
بقلم ملك سعيد
___________________
وصلت سارة بسيارتها أمام العمارة السكنية الموجود بها شقة عائلة رحيم
الذين توفوا بحادث سير منذ عامين تقريبًا
فهي كانت تعلم بوجوده بهذا المنزل فكيف سيعود لمنزله الذي قتل به اختها .
نظرت للسكينة الموضوعة بالكرسي المجاور لها فمدت يدها و امسكتها بكل إصرار على قتل رحيم وأخذ حق اختها منه فتحت باب سيارتها و اتجهت لداخل العمارة السكنية في طريقها لشقة رحيم .
ركضت على السلم وهي ممسكة بالسكين تتذكر مكالمتها مع اختها والتي كانت آخر مكالمة لهما معًا
حين اخبرتها بشجارها مع رحيم وشكه بها وتهديده لها بالقتل نزلت دموعها قهرًا على فقدان اختها
وإزداد كرهها تجاه رحيم .
وصلت أمام باب شقته رفعت يدها و أخذت تطرق على الباب بعنف عدة طرقات متتالية ، بالحق كانت مزعجة .
.........
بالداخل يجلس رحيم بغرفته واضعًا رأسه بين كفيه وهو يفكر كيف سيثبت برائته أمام الجميع ، وخاصًة هي من سرقت قلبه ، من بدأت الحكاية بزيارته لمنزلها بغرض الزواج منها لكنه تورط وتزوج اختها .
سمع صوت طرقات عنيفة على الباب
فرفع رأسه من بين كفيه وبداخله يتسائل عن هوية الطارق فمن الذي يعلم بوجوده هنا؟؟
لا يتذكر انه أخبر أحدًا بذلك .
خرج من غرفته بخطوات ثقيلة متعبه حتي وصل أمام الباب فمد يده وفتحه بهدوء .
ولم يشعر إلا بإندفاع الباب بعنف تجاهه ، من قِبل
سارة تراجع جسده للوراء عند اندفاع سارة ناحيته
موجهه سكينتها ناحية معدته ، لكنه تدارك الأمر وامسك بالسكين ضاغطًا عليه بكل قوته حتي سالت الدماء من يده .
وبيده الثانية امسك ذراع سارة بقوة وجذبها بعيدًا عن الباب حتي اغلقه بقوة بإحدي قدميه .
ابعدت سالي يده بعنف صارخة بوجهه قائلة:
" ابــعــد عني يا حيوان ، إنت إنت إزاي واقف بكل برود كده ولا كإنك قتلت سالي!! ، للدرجة دي كنت بتكرهها طب يا سيدي كنت طلقتها بدل ما تقتلها إنت حيوان قاتل زباله وأنا مش هسمحلك تعيش حياتك بحرية ، ولو القانون من هيجيب حق سالي فأنا اللي هجيبه منك "
كان رحيم يتابع كل اتهاماتها له بحزن شديد ورؤيته لحالتها تلك قطعت نياط قلبه
رمى السكين التي ما زالت بيده وحاول التقرب منه لكنها انتفضت بعيدة عنه تناظره بكل كره وحقد شديد .
فإبتسم لها رحيم بوجع قائلًا:
" عارف انك كارهاني لإنك مفكرة اني قتلت سالي بس صدقيني أنا مليش دخل بالجريمة دي أنا مظلوم "
ردت سارة عليه قائلة بسخرية:
" بطل تمثل دور البرئ لإنه مش لايق عليك ،
الحاجة الوحيدة اللي بجد عايزة اعرفها ، ليه قتلتها معقول شكك فيها يوصل بيك انك تقتلها
مش دي اللي كنت بتموت فيها ؟؟ ، ولما جيت تتقدم ليها قولت لبابا انك بتحبها من اول مرة شوفتها فيها
معقول ده حبك ليها فين حبك ده فــيــن؟؟ "
انهت حديثها بصراخ حطم آخر ذرة ثبات كان يتبعها
فأغمض عينيه قائلًا بهمس مواجهًا إياها بمشاعره المخفية:
" الحب اللي كنت بتكلم عنه في اليوم ده مكنش لسالي"
صمت للحظات ناظرًا لسارة التي كانت تتابع حديثه
بدموع سائلة على خديها فسألته بدهشة :
" قصدك إيه بكلامك ده ؟؟ لو إنت مبتحبش سالي اومال بتحب مين؟!
اجابها رحيم قائلًا:
" بحبك "
_________________
اقترب منها بخطوات بطيئة مخيفة وهو يطالعها بشر
لا يعلم لماذا يتصرف هذه التصرفات
لكنه لأول مرة بحياته يشعر بما يشعر به الآن مشاعر، غيرة ، خوف ، وغضب ، لا يستطيع التحكم بهم .
وقف قبالتها يتابع نظراتها الخائفة منه قائلًا بحدة:
" رفضي لجوازك منه مش حبًا فيكي ، بس للأسف دي قضيتي وأنا اللي هخلصها وهرجعلك عيلتك وهقبض على الخاطف لإنه واجبي ، علشان كده مستحيل اخليكي تتدخلي في الموضوع ده فهمتي؟! "
طالعته بخوف من حدة حديثه معها لكنها إدعت القوة قائلة بعناد:
" لا مفهمتش أنا بإيديا انقذ اهلي فإيه المانع اني اتجوزه؟! "
لم يستطيع إياد التحكم في عصبيته النابعة من غيرته الشديدة فأمسك يدها مقربًا إياها منه .
وسط صدمتها بفعلته قائلًا لها بعناد أكبر:
" مهما تحاولي تبرريلي موقفك مش هسمحلك تتجوزيه وده آخر كلام عندي "
حاولت لين إفلات يدها القابعة بين كفيه بعناد وعندما فشلت محاولاتها طالعته قائلة برفض لحديثه:
" القرار قراري أنا وأنا وافقت على عرضه ، إنت مش هتخاف على عيلتي أكتر مني فبعد اذنك متتدخلش بالموضوع ده وخليني انقذ عيلتي منه "
امسكها إياد من خصرها مقربًا إياها منه أكثر قائلًا لها بحسم:
" يعني مش هتسمعي مني و هتعاندي؟! "
اجابته لين بعناد:
" ايوا "
ابتسم إياد ابتسامة غامضة ثم مال بجانب اذنها قائلًا لها بلهجة حادة لا تقبل النقاش:
" وأنا هختصر الطريق و هتجوزك "
لم تكاد تستوعب حديثه حتي ابتعد عنها إياد ، ممسكًا بيدها بقوة خارجًا من المنزل بأكمله ، جاذبًا إياها خلفه
وهي تطالعه بصدمة تحاول استيعاب ما قاله للتو .
________________
وصلت سيارة جواد اولًا امام العمارة التي يسكن بها رحيم أي شقة والده
فأوقف سيارته ونظر لمرأة السيارة وهو يري سيارة المدعوة ريم تلاحقه بسرعة كبيرة ، حتي وقفت خلفه بعنف ، فإبتسم باستمتاع لإنه يعلم كم هي الآن غاضبة وبالتأكيد تسب فيه وكم يستمتع برؤيتها بهذه الحالة .
ترجل من سيارته بغرور نظرًا لوصوله قبل ريم
وهي كذلك ترجلت من السيارة لكن بشعور مختلف وهو الغيظ لأن الغبي وصل قبلها .
وقف كلا منهم قبالة بعضهم
وكان جواد يطالعها بفخر لوصوله قبلها وبالتأكيد تعلو ملامح وجهه الاستمتاع الشديد لرؤيته غيظها الواضح وهي تطالعه بأعين ضيقة بالكاد تراه امامها .
فإبتسم لحالتها قائلًا:
" مبحبش اشوف نفسي كتير ومن كتر تواضعي هقولك أنا اللي وصلت قبلك ودي عيبة في حقك يا أشطر محامية فيكي يا مصر "
تأففت ريم من حديثه الساخر قائلة له بتبرير:
" على فكرة أنا اللي سمحتلك توصل قبلي وده طبعًا من طيبة قلبي اللي مرضيش يكسر بخاطرك مش أكتر "
ضحك جواد على تبريرها السخيف من وجهه نظره قائلًا لها بسخرية :
" الله يجبر بخاطرك بجد مكنتش اعرف إيه اللي هيحصل فيا لو متنازلتيش وخليتيني اوصل قبلك "
قلبت ريم عيونها بملل من سخريته
لكن فجأة جاءتها فكرة ، فإرتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيها قائلة له بتحدي سخيف لا يليق بسنها :
" وأنا مش هقبل بالخسارة دي فأنا بتحداك انك توصل قبلي لشقة رحيم "
أنهت حديثها راكضة بسرعة كبيرة داخل العمارة السكنية لكي تربح بالتحدي السخيف خاصتها
تحت نظرات جواد المبهمة فهو لم يكاد يفهم حديثها حتي رأها تركض أمامه مثل الخرفان
وقتها استوعب قصدها بهذا التحدي فضرب كفيه
ببعضهما قائلا بيأس من هذه المجنونة التي ظهرت بحياته فجأة:
" بتعامل مع بنت اختي أنا !! ، ربنا يهديكي يا أشطر محامية فيكي يا مصر والله مش عارف إزاي واحدة هبلة زيك بقت محامية أكيد واسطة "
انهي حديثه مبتسمًا بسخرية
ولحق بها بخطوات متزنة معاكسة تماما لركض هذه المجنونة لكي تربح التحدي الذي لم يشارك به قط .
_______________
اتسعت عيناها بصدمة مما سمعت
فها هو يعترف أمامها بحبه لها!! كيف ومتي وأين
حدث ذلك فهي أول مرة رأته بها عندما جاء لخطبة سالي فكيف يقول ذلك؟؟ .
تفهم رحيم حيرتها و صدمتها مما سمعت فتنهد قائلًا :
" عارف إن الموضوع مش سهل عليكي انك تستوعبيه
بس صدقيني اليوم اللي كنت جاي اتقدم فيه مكنتش جاي لسالي كنت جاي ليكي إنتِ
بس للأسف حصل سوء تفاهم يومها وأهلك فكروني جاي اتقدم لسالي وللأسف مقدرتش أتراجع عن خطبتها
واكسر قلبها ولا قلب عيلتك واضطريت اكمل في سوء التفاهم ده مع اني من جوا كنت موجوع كل ما بشوفك قدامي بحس بعجز اني مش قادر اكون معاكي ولا اني اتجوزك وده اللي حصل "
عندما انهي حديثه طالعها بنظرات تشع حبًا و شوقًا لها
وهي كانت في حالة لا يرثي لها فما سمعته ليس بالهين فها هو زوج اختها يعترف أمامها انه يحبها وأن زواجه من سالي لم يكن إلا سوء تفاهم اضطر لتكملته حتي لا يكسر بقلب اختها ولا بعائلتها .
نظرت له بتوهان فرأت لمعه غريبة بعيناه دائمًا كانت تراها لكن وقتها لم تكن تعلم معني هذه اللمعه ، لكن الآن فهمت ان هذه اللمعه ليست إلا حبًا مدفون .
شعرت أنها لا تستطيع مواجهته في الوقت الحالي يكفي كمية الصدمات التي اتخذتها بحديثه معها
فلم تشعر بنفسها إلا وهي تتجه ناحية الباب وتفتحه بعنف وتخرج منه بخطوات سريعة كإنها تهرب من شبحًا يطاردها
تحت انظار رحيم المتألم لأجلها ولأجل قلبه الذي ينزف بحبها .
________________
اصطدمت ريم أثناء ركضها على السلم بسارة حتي كادت أن تفقد توازنها وتسقط لكن لحقها جسد جواد الذي وقف خلفها مانعًا إياها من السقوط .
فأصبح ظهرها مقابل لصدره العريض ، فإلتفتت برأسها إليه فتلاقت أعينهم لمدة لا بأس بها
حتي انهم لم يشعروا بركض الفتاة بجانبهم فيكفي ما يشعروا به من تشتت .
فاق جواد من حالته المزرية تلك وابعد عيونه عن عينا ريم الغارقة بهما ، لكنه لا ينكر انه ايضًا كان غارقًا بعيناها العسلية التي جذبته إليها .
بإبعاد جواد عيونه عنها استفاقت ريم من شرودها بعيونه فإعتدلت بوقفتها بسرعة ورفعت يديها تعدل من خصلات شعرها في محاولة منها لإخفاء خجلها و توترها الذي لاحظه جواد وكان مستمتعًا به بالفعل .
شعرت ريم بنظراته فتحركت بسرعة كبيرة وهي تركض للأعلي هربًا من نظراته المتفحصة لها
ولحقها جواد وهو يبتسم على خجلها الذي كان له تأثير كبير على تسارع نبضات قلبه .
وأخيرًا وصلوا أمام شقة رحيم فوجدوا أن بابها مفتوح فنظروا لبعضهم بقلق كادت ريم أن تخطو للداخل حتي منعتها يد جواد الذي بسطها أمامها مانعًا إياها من الدخول حرصًا عليها من المجهول .
نظرت له ريم بدهشة حتي تفهم غرضها من نظرتها تلك فأجابها بهمس:
" خليكي إنتِ هنا وأنا هدخل الأول
اطمن إن مفيش حاجة غلط بتحصل جوا وبعدين هقولك ادخلي "
لم تفهم ريم معني حديثه فأماءت رأسها بموافقة
تراجعت للخلف ببطء ومدت يدها بإشارة منها لدخوله
وبالفعل دخل جواد وبحث بأعينه بأرجاء الصالة حتي وجد رحيم يجلس على إحدى الارائك ويده تنزف بشدة .
إقترب منه بخطوات سريعة قائلًا له بتساؤل قلق:
" رحيم إنت كويس؟؟ وإيه اللي حصل لإيدك؟! "
نظر له رحيم بتعب ولم يكاد يجيبه حتي دخلت ريم وهي تنظر له بفضول بعدما سمعت سؤال جواد له من الخارج فنظرت له بقلق وأعادت سؤاله عن سبب حالته من جديد حتي قص عليهم ما حدث .
فتذكروا الفتاة التي اصطدمت بها ريم
فعلموا أنها من فعلت ذلك
جلست ريم وبجانبها جواد وبدأوا بإخباره عن ما توصلوا إليه في القضية وسألوه عن هوية ذلك الحبيب الغامض فأجابهم رحيم بكل اسألتهم ولم يخفي عنهم أي شئ .
__________________
تقف أمامه تطالعه بخوف وهو يضع مسدسه أعلي رأسها مهددًا إياها لكي توقع على أوراق زواجهم
كان إياد ينظر لها نظرات حادة أجاد اصطناعها بالفعل
فهو اضطر للزواج منها لأجل القضية او هذا ما اقنع به نفسه .
شعر بالملل من صمتها فقال لها بأمر وتهديد:
" يلا وقعي وبلاش تضيعي وقت لإني مش هسيبك تخرجي من هنا إلا وإنتِ موقعة على الورق "
انهي حديثه وهو يضغط بسلاحه أعلي رأسها فأغمضت لين عيونها بخوف وأماءت برأسها بضعف قائلة:
" خلاص هوقع والله بس ابعد السلاح عني "
ابعد إياد السلاح عن رأسها وبالفعل قامت لين بالتوقيع على وثيقة زواجها من المدعو إياد ، وهكذا أصبحت لين زوجة إياد قانونيا .
يتبع.......
_________________