس بجوار شفتيها في نبرة رجولية مغرية :
- متحاوليش تعملي حاجة انتي مش قدها يا قمر و تزعلي الشبح منك اخاف عليكي من الكوابيس.
- ها.
قالتها بغباء فحملها بين يديه متجاهلا محاولاتها لابعاده وضعها على السرير و هم بالذهاب لكنها رفعت يدها بحركة تلقائية ووضعتها على وجهه تتلمسه ببطئ.
ابتسم عليها و تركها تفعل ما تشاء حتى تمتمت :
- هو انت عمرك كام ؟
رفع احدى حاجبيه :
- افندم !!
ابعدت يدها و قالت بخجل :
- اصل انا كنت فاكرتك كبير ف العمر بس باين غير كده.
- ايه ده اللي باين ؟
قالها بهمس اثار القشعريرة في كامل اعضائها اغمضت عيناها بخوف وهي تشعر به يميل عليها اكثر وقالت :
- اا...انت بتعمل ايه.
رفع الغطاء ووضعه على جسدها و خرج من الغرفة تاركا اياها تغرق في بحر من الافكار و الاحاسيس المختلفة....
دلف رعد للجناح الخاص به استلقى على سريره وهو يتذكر كيف فقدت الوعي من الخوف بعد سماعها لإسمه وقتها شعر بشئ ينقبض داخله لا يعلم لماذا لكنه احس انه يعرفها منذ مدة طويلة حملها ووضعها في سيارته و ترك تلك الفتاة في منزلها بعد تهديده لها بالموت ان نطقت حرفا واحدا مما رأته....
عاد للواقع و فتح الاب شغل شريط الكاميرا فظهرت سيليا وهي نائمة بعمق على فراشها اتسعت ابتسامته و همس :
- ياترى هتعملي فيا ايه يا اميرتي....
_________________________________
في شقة لين.
كانت جالسة تفرك يديها و قدماها بتوتر بتوتر شديد و تفكر فيما حدث منذ قليل...
ترى ما علاقة تلك العمياء برعد السيوفي صاحب الشركة التي تعمل بها ؟؟
وهل هو فعلا من يلقب بالشبح ؟؟
و لماذا اخذ سيليا ؟
اسئلة كثيرة تراودها افاقها منها صوت رن جرس الباب.
هرعت لفتح و سرعان ما انقضت تحتضن ذلك الشخص وهي تصيح بفرحة :
- جلال حبيبي وحشتني !!
بادلها الاحضان ثم ابعدها عنه وهو يقول بخبث :
- و انتي بردو وحشاني....لف بأنظاره في الشقة بلهفة :
- البنت اللي قاعدة معاكي نامت.
لين بسخط :
- لا يا حبيبي انا طلعتها من بيتي نهائيا.
تحولت ملامحه الهادئة لملامح شيطانية جذبها من ذراعيها بعصبية :
- انتي بتقولي ايه ؟!
لين بتوتر من شكله :
- في ايه يا جلال مش احنا اتفقنا انها تطلع عشان نعرف نعيش لوحدنا.
زمجر بها في غضب :
- قولتلك طلعيها بعد اسبوع مش النهارده يا غبية.
دفعها لتسقط على الارض فصرخت بألم لم يهتم بها و غادر فنزلت دموعها بغزارة وهي تهمس بمرارة :
- بيتصرف معاكي كأنك واحدة جارية مش مراته.
3
اما هو فركب سيارته وهو يلعن و يشتم بأبشع الالفاظ شغل سيارته و انطلق بها...
بعد فترة وصل للفيلا دخل اليها ومنها للقبو فتح الباب ليجد الحائط مليئا بصور حوريته....سيليا !!!
وقف امام الصور ثم فجأة صرخ بانفعال :
- رجعت ضاعت مني رجعت ضاااااعت لييه لييييه ليييييييه !!!
جلس على الارض وهو يغمغم بنبرة اشبه بالجنون :
- ده انا اللي اول ما وقعت عيني عليها وهي ف الملجأ من لما كانت ف 17 سنة وانا براقبها سحرتني من اول نظرة حتى لما اتسببت فطردها من الملجأ كنت عايز اجيبها لعندي بس عملت حادث و اتعمت و انا اصطريت ارتبط بالبنت اللي عايشة معاها عشان اعرف اتقرب منها بس فكل مرة القدر مكنش يسمحلي اشوفها و دلوقتي بعد ما اتفقت مع لين الغبية تطردها بعد اسبوع عشان اساعدها و اكون السند فنظرها سابتها تروح دلوقتي.
ضرب الحائط بقبضته مزمجرا :
- هلاقيها انا فييين دلوقتي هتروح فين ف الوقت المتأخر ده وهي عميا ومش بتشوفه....انا هموت لو اتأذت.
قاطعه رنين هاتفه وكانت لين زفر بضجر و اغلق الخط لكن بقيت تتصل به حتى اغلق الهاتف بأكمله.
انتصب في وقفته وخرج من القبو ذهب لرجاله و امرهم بالبحث عنها في كل مكان ثم اخذ هاتفه الاخر و طلب احد الارقام و بعد دقائق فتح الخط.
جلال بجدية :
- الشبح هيكون فين بكره.
- ..........................
- ههههههه حلو ازي انا مجهزله مفاجأة هيشكرني عليها.
- .......................
- بنت مين ديه ؟؟ اه شكلها واحدة من عشيقاته مش مهم.
-............ .................
جلال بخبث :
- ديه حاجة بسيطة كرد على الصفقة اللي خدها مني هندمه و يجي يعتذرلي و يتذلل و انا ساعتها مش هرحمه.
اغلق الخط وهو يضحك و يتوعد للشبح....
__________________________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظ ونهض استحم و ارتدى بنطال كحلي و تيشرت رمادي و جاكيت كحلي وضع سلاحه داخل ملابسه و خرج من غرفته.
نزل للاسفل وجد زهرة اشار لها بالاقتراب ففعلت هذا و انحنت له باحترام :
- تؤمرني بحاجة.
رعد بحزم :
- اطلعي للانسة اللي فوق و صحيها عشان تفطر و خدي بالك منها فاهمة.
زهرة بارتباك :
- ح....حاضر سيدنا.
ابتعد عنها و ذهب للصالة وجد اياد جالسا ينتظره وعندما رآه قال بابتسامة :
- ايه يا شبح انت نسيتني ولا ايه مش بتسأل عليا خالص.
رعد بنبرة جادة :
- بطل رغي فاضي و قولي عرفت الجاسوس ولا لسه.
حك فروة رأسه باحراج :
- احم لا مكنتش فاضي.
و ياليته لم ينطق بهذه الكلمة فلقد اشعل غضب الشبح !!
نهض وهو يزمجر بصوت ارعب كل من في القصر :
- انت بتستعبط مكنتش فاضي ازاي كنت بتعمل ايه يا حيلتها.
نهض اياد قائلا برعب :
- ااا...انا كنت ممم مشغول بالصفقة الجديدة والله و طول الليل مش فاضي ثم انت كلفتني بالمهمة ديه المبارح المسا ملحقتش....
قاطعه بحدة :
- خلاص اخرس ايه ماسورة كلام و اتفتحت !!!
- اسف.
زفر بضيق منه ثم نظر لساعته مغمغما :
- عندنا شغل ف قرية ال****** لازم نروح.
اياد بغباء :
- انا جوعان يابني سيبني اكل لقمة. 
رفع رأسه بتحذير فاستطرد الاخر :
- بهزر يا عم انا رايح هستناك برا.
خرج سريعا بينما استدار رعد و نظر للغرفة في الطابق الثاني.....تنهد بعمق ثم قضب حاجباه و غادر هو ايضا بعدما اوصى جميع الخدم على سليا....
__________________________________
في غرفة سيليا.
استيقظت على صوت زهرة وهي تقول :
- يا هانم اصحي.
تململت وهي تتثاءب :
- في ايه.
زهرة بخفوت :
- سيدنا الشبح امرني افوقك عشان تنزلي تفطري.
فتحت عيناها قائلة بسخط :
- اووف بقى حتى النوم و الصحيان ليهم ميعاد محدد و قوانين ف القصر ده.
ابتسمت زهرة و ساعدتها في النهوض اعطتها طقما من الملابس التي جلبها لها رعد عبارة عن بنطال خفيف باللون الرمادي و تيشرت طويل رمادي اللون وعليه رسومات باللون الاحمر فكانت جميلة حقا.
امسكت بيدها و انزلتها للاسفل كان جميع الخدم يتطلعون لها وهو يتهامسون فيما بينهم كيف لسيدهم ان يختار عشيقته الجديدة عمياء !!
تناولت فطورها وهي تشعر ببعض الحرج ثم قالت بتردد :
- احم هو فين.
زهرة بعدم فهم :
- تقصدي مين ؟؟
سيليا باندفاع :
- رع....اقصد السيد اا....
قاطعتها بضحكة قائلة :
- طلع من شويا.
هزت رأسها ببطئ ثم نهضت لتصعد لغرفتها لكن فجأة...
صدع صوت اطلاق النار خارجا انتفض الجميع و شهقت سيليا بخوف :
- في ايه ؟؟
سحبتها زهرة خلفها سريعا و صعدت بها لغرفتها كان صوت الطلق الناري يزداد شيئا فشيئا حتى دلفوا للقصر.
ادخلت زهرة سيليا لغرفتها و قالت بانفاس متسارعة :
- انسة سيليا متطلعيش من الاوضة ديه مهما حصل.
لم تتحمل قدماها فسقطت على السرير ترتعد ولم تجب بينما غادرت الاخرى....بدأت تسمع صوت الصراخ و الرصاص يصم الاذان لم تمر دقائق حتى حطم احدهم باب الغرفة بقوة !!
ضمت نفسها و صرخت برعب :
- رعععععععد !!!!
يتبع 
ماتنسوش تصلوا علي النبي

 

                   الفصل الخامس من هنا 
تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة