
بقلم ملك سعيد
____________________
تصنم إياد مما سمعه للتو
فالمجهول كل هدفه هو زواجه من لين
خطفه لعائلتها ليس سوي وسيلة إجبارها على الزواج
لكنه لم ولن يسمح لها بتقديم هذه التضحية
استرد عقله قائلًا بهدوء منافي لما في داخله من
اضطرابات وغضب بعد سماعه طلب الخاطف :
" وإنت طبعا رفضتي مش كده؟! "
اجابته لين بعدما ابتلعت ريقها بصعوبة:
" لاء وافقت "
امسكها إياد بقوة من يدها مدخلًا إياها لداخل المنزل
مغلق الباب خلفه بقوة وهو يصيح بوجهها بغضب شديد:
" إزااي توافقي إنتِ اتجننتي عايزة تتجوزي واحد خاطف عيلتك وتدمري حياتك بالسهولة دي "
لمعت عينا لين بالدموع قائلة بضعف:
" معنديش حل لو موافقتش هيأذي اهلي "
تركها إياد مبتعدًا عنها بغضب لكي لا يأذيها
قائلًا بنبرة حادة لا تقبل النقاش:
" بس أنا مش هسمحلك تتجوزيه ولو على موتي "
رفعت لين انظارها له تناظره باستغراب بسبب غضبه وصراخه عليها بل و رفضه لزواجها من الخاطف
قائلة بقوة مصطنعة:
" وإنت مين علشان متسمحليش اني اتجوزه؟! "
________________
تقف أمام اللوح الأبيض الذي يسمي السبورة
وتكتب بقلمها بسرعة عليه وهي تدون كل ما وصلت له بتفكيرها في القضية ، حتي توقفت عن الكتابة .
وهي تقول بتفكير:
" دلوقتي سالي اتقتلت واختها متهمه رحيم بقتلها ورحيم الغلبان اتهموه بقتلها وشال الليلة ، بس أكيد في حاجة مخفية والقاتل أكيد كان ليه علاقة بسالي وحصلت بينهم مشكلة أو كان في بينهم عداوة مسبقة ، بس هيكون مين يا تري؟! "
وقفت تتذكر حديثها مع ذلك المغرور عندما اخبرها بما قالته سارة له .
عن الصدام الذي حدث بين سالي و رحيم بسبب شكه بها أنها ما زالت على علاقة بحبيبها السابق
لذلك اتهمته سارة بقتل شقيقتها حسب قول سالي له انه هددها بقتلها .
حاولت جمع أفكارها حتي وصلت لنقطة معينة من القصة وهو حبيبها السابق
لماذا فُتح آمر علاقته بسالي بهذا الوقت تحديدًا فبالتأكيد حدث شئ جعل رحيم يشك بأن سالي ما زالت على علاقة بحبيبها السابق .
بعد تفكيرها بالقضية وصلت لنتيجة معينة
وهو أن القاتل من المحتمل أن يكون الحبيب السابق لسالي .
عندما وصلت لهذه النقطة صرخت بأعلي صوتها بحماس قائلة بفخر:
" الله عليا بجد يخربيت ذكائي الخارق ، أكيد القاتل هو حبيب سالي مفيش غيره
ودلوقتي بقي لازم اروح للمغرور واقوله على آخر مستجداتي في القضية ، و اشوف نفسي عليه وبعدها اروح لرحيم واعرف منه إيه سبب شكه بسالي ومين هو حبيبها ده وبعدها ابدأ
اتقمص دور المحقق كونان واحل القضية
وأثبت للضابط المغرور انه غبي ، وأنا اذكي منه لما الاقي المجرم الحقيقي برافو عليا بجد "
___________________
الحزن كان مخيم على منزل عائلة سالي
حيث بغرفة والديها كانت والدتها تجلس ارضًا ممسكة بصورة ابنتها ، وهي محتضنه اختها سارة
وتذرف دموعها بحرقة على فقدان صغيرتها .
ويجلس والدها على الاريكة مخفي وجهه بين كفيه بحزن يتذكر ابنته الغالية وكيف كان صوت ضحكاتها يملئ المنزل قبل زواجها من المدعو رحيم قاتل ابنته
وهذا ما يظن .
إما بالغرفة المجاورة وهي غرفة سارة
كانت تجلس على السرير ضامة جسدها وتذرف دموعها بشرود تتذكر اختها وصديقتها المقربة
لم تستوعب كيف و متي فقدتها
هل انتهي عمرها في الحياة ولم تستطيع رؤيتها بعد!! الآن وكل هذا بسبب رحيم الذي تسبب في موت اختها
ولن ولم تسامحه ابدًا واخذت قرارها بأنها ستأخذ حق اختها منه بيديها او بالقانون .
تذكرت عندما آتاها اتصالًا يخبرونها به عن خروج رحيم من السجن لعدم وجود أدلة تثبت التهمة عليه
وهذا ما جعلها تغضب و تجن كيف له أن يعيش بحرية بعدما سلب منها أختها .
حركت رأسها يمينًا ويسارًا برفض لفكرة حريته ووقفت بسرعة أزالت دموعها بقوة قائلة بشر:
" لو كان القانون مش هيجيب حقك يا سالي أنا هجيبه "
انهت حديثها ثم خرجت من غرفتها
اتجهت للمطبخ واخذت تدور به تبحث عن غرضها حتي رأته امامها وهي السكين فإتجهت ناحيتها بسرعة ممسكة إياها بقوة
وخرجت من المنزل بسرعة كبيرة وركبت سيارتها
متجهة إلى وجهتها .
_________________
عاد كل من غيث و مروان إلى قصر القاضي
بعدما أنهوا اجتماعهم مع المسمية غرام المغرورة
مثلما لقبها مروان عندما رأها ، ثم صعد كلاهم لغرفته الخاصة
" غرفة مروان "
عندما دلف للغرفة اتجه إلى سريره بتعب ونام عليه
ووضع ذراعيه تحت رأسه وظل يفكر في المغرورة
غرام قائلًا بتذمر:
" البنت دي مش عارف شايفة نفسها على إيه؟؟ محسساني انها المحقق كونان
وهي آخرها سكوبي دو بس والله وما ليها عليا حلفان لكون موريها اني اقوي منها واعرفها أنها ولا تسوي حاجة ست سكوبي دو "
............
" غرفة غيث "
عندما دلف لغرفته اخرج ملابسه البيتية
ودلف إلى الحمام الملحق بغرفته واخذ شاور سريع
وخرج بعد عدة دقائق قليلة
وهو ممسك بمنشفة يجفف بها خصلات شعره المبلل
القي المنشفة على السرير بإهمال ووقف أمام المرآة وهو
يتأمل وجهه ثم هتف بإعجاب واضح:
" إيه الجمال ده يخربيتي بجد وأنا بقول الايام اللي فاتت مكنتش تمام ليه أكيد محسود ما هو مش معقول واحد بكل الجمال ده و ميتحسدش "
جاءه صوت من خلفه يقول بسخرية:
" ده اللي إنت فالح فيه شاطر بس تقف قدام مرايتك وتشكر في جمالك للصبح جايب الغرور ده منين؟! "
استدار غيث ف رأى والده يقف خلفه يشمله بنظرات ساخرة ، فتحدث بغرور مصطنع:
" مش جايبه من برا يا والدي الغرور ده شئ اساسي في العيلة وأنا و جواد ورثناه منك "
طالعه والده ببرود واتجه ناحية الاريكة الموضوعة بآخر الغرفة وجلس عليها .
وحاول رسم ابتسامة لطيفة قائلًا لغيث الذي يتابعه بصمت :
" تعالي يا غيوث اقعد جنبي يا حبيب ابوك "
رفع غيث حاجبيه بصدمة مما سمع ، والده يحدثه بلطافة معاكسه لطريقته بالحديث معه منذ دقائق
فإقترب منه ببطء يفكر لماذا يعامله بحب
ولطافة جلس بجانب والده على الاريكة ونظر له .
كاد أن يتحدث معه فقاطعه والده قائلًا:
" بكل احترام تقولي اخوك مفيش بنت كده ولا كده في حياته؟! "
حدقه غيث بغيظ شديد فهو كاد يصدق أن والده بالفعل عامله بلطف لكنه وكالعادة لا يحدثه بهذا اللطف إلا إذا اراد الاستفسار منه على شئ يخص جواد
فرد عليه بنبرة ساخرة :
" وأنا اللي فكرتك حنيت عليا أخيرًا وبطلت جحود "
صدم والده مما سمع هل هو أب جاحد لولده فلذة كبده و قرة عينيه؟؟ لكنه وبالفعل لا يهمه الأمر فاستكمل حديثه ببرود ولا كإنه سمع شئ:
" بص بقي لو مقولتش اللي عايز اسمعه هولع فيك اخلص و جاوب "
اجابه غيث بنفاذ صبر قائلًا:
" لا يا بابا مفيش في حياته حد ارتحت؟ "
نظر له والده مضيقًا بين حاجبيه بشك
ومن داخله متأكد أن جواد ليس من ذلك النوع من الشباب الذي له علاقات مع الفتيات ، لكن زوجته هي من اجبرته على المجئ لغيث وسؤاله للإطمئنان عليه .
وقف ببرود وخرج من الغرفة بدون أن يلقي كلمه لهذا الجالس يطالعه بغيظ ، حتي قال غيث لنفسه بسخرية :
" وعلى رأي انطوان مسعد خيرًا تفعل شرًا تلقي
بياخدوا المصلحة مني ويسيبوني ويمشوا ولا يعبروني
اخص على دي عيلة "
________________
كان جواد يفكر بحل لقضية قتل سالي وهل بالفعل رحيم برئ وإذا كان برئ فمن القاتل الحقيقي
قاطع شروده
فتح الباب بقوة بدون طرق فمن هذا قليل الاحترام الذي فتحه بدون استئذان فنظر ناحية الباب مقررًا
سب من فتحه ، فوجدها تلك الريم الغبية ، التي لا تعرف أساسيات الذوق و لا الرقي فكيف ستعرف وهي تربية شوارع مثلما قالت ، حقًا اقتنع أنها كذلك .
دلفت ريم بخطوات بطيئة واثقة وجلست على الكرسي أمام انظار جواد التي إذا كانت تقتل فصارت صريعة للأرض بدون شك .
تنهد جواد محاولًا تهدئة نفسه سائلًا إياها ببرود:
" إيه قلة الذوق دي إزاي تدخلي مكتبي من غير ما تخبطي؟؟ محدش علمك الذوق؟! "
اجابته ريم قائلة ببرود:
" لا مش أنا قولتلك اني تربية شوارع سيبك بقي من الموضوع ده وخلينا في موضوعنا "
ارتفع حاجبي جواد ، ثم سألها بدهشة :
" موضونا؟! "
اماءت رأسها وهي تجيبه بلسانها اللاذع:
" ايوا موضوعنا ، وياريت متقاطعنيش واخرس "
رمقها جواد بصدمة وكاد حقًا أن يقتلها لكنه لا يريد تقضية حياته بين قضبان السجن بسبب فتاة سخيفة،
فصمت وهو يفكر بطريقة لقتلها بدون أن يترك خلفه دليل .
بينما تابعت ريم قائلة:
" بص يا سيدي بعد تفكير ٥ دقايق من عقلي الذكي وصلت لحاجة مهمة جدًا في القضية قولي إيه؟! "
زفر جواد قائلًا بقلة حيلة:
" إيه؟! "
اعتدلت في جلستها مجيبة إياه بحماس:
" هقولك دلوقتي سارة اخت سالي قالتلك إن رحيم القاتل لإنه اتخانق مع سالي وهددها بالقتل لإنه شك أنها ما زالت على علاقة بحبيبها القديم مش كده؟! "
استمع لها جواد بتركيز فأجابها قائلًا:
" ايوا و بعدين؟! "
ردت ريم قائلة:
" وإنت روحت بكل غباء وقبضت على الغلبان رحيم ومفكرتش إن ممكن القاتل الحقيقي يكون حبيب سالي القديم اللي اتفتحت سيرته قبل قتلها بكام ساعة ليه ميكونش هو القاتل الحقيقي؟! "
اقتنع جواد بحديثها وفكر قليلًا بالأمر حتي قال:
" إزاي تاهت مني دي؟! "
ابتسمت ريم بثقة ثم هتفت بغرورها المعتاد :
" علشان تعرف أنا ليه واخدة لقب أفضل محامية فيكي يا مصر "
طالعها جواد بنفاذ صبر قائلًا:
" مش وقت غرور والنبي وخلينا في القضية "
تغاضت عن طريقته معها في الحديث واستمعت له بتركيز وهو يقول :
" دلوقتي حبيب سالي القديم بقي جزء مهم من القضية وعليه الشك كمان بس احنا منعرفش عنه أي حاجة ولازم نسأل رحيم عن سبب شكه في سالي وفتح موضوع حبيبها القديم من جديد ولازم نعرف عنوانه علشان نحط عليه مراقبه
ودلوقتي منقدرش نستني أكتر من كده أنا هروح لبيت رحيم واسأله عن الموضوع "
انهي حديثه ثم نهض بسرعة ملتقطًا هاتفه وسط نظرات ريم المغتاظة منه ، فقالت بضيق :
" على فكرة أنا اللي وصلتلك فكرة إن القاتل ممكن يكون حبيب سالي القديم فأنا اللي لازم اروح لرحيم واسأله مش إنت كوني محاميته "
ضرب جواد على مكتبه الخشبي بغيظ بكلا كفتيه وهو يميل بجسده قليلًا ناحية ريم قائلًا وهو يكز على أسنانه:
" بت إنتِ متعرفيش تخرسي ومتسمعنيش صوتك ابدًا وكمان حاجة إنتِ مجرد محامية عادية
إما أنا الضابط المسؤل عن القضية فأنا اللي هروح لرحيم وإنتِ على بيتك يا ماما "
انهي حديثه وخرج من مكتبه بسرعة متجهًا لسيارته
إما ريم فأخذت تتنفس بسرعة محاولة تهدئة نفسها ثم نهضت بسرعة قائلة:
" والله ما أنا سايباك في حالك ووريني هتمنعني اروح لرحيم إزاي؟! "
خرجت ريم بخطوات اشبه بالركض
حتي وصلت لسيارتها وركبتها وقادتها نحو منزل رحيم
حيث عندما اخذت منه رقم هاتفه اخذت عنوانه
للحاجة .
ولحقت سيارة جواد التي كان يقودها بسرعة كإنه يسابق الزمن لكي يصل قبلها .
يتبع........
____________________