
بقلم فاطمه احمد
نطق الطبيب بأسى :
- للاسف الشديد حالة المريض خطرة جدا الرصاصة قريبة من القلب وفقد دم كتير كمان.
رعد بانفعال حاد :
- يعني ايه اياد لازم يعيش فاهم !!
الدكتور بهدوء مشجع :
- احنا بنعمل اللي نقدر عليه ادعوله.
شعرت لين بدوار يلفح رأسها و جسدها يرتخي لاحظتها سيليا فأسندتها بفزع :
- لين انتي كويسة.
همست بضعف متجاهلة سؤالها :
- اياد هيموت....هيروح ويسيبني.
سيليا بدموع على صديقتها :
- لا اياد هيتحسن خلي املك بربنا كبير.
اكمل الطبيب بعملية :
- لازم ابلغ البوليس عشان ديه تعتبر محاولة قتل و ااا...
قاطعه رعد وهو يضع يده على كتفه :
- تعال معايا محتاج اكلمك على انفراد.
اخذه بعيدا عن الفتيات حدجه بنظرات مرعبة هامسا :
- انت واجبك تعالجه بس هااا تعالجه و ملكش دعوة بالباقي.
اجابه بشىء من الحدة :
- تقصد ايه وانت ازاي تكلمني كده.
ابتسم ببرود فضيع و تمتم :
- اقصد ان المستشفى ده ليه سمعته وهيصعب عليا لما يتقفل وانت يا حرام هتتعالج فين.
- يتقفل و اتعالج ؟!!
قالها الدكتور باستغراب و تعجب فتشدق رعد بصلابة :
- اعتبر اللي هقولهولك تهديد مش عايز بوليس والا...
قاطعه الدكتور بسرعة :
- زي ما حضرتك عايز....احم عن اذنك رايح اطمن ع المريض.
ابتعد عنه بسرعة فتنهد رعد بخنقة وحدث نفسه :
- انت لازم تفوق يا اياد....لازم تفوق و تبقى كويس زي الاول.
شعر بيد توضع على كتفه التف و نظر لها بهدوء :
- سيليا.
ابتسمت و اجابته بهمس :
- اه سيليا....التصقت بجسده و دفنت رأسها في صدره الصخري حاوطت خصره بذراعيها و تمتمت بتريث :
- متقلقش كل حاجة هتبقى كويسة و صاحبك هيتحسن.
لا يعلم لما لكنه شعر بأمان غريب عندما احتضنته....امان لم يشعر به حتى مع كل نفوذه و سلطته امان و استقرار عجيب تجسد في حضنها ، اخفض رأسه و دفنه في عنقها يشتم رائحتها بعمق لف يداه على جسدها و غمغم بحرارة :
- انا مش هستحمل اخسر اياد....مش هستحمل اخسره هو كمان.
عقدت حاجباها بتعجب من جملته - هو كمان - لكنها لم تركز كثيرا زادت في احتضانه و لم تتكلم.
بقيا على هذه الحال دقائق حتى سمها ضجة ابتعد عنها ليرى لين واقعة على الارض مغمى عليها.
انتفضت سيليا و ركضت لها برعب :
- ليــــــن !! ليــن ردي عليا.
اقترب رعد و حملها بين ذراعيه ادخلها لغرفة ما ووضعها قائلا بهدوء :
- اهدي متقلقيش كده ده مجرد تعب.
سيليا بحزن شديد :
- يا حبيبتي يا لين ربنا يكون فعونك ، انا هقعد معاها على ما تصحى.
- براحتك.
هتف بها وهو يخرج امسكت سيليا يد صديقتها و اردفت بابتسامة واهنة :
- للدرجة ديه بتحبيه.
__________________
في صباح اليوم التالي.
كان رعد يجلس امام الغرفة اللي يقطن فيها اياد خرج الطبيب و قال بابتسامة مطمئنة :
- الحمد لله النزيف وقف و عدى مرحلة الخطر.
اطلق نفسا قويا و اردف بامتنان لم يعهده منه احد سابقا :
- متشكر اوي يا دكتور.
اجابه بنفس الابتسامة :
- العفو ده واجبي....هو حاليا ف اوضة عادية تقدر تخش تشوفه.
1
هز رأسه ودلف معه وجد اياد مستلقي على السرير و عدة اجهزة موصولة به و صدره ملتف بالشاش.
جلس بجانبه و تحدث بهدوء :
- كده يا اياد عايز تسيبني وتروح مين اللي هيرخم عليا و يتقل دم ها انت كنت بتقولي اني مش بضحك و هيجي يوم تروح ترخم فيه على غيري مكنتش متوقع ان كلامك جد و عايز تسيبني.
مسح على وجهه و فجأة سمع صوت الباب يفتح استدار ببطىء وجد جاسر يدخل و يجلس بجانبه بهدوء.
- مين اللي عمل كده.
قالها جاسر فغمغم رعد بتوعد :
- لسه معرفتش بس لما اعرفه صدقني هخليه يترجاني ارحمه ال **** ده....انت كنت فين طول الليل و تلفونك كان خارج نطاق التغطية ليه.
حمحم جاسر واردف :
- هحكيلك بعدين انا مضطر اروح دلوقتي عندي شغل ، صحيح حبيبته ديه فين.
غمغم بتهكم ساخر :
- ف الاوضة التانية اصلها فقدت وعيها.
هز رأسه بتفهم و خرج غادر المستشفى و ركب سيارته.
ركب سيارته و تذكر مكالمتها الليلة الماضية.
Flash back
( كان جالسا يتأمل صورة زوجته و طفلته كالعادة حتى رن هاتفه فتح الخط ليسمع صوتها المخنوق :
- انا موافقة اشتغل عندك اي شغل تعوزه بس طلعني من البيت ده.
جاسر بثقة و تهكم :
- مش قولتلك هتتنازلي و العناد مش هيفيدك.
سمعها تجيبه بحدة و كبرياء :
- انت السبب باللي بيحصلي دلوقتي لو مخطفتنيش و سبتني معاك طول الليل مكنش بابا هيجبرني اتجوز كله بسببك.
جاسر ببرود فضيع :
- ما بلاش اللسان الطويل ده يا برعي اتعلمي تتكلمي زي البنات.
- اوووف منك هتساعدني ولا اتنيل اتصرف لوحدي.
ضحك جاسر بصوته الرجولي و هتف ب :
- لا هساعدك مش هخليكي تتجوزي الصراحة الواد هياخد مقلب فيكي.
لم يسمع اجابتها لأنها اغلقت الخط رسم على ثغره ابتسامة انتصار و تمتم :
- اللعبة كلها لصالحي دلوقتي....)
Back
افاق من شروده و انطلق بعد مدة وصل لذلك الحي الشعبي فحدث نفسه باشمئزاز :
- مكان بيقرف ازاي قادرة تعيش هنا.
ترجل و خلفه رجاله اشار للبعض باللحاق به و البقية يحرسون السيارات دلف للعمارة ووجد امراة تصعد السلم فناداها بجدية :
- لو سمحتي يا مدام.
نظرت له المرأة قائلة بتعجب :
- ايوة.
حمحم جاسر و تشدق بثبات :
- في بنت اسمها سارة ساكنة ف انو شقة.
زاغت نظراته وهي تقول بتطفل :
- بتسأل عليها ليه يا باشا.
زفر بضيق ونظر لحارسه بنظرة يفهمها فاقترب منها الاخير وتحدث بحدة :
- انجزي بلاش تتعبينا معاكي والا...
تشدقت المرأة بسرعة و خوف :
- اا ف الدور التالت الشقة 5....بس عندهم حفلة النهارده خطوبتها و كنت طالعة ليهم اصلا.
هز جاسر رأسه و دفعها بخفة صعد على درج بخطوات شبه راكضة و توقف امام الشقة وقبل ان يفعل شيئا سمع صوت صراخها !!
___________________
قبل نصف ساعة.
خرجت سارة مع سعاد من غرفتها بهدوء تحاول التحكم في انفعالاتها وجدت الصالة الصغيرة مملوءة بالضيوف و والدها يقف مع احمد و شقيقها و ام احمد تقف مع النساء تتحدث بغرور كعادتها قلبت عيناها بتملل و حدثت نفسها :
- الحيوان ده مش قال انه هيجي ياخدني طيب هو فين انا قربت اتجنن من المسخرة اللي بتحصل هنا اووف.
همست سعاد بأذنها في تحذير :
- ابتسمي شويا بلاش الوش الخشب ده انتي هتتخطبي.
ردت عليها بنفس الهمس :
-سمي المسخرة ديه ب اي حاجة الا خطوبة يا سعاد هانم.
زفرت بضيق من تمردها و اخذتها للنساء مرت بضع دقائق حتى تحدث حسن بجدية :
- مش يلا تلبسو الدبل.
احمد بحماس :
- اه ياريت.
تجمع الحضور وهم يباركون لهم اخذ احمد الدبلة فقالت والدته بضيق :
- مدي ايدك.
اغمضت سارة عيناها لثواني قبل ان تفتحهم و تقول بحزم :
- لا...انا مش موافقة على جوازي منك.
صرخ حين بغضب :
- ســــــارة انتي اتجننتي !!
ابتعدت سارة و قالت بصوت عالي :
- زي مانتو سامعين يا ناس الخطوبة ديه مش هتم ليه عشان انا مش موافقة على العريس يلا كل واحد بيتك بيتك المسرحية خلصت.
لم تكد تنهي كلامها حتى باغتتها سعاد بصفعة قوية على وجهها نظرت لها بصدمة و صاحت :
- انتي ازاي تضربيني يا واطية.
سحبها حسن من يدها ليدخلها لغرفاها لكنها اوقفته و صرخت بحدة :
- شيل ايدك عني يا...
لم تكمل لأنه صفعها ثانية و توالت الصفعات على وجهها و الضيوف يشاهدون ما يحدث بذهول و ترقب و حماس لهذه - المسرحية - !!
كانت سارة تصرخ بين يديه فاقترب اخوها محمود و قال وهو يحاول ابعادها عن والده :
- بابا سيبها هتموت ف ايدك !!
في هذا الوقت كان جاسر يسمع صراخها فزمجر في رجاله :
- اكسرو الباب ده يلاااا.
امتثلوا لأوامره و بدؤوا بركله حتى كسر انتفض من في الداخل في حين لف هو انظاره في المكان حتى وجد سارة ملقية على الارض ووالدها يضربها بكل قسوة جز على اسنانه و بسرعة البرق كان يقف امامه و يلكمه في وجهه بعنف جعل انفه ينزف !!
جاسر بعصبية و عينان حمراوتان كالجحيم :
- ازاي تضرب بنتك بالوحشية ديه يا ***** .
تدخل محمود قائلا :
- انت ميين يا جدع و ازاي تمد ايدك على بابا يلا امشي اطلع برا.
تجاهل كلامه و ساعد سارة على النهوض تشبثت هي به و همست بخوف :
- ممم...متسيبنيش اا انا خايفة.
جاسر بابتسامة خفيفة ليطمئنها :
- متخافيش انا موجود ومحدش هيقدر يعملك حاجة اهدي ، ثم أمر رجاله بصوت عالي :
- يلا طلعو الناس اللي مشرفانا هنا.
اقارب منه احمد بغضب :
- انت شكلك ناوي تتكسر و....
قطع كلامه عندما شعر بوجهه يشاح للجهة الثانية اثر لكمة تلقاها من قبضة جاسر الفولاذية امسكه الحراس و اخرجوه هو ووالدته و باقي الضيوف الذين لم يكفوا عن طرح الاسئلة... من هذا و ما علاقته بسارة التي رفضت الزواج...
مسح حسن الدم الذي يخرج منه و قال بحقد موجها كلامه لابنته :
- بقى تجيبي حبيبك يستقوى عليا يا *****
لم يتحمل جاسر فأنقض عليه يمسك من ياقة قميصه متحدثا من بين اسنانه :
- فهمني انت ايه ازاي تعمل فيها كده و تجبرها على الجواز انا لو بنتي لسه عايشة كنت هحطها فعيوني و احميها من كل الناس بس واحد ****** زيك مبيستاهلش يكون اب.
سعاد بغضب :
- ممكن حضرتك تقولنا انت مين و مالك ف البت ديه و الخطوبة.
حدجها بطرف عينه ثم قال كلاما جعل الجميع يقف مصدوما :
- خطوبة ايه و سارة بتكون مراتي.
رفعت رأسها له وهمست :
- ااا..انا ايه ؟!!!
سعاد و محمود و حسن في وقت واحد :
- مراتك ازاااي.
جاسر بسخرية :
- يعني احنا متجوزين و سارة مراتي و ملكي انا يعني انا اللي بتحكم فيها مش انت.
اقترب منها حسن بتوعد :
- ااه يا بت ال....
قطع طريقه بذراعه التي رفعها لتكون حاجزا دفعه للخلف و غمغم بصلابة :
- لا كده هزعل منك يا عمو و هتدفع تمن زعلي غالي اوي.
اتجه لسارة التي تقف كالبلهاء امسك يدها و سحبها خلفه و تبعه رجاله ، فتح الباب ليجد سكان العمارة يقفون يحاولون استراق السمع طالعهم بقرف ثم صاح بصوت عالي :
- الكل يسمع سارة بتكون مراتي يعني بتاعتي انا و محدش ليه حق يتجاوز حدوده معاها عمتا انا هاخدها معايا و اقسم بربي اعرف بس ان حد جاب سيرتها بالباطل لسانه هيتقص فاهميييين !!
سحبها بقوة و نزل اخذها لسيارته و ركب وهي ايضا وهنا صرخت به في عصبية :
- انت ازاي بتقول اني مراتك انا امتى اتجوزتك ولا فاكر انك ممكن تقرب مني تبقى غلطان اااا....
وضع يده على فمها و همس بتحذير :
- اخرسي....سامعة اخرسي !!
______________________
في المستشفى.
استيقظ اياد و دلف له الجميع يطمئنون عليه.
اقتربت منه لين بلهفة خوف :
- ايااد ااانت كويس صح.
ابتسم بضعف و همس :
- اه يا حبيبتي كويس.
امسكت يده و قبلتها مردفة بدموع و اندفاع :
- انا كنت خايفة عليك اوي كنت هموت انا من غيرك ولا حاجة.
ابتسمت سيليا و قالت بمرح :
- ما خلاص بقى يا حاجة سيبي الراجل الغلبان يرتاح ههههه.
ضحكت لين و اياد ايضا بينما ضغط رعد على يدها و غمغم بحدة مخيفة :
- بلاش الضحك الكتير ده احسن ليكي.
استغربت من غضبه وحدثت نفسها :
- ماله ده اللي يسمعه يقول غيران ، حمحمت و هزت راسها بينما نهضت لين و قالت :
- انا عايزة اروح الحمام اغسل وشي تعالي معايا.
نظرت سيليا للشبح الذي اومأ لها موافقا خرجت معها و ذهبتا للمرحاض.....
بعد دقائق خرجت لين لم تجد سيليا فسألت باستغراب :
- راحت فين ؟
......: ع القصر.
شهقت و التفت وجدت رعد يقف بهيئته الرجولية امامها اخذت نفسا عميقا و زفرته بارتياح :
- اه ماشي انا هروح اطمن على اياد.
تحركت و كادت تتجاوزه لكنه امسك ذراعها و دفعها للخلف انتفضت بخوف و قالت :
- ف....في ايه.
اجابها بنبرة مميتة :
- بلاش دور العشقانة ده لان تمثيليتك بقت تقرف.
بلعت ريقها بصعوبة و استطردت :
- اااا...انا مش فاهمة.
ابتسم بمكر و شر ليتمتم بنبرة حاقدة :
- لو فاكرة ان خدعتك هتعدي عليا تبقي غلطانة ، انا عارف كويس ان جلال هو اللي بعتك عشان توقعي اياد....جلال جوزك.
يتبع
🌺ماتنسوش تصلوا علي النبي 🌺