رواية الم بدون صوت الفصل الخامس العشرون 25 بقلم خديجه احمد

   

رواية الم بدون صوت الفصل الخامس العشرون 25
بقلم خديجه احمد



البشممرضه يوكا 
يوكا العسل اللي خمنت صحح🥰🥰🥰🥰🥰♥️

يوسف

أدهم كان مهاجمني من أول كلمة،
مش مديّني فرصة أشرح،
ولا حتى يسمع أنا بقول إيه.

بس ولا أي كلمة قالها
وجعتني قد صوت نور…
وهي بتسألني بنبرة مكسورة:
__يعني فعلاً كنت مخبّي عني؟
ليه؟ ليه ماقولتش؟

اتلخبط… واتشنجت…
وقولت لها بسرعة:
__كنت خايف…
خايف متثقيش فيا
او تخافي مني.
وخايف متصدقيش
اني مقتلتهاش!…
أو تبُصيلي بشكل يوجعني.

نور بصت لي بوجع
النوع اللي يوقف الدنيا…
وقالت بهدوء جارح:
__للأسف يا يوسف…
أنا مش بس خايفه منك…
أنا كمان مش واثقة فيك.

الكلمة دي…
نزلت على قلبي
زي حجر تقيل.

وأدهم؟
واقف بينا زي نار مولّعة…
مش هادي ولا عايز يهدّي.

قال بحدة:
__لو على الثقه … أنا مش شايف إنك مناسب لها أصلاً.

وبص عليا بنظرة متحدية…
لكن كل ده مكنش مهم،
ولا أي كلمة منه كانت بتوجعني،
قد كلمة نور الوحيدة:
__مش واثقة فيك.

أدهم قالها كإنه بيصدر حكم:
__يلا يا نور… ادخلي هاتي هدومِك، هتمشي معايا.

الكلمة نزلت عليّا زي صاعقة.
حسّيت إني متكبّل، واقف ومش قادر أتحرك…
أنا ما عملتش حاجة!
ما لمستش حد ولا أذيت حد…
ومش أنا اللي قتلت!

لكن نور…
نور كانت واقفة بعيد،
عينها مليانة صدمة… وخيبة.

مكنتش عايزة تسمع،
مكنتش عايزة تفهم،
مكنتش حتى بتبص ناحيتي!

وكل اللي كان بيلف جوا دماغي:
__يمكن عشان خبيت…
يمكن عشان محكتش…
يمكن خوفت، ومن خوفي خسرت كل حاجة.

كنت خايف تقول ما تصدقش.
خايف أقول وتبعد.
خايف أحكي فتخاف مني.

بس عمري ما توقعت
إن الخوف نفسه…
هو اللي يوصلني للمكان دا.

مكان واقف فيه لوحدي،
ونور ماشية للباب،
وأدهم واقف قدامي…
عاملني كإني مجرم،
ومصرّ ياخدها منّي
غصب عنّي…
وغصب عنها.

وكل اللي قادر أقوله لنفسي:
__أنا مش مذنب…
بس يمكن أكون أنا اللي سبّبت كل دا

قبل ما تخرج،
قالت كلمة واحدة…
لكن كانت كفاية تهدّني وتوقعني من جوّا.

وقفت قدامي
بنظرة كسرة…
نظرة مفيهاش غضب قد ما فيها وجع.

وقالت بهدوء واجع:
__ورقة طلاقي توصلي.
وع العموم…
شكرا على كل حاجة عملتها معايا.

الكلمة خرجت…
بس دخلت في قلبي زي سكينة.
لا قدرت أتكلم…
ولا حتى أمد إيدي
ولا أشرح
ولا أقول "استني".

بس فضلت واقف…
شايف حياتي كلها
بتمشي من قدامي
وخُفّها.
كان أثقل من أي صرخة.
___________

نور

كنت راكبة العربية
جنب أدهم.
بس دماغي…
مكانتش هنا.

الطريق قدامي
بيجري،
والأسئلة جوايا
بتجري أسرع.

ليه؟
ليه مسمعتوش؟
ليه مشيت؟
وسبته واقف…
مكسور كدا؟

مكنتش عارفه.
كنت تايهة.
يمكن كنت بهرب…
من كلمته،
من الحقيقة،
من نفسي.

ويمكن…
يمكن كنت بهرب
عشان حسّيت بحاجة
معرفتش أتعامل معاها.
حاجة هزّتني،
خلّتني مش عارفه
أواجهه
ولا أواجه إحساسي
نحيته.

أنا مصدقاه.
عارفه إنه مقتلش.
عارفه إن ورا الحكاية
سر كبير،
وحاجات اتدفنت من سنين.

بس…
الثقة اتخذت مني لحظة،
وإدّيت للخوف فرصة
يبعدني.

وأنا دلوقتي…
مش عارفه
هربت من إيه بالظبط:
منه؟
ولا من إحساسي
اللي لسه
مش عارفه أسميه؟

وصلنا الشقة…
الشقة اللي أدهم أجّرها مخصوص عشان أقعد أنا وهو.
دخلت، حطّيت حاجتي، وقعدت على الكنبة.
كنت حاسّة إن ملامحي بايّنة قوي…
صدمة؟
خذلان؟
يمكن حزن…
ويمكن كل دا مع بعض.

أدهم قرب مني،
صوته كان ثابت، حازم، مفيهوش أي نقطة تردّد:
_هانديه أربع أيام… لو ما طلّقكيش، هنرفع عليه قضية خُلع.

بصيت له بتنهيدة تقيلة.
وقولت بهدوء:
__ماشي يا أدهم.

لقى نفسه بيبصلي باستغراب…
اتساؤل واضح ف عنيه، قبل ما ينطق:
__هو انتي… حبّيتيه؟

بلعت ريقي، قلبي اتشد،
بس ردي كان سريع:
__لا… إنت بتقول إيه بس؟
وسكت لحظة، قبل ما أكمل:
__أنا… بس حاسّة إنه مظلوم.

ضحك بسخرية خفيفة، نظرة فيها شك:
__لو كان مظلوم… مكنش خبّى. اللي بيخبي… بيخبي ليه؟

بصيتله، واول مره…
محسش  كلامه دخل عقلي.

كنت مقتنعة إن يوسف…
مقالش عشان مذنب.
لكن…
عشان خاف إني أبعد.
عشان خاف أصدّق الورق…
وأكذّب اللي شوفته منه.

وبرغم كل حاجة…
جوايا صوت خفيف جداً
كان بيقول:
__يوسف مش هو الشخص اللي ممكن يعمل كدا.

كانت الأيام بتعدّي
تقيلة…
مفيهاش روح.

مبقتش أصحى
ألاقيه يعمل الفطار.

ولا أشوف خوفه عليّا.
ولا حتى
يوصلني الجامعة.

كنت حاسة
إن في حاجة ناقصة…
فراغ مش مفهوم.

والمفاجأة؟
إن الفراغ ده
كان اسمه يوسف.

كنت بفكر فيه
غصب عني.
وكل ما أفتكره…
قلبي يتشد.

مكنتش متخيلة
إن غيابه
يوجع كده.

 _____________  

أدهم

كنت قاعد قدّام مازن،
نظرتي كانت مليانة شرار،
وقولتله بنبرة مخنوقة:
__نور سألتني... عن الحادثة.

رفع عينه عليّا بلا اهتمام،
وقال ببرود:
__وقولتلها إيه؟

اتنفست بعصبية،
صوتي عليّ وأنا بقول:
__قولت إني معرفش…
بس مازن، أنا مش مستعد نور تفتكر.
مش مستعد اللي حصل زمان يتعاد.

شد مازن حواجبه وقال بحزم:
__المهم إنك متفكرهاش بحاجة.
وطالما محدّش قالها،
هي مش هتفتكر.

بصيتله بحدّة،
قلبي بيتخبط جوّاي،
وقولت:
__بس هي… حلمت بالحاجات دي.
حكتلي اللي شافته.
ولو افتكرت لوحدها…
مش عارف هتشوفني إزاي.
هتصدق مين؟
هتتوجع قد إيه؟

مازن زفر بزهق،
ورمى راسه ورا وقال:
__أدهم… بطل تفكير زيادة.
خمس سنين!
ما افتكرتش حاجة كل السنين دي،
هتفتكر دلوقتي؟

بس أنا…
أنا كنت حاسس إن الموضوع
مش موضوع "هتفتكر ولا لأ".
الموضوع إن قلبي
مش مستحمل تشوف وجع تاني.

__________

نور

كنت قاعدة في الأوضة،
مخنوقة…
دماغي شغالة زيادة عن اللزوم.
الحلم… الحادثة… يوسف…
كلهم لافين حواليا.

وفجأة…
موبايل رن.
يوسف.

قلبي اتشد،
بس عقلي شدّ في الاتجاه التاني.
قولت لنفسي:
ما ترديش.
انسي.
كل حاجة هتخلص قدّام.

لكن…
جت رسالته:
__نور، لو سمحتي…
محتاج أتكلم معاكي.
حاسس في غيابك إن في حاجة ناقصاني.
عايز أفهمك كل حاجة،
والقرار ليكي.

قلبي وقّف.
حاجة جوايا قالتلي:
اسمعيه…
حتى لو مش هترجعي.
حتى لو كل حاجة هتنتهي…
بس اسمعي.

قمت،
لبست،
ونزلت…
قبل ما أدهم يرجع.

وأنا ماشية؟
كنت حاسة إني بعمل حاجة غلط.
مش واحدة رايحة تقابل جوزها…

 نزلت من الشقّة
وكل خطوة كانت تقيلة…
مش عشان خايفة منه،
لكن عشان خايفة من اللي هسمعه.

الهواء كان بارد،
وركبتي كانت بتتهزّ
مع كل خطوة بقرب فيها
من المكان اللي اتفقنا نقابل بعض فيه

وصلت عند الكافيه
ولقيته قاعد…
باين عليه سهران،
تعبان…
ومستني.

قربت بخطوات مترددة،
رفع عينيه عليا،
نظرة كلها وجع واشتياق…
ويمكن لوم.

قعدت قدامه،
وسكتنا شوية.
هو كان بيلم نفسه،
وأنا كنت بلم قلبي.

أول ما شافني
وقف مكانه
ولا اتحرك…
كإنه مش مصدّق إني جيت.

قربت شويه
وقعدت قصاده
وقولت بهدوء مش شبه هدوئي أصلاً:
__اتكلم يا يوسف

رفع عينه عليا…
عنيه كانت مشوشة
بين خوف… ولوم… ووجع.

قال بصوت واطي:
__شكراً إنك جيتي…
أنا… أنا عايز أحكيلِك من الأول.
عايزك تسمعي كل حاجه
قبل ما تحكمي.

رديت ببرود متوتر:
__أنا جاية أسمع… وبس

شد نفس طويل،
وبدأ يحكي.

 يوسف يبدأ الحكاية

قال وهو بيبص للأرض:
__هحكيلِك عن أختي…
عن ملاك.

صوته كان مكسور،
وكلمة "ملاك" خرجت منه
وكأنها لسه بتوجعه لحد دلوقتي.

كمل:
__ملاك كانت أصغر مني بخمس سنين…
وكانت اسم على مسمى.
روحها هادية…
ضحكتها كانت بترجعلي الحياة.

كان بيتكلم
وفي عيونه دموع واقفة بالعافية،
والقهر باين على كل حرف.
__بس…
اللي كان ملخبط حياتنا كلها
كانت أمي.

ضحك ضحكة قصيرة…
سخرية كلها وجع.

__مكسوف أقول عليها أمي.
كانت… عصبية،،
وبتغضب لأتفه سبب.
مرة تضربني،
ومرة تضرب ملاك…
وكتير نستخبى منها.

كنت بسمعه وأنا أحسّ
إن قلبي نفسه بيتكمش جوّا صدري.

وبعدين قال الجملة
اللي خلت ضهري يقشعر:
__لحد ما جه اليوم
اللي قلب حياتي.

قال وهو بيبلع ريقه:
__ملاك عملت مشكله صغيرة…
وواحدة زعقت مع أمي بسببها.
رجعت البيت…
وهي نار.
مسكت ملاك…
وبدأت تضربها
بعنف ....
وأنا…
كنت بحاول أبعدها.
كنت بصرخ…
وبشدّ في إيدها…
بس كانت بتزقني بعيد،
وكأني مش ابنها.

صوته اتكسر
لدرجة إن دموعه نزلت
من غير ما يحس.

__لحد ما لقيتها…
ماسكة رقبة ملاك.
وبتخنقها.

أنا لاقيت دموعي نازلة
من غير ما أقدر أوقفها.

كمل وهو شبه يهمس:
__كنت طفل…
مقدرتش أنقذها.
مقدرتش أعمل حاجه!
وملاك…
سكنت بين إيدينها
وماتت!.

حط إيده على وشه
وكأن الذكرى بتلسعه.

سألته وأنا صوتي بيرتعش:
__طب… باباك؟

هز راسه:
__مات من زمان.
وأمي…
بعد ما العملة حصلت،
خافت.
مش زعلت…
خافت تتحبس.
لبستني التهمة.
قالت للناس إني خنقتها.
وأنا…
انا كنت طفل.
محدش صدّقني.

شهقت من الصدمة،
وهو كمل:
__اتحبست.
اترمّيت ف الأحداث…
لأني كنت تحت السن.
خرجت…
وكملت حياتي عند جدتي
لحد ما ماتت هي كمان.

رفع عينه وبصلي بصراحه نضيفه:
__والله يا نور…
أنا مقتلتش أختي.
ولا يمكن أعملها."

مسحت دموعي بسرعة
وقولت بصوت مهزوز:
__مصدقاك…
والله العظيم مصدقاك يا يوسف.

بس كملت بغصه:
__بس زي ما انت شايف…
أدهم رجع.
وهو مش هيسمح حد يلمس شعرة مني.
جوازنا مالوش لازمة دلوقتي.
انت لازم تكمل حياتك…
وأنا كمان.

وكنت بقول الجملة دي
وقلبي…
بيبكي بصمت.

يتبععع


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة