
بقلم سلوي عوض
وفي الصعيد كان المعلم شحته قد وصل
شحته: استر يارب ده انا راس مالي كله ف المواشي.
عزيزه: سليمه إنشاءالله.
سنيه: الصراحه يا جوز اختي مافيش حاجه حصلت أن اتفجت مع الواد الكلاف يجولك كده عشان نسيبو العرسان ياخدو علي بعض.
عزيزه: اكيد ديه فكره ياسمين محدش غيرها بتاع مجالب.
ليضحك اسماعيل.
اسماعيل: والله بجيتي بتعملي مجالب ياسمين عدتك اياك.
شحته: يعني كل حاجه زينه؟
سنيه: اه والله زي الفل.
شحته: والله ماعايز اخش البيت ياسمين خدت روح البيت معاها.
عزيزه: اه عندك حج كت كل يوم بصحي علي صوتها العفش دلوك مين هيصحيني.
سنيه: ادعولها ربنا يرزجها بواد الحلال ويهدي سر ياسين وورده ويسعدهم.
شحته: طاب خشو معانا نريحو واخدينها صد رد وتعبنا جوي.
وهنا ينظر اسماعيل ليري عواد ليقترب منهم.
عواد وهو يحمل شنطه كبيره وفي يده رغيف حواوشي ويقطم منه: انتو سافرتو مصر وهربتو مني عشان متدونيش حاجتي اللي كت جاببها لبتكم المجنونه.
عزيزه: اخرس جطع لسانك سيد جشطه صح علي رءي عيالي غور علي بيتكم واحنا هنريجو ونشيعولك حاجتك علي المركوب الجديم.
عواد: شالله حتي ترموهالي علي الارض المهم امي عايزه الحاجه الحمدلله ربنا نجاني منكم نسب يعر.
سنيه: اسمع بجا والله اعند معاك ومخليكش تاخد حاجه انته اللي فلت الجوازه بس عشان احنا ولاد اصول هندولك حاجتك تعالي اخر النهار وانته أجل من فرده الجزمه وخد حاجتك وانته عامل زي عجل الزرايب كده.
عواد بخوف: حاضر.
ليدخلو الي المنزل.
وهنا يدخل عليهم مرسي.
سنيه: مرسي اخوي عاش مين شافك؟
عزيزه: خير انته كمان جاي عايز ايه؟
مرسي: عاجبكم عمايلكم ديه؟ اهو جوز بتي طلجها وخد منها العيال واتفضحنا ف البلد تحرمو عليا دنيا واخره انتو الاتنين.
عزيزه: خلاص جسم الأرض وادينا حجنا ومع الف سلامه يا شورتها.
شحته: عيب كده يا ام ياسين مهما كان اخوكي وف بيتك.
سنيه: له مش عيب يا جوز اختي هو طول عمره شوره مرته وكفايه اللي عملوه ف بتي وهو ولا حتي جالهم عيب تخربو عليها وكمان خلو بتي اتجنت ده يحمد ربنا اني مطبجتش ف زماره رجبايهم.
مرسي: خلصتو كلامكم طاب حدش ليه عندي حاجه ومطرح متحطو روسكم حطو رجليكم.
لتضحك عزيزه.
عزيزه: علي العموم المرحوم ابوي جبل مايموت كتب نصيبي ونصيب سنيه باسم عيالنا والعجود متسجله ف الشهر العجاري، احنا بس كنا سايبينك انته وولدك تاكلو عيش ومكناش بناخدو منك ولا مليم، لكن من هنا وجاي احنا لينا النص وانته النص وأرضنا هنزرعوها بمعرفتنا ياله مع السلامه شرفت.
ليخرج مرسي وهو يتوعدهم.
اسماعيل: مكانش ليه لازمه اللي عملتوه ده.
سنيه: ده صنف مياجبش غير بالدج علي نافوخه، ايه صعبان عليك وبتك مصعبتش عليك ف اللي كانت فيه؟ ده نحمدو ربنا ونحبو يدنا معدوله مجلوبه أن ربنا سترها وواد خالتها كتب عليها.
---
عزيزه: ولا كان زمانها محجوزه ف مشتشفي المجانين وسمعتنا بجيت ف التراب.
سنيه: اختي كل كلامها صح.
ونذهب الي ياسمين.
ياسمين: الحمدلله الشجه بجيت عامله زي المحكمه والواد حامد هيجيب البدل والدلاب اتبطبج وبجي زي الفل.
(تضحك ضحكه شريره)
ياسمين: يبجا يوريني بجا الاستاذ ياسين هيشجينا ازاي. اسمعي يا بت يا ورده انا هشيع اشتريلك صبغه شعر لونها اصفر وكمان هجصلك جصه واكويلك شعرك، اه صح هننزلو نشترو طجمين تلاته عشان ياسين يتجن.
ورده: وايه عازته ده كله؟
ياسمين: اصلك حلوفه، ياسين لازم يشوفك بشكل جديد خالص ويتهبل عليكي.
(صوت رنين الهاتف)
ياسمين: اهو جاه علي السيره… ايوه يا اخوي؟
ياسين: انا هتاءخر كمان يومين، للاءسف القضيه صعبه اوي ولازم اشتغل عليها.
ياسمين: طاب متاجي وابجا سافر تاني عشان احنا خايفين نجعدو وحدينا.
ياسين: ليه يا اختي القطه هتاكلكم؟
ياسمين (بتمثيل): وحياتك يا اخوي احنا مرعوبين.
ياسين: خلاص جاي… جاتكم القرف، موراكمش غير وجع القلب… انا عارف ايه اللي بلاني بيكم… ياله الحمدلله علي كل حال.
(تغلق ياسمين الهاتف)
ورده: يخربيتك خلتيه ياجي ليه؟ مش جولتي هتعدليني وتوضبيني؟
ياسمين: تعرفي تخرصي؟ وخليني انا اتكتكلك.
ورده: حاضر، اعملي اللي تعمليه.
ياسمين: دلوك تجومي تعملي طبخه زينه.
ورده: هو ياسين بيحب ياكل ايه؟
ياسمين: بيعشج المكرونه بالصلصه وجار منيها بوفتيك.
ورده: دول سهلين جوي.
ياسمين: واهم حاجه السلطه، خيار كتير، جوطه جليله، واوعي تحطي فلفل… اخوي مبيحبش الحراج، اوعي يا ورده.
ورده: له خلاص خلاص مش هحط اي حاجه حراجه.
ياسمين: وانا هنادم علي ام فردوس عشان تنزل السجاد ونفرشو الشجه جبل اخوي مياجي.
ورده: ده لما ياجي ويشوف الشجه مش هيصدج أن الشجه بجيت زي الفل كده… والحمدلله البدل جات.
ياسمين: كده ميجدرش يفتح خشمه.
ورده: مجالك اتكلمي مصري.
ياسمين: اوك.
---
وبعد ساعتين يصل ياسين ليصعد الي شقته لينبهر بما رءي.
ياسمين: ايه رءيك يا اخوي؟ ترويجنا عجبك؟
ياسين (بقرف): ايوه كويس… انا جعان، عملتو اكل ولا قاعدين بس ترسمو ف خطط؟
ياسمين: ورده طبخت مكرونه وبوفتيك وسلطه.
ياسين: هاتو الطفح خليني اطفح عشان اخلص القضيه اللي معايا ديه.
ورده: حاضر.
(تغرف له الطعام)
ياسين: ايه ده؟ الاكل طعمه زي الزفت! ايه الملح ده كله؟ شيلو الاكل ده! وانتي ياست ورده اعملي فنجان قهوه ساده.
ورده: بس انته مكلتش؟
ياسين: قولت اعملي قهوه وبعدين اكل! ايه؟ حتي شويت مكرونه مش فالحه فيهم وعايزه تتجوزي؟
(تشعر ورده بالحزن وتبكي في المطبخ)
ياسمين: بتبكي ليه؟
ورده: مش شايفه اخوكي؟ كل شويه يحرجلي دمي… انا وكلي عفش.
ياسمين: أصله حمار مبيفهمش والله… وكلك زي العسل، بس هو اللي ابخر وفاكر نفسه بيربينا… وحياه امي لاربيك يا ياسين واعرفك مجامك.
ورده: انا هدخله الجهوه وهخش انام.
ياسمين: هاتي انا ادخلهاله.
(تدخل ياسمين غرفه أخيها وتراه نائماً)
ياسمين: احسن… نوم الظالم عباده.
(تضع القهوه وترى ملف القضيه)
ياسمين: صبرك عليا… ايه ده؟ ديه المرافعه بتاعت الجضيه.
(تأخذ ورقتين وتذهب لغرفه سيف)
ياسمين: ايه يا ظابط يا جمر؟ انته يا واد امك كانت بتوكلك ايه؟ عسل نحل؟ يخربيت عضلاتك… ولا الشحات مبروك ياواد يا تجيل.
أما ورده فكانت تبكي في غرفتها.
ورده: انا ايه اللي عملته ف نفسي ده؟ ياسين مش طايج يبص ف وشي… ياريتني اتجوزت عواد وكانت تبجا جوازه والسلام… احسن من الذل اللي انا فيه ده… انا مش عارفه هو بيكرهني كده ليه؟ مع اني والله بحبه جوي… ده انا حتي بعشجه عشج… ليه كده يا واد خالتي؟
(تغفو ورده على السرير)
ويمر الليل على الجميع.
---
وفي الساعه السابعه صباحاً يستيقظ ياسين
ياسين: ايه ده؟ انا نمت كل ده؟ اقوم اغسل وشي وأكمل المرافعه… وبعدين استحمي واتكل علي الله واسافر.
(بعد أن انتهي من غسيل وجهه وإكمال المرافعه)
ياسين: اخش استحمي… انا كده خلصت المرافعه… وانشاء الله اجيب البراءه للمتهم… وأبقا افطر ف الطريق.
---
وبعد أن دخل ياسين لياءخذ حمامه دخلت ياسمين غرفته ودست الاوراق في دوسيه القضيه لتعود الي غرفتها.
ثم يخرج ياسين ليرتدي ملابسه وباءخذ شنطته وينزل ثم يركب سيارته في طريقه الي الاسكندريه ليتقابل مع صديق له.
نبيل: صباح الخير ياسين.
ياسين: صباح النور.
نبيل: علي فين كده؟
ياسين: عندي قضيه ف اسكندريه.
نبيل: طاب خدني معاك ف سكتك عشان عندي شغل ف اسكندريه برده.
ياسين: تعالي اركب… اقله نونسني ف الطريق.
وبعد ساعتين يصل ياسين الي الاسكندريه ليتركه نبيل.
ياسين: انا رايح علي المحكمه عشان متاءخرش.
ليصل ياسين الي المحكمه ليساءل الحاجب.
ياسين: القضيه اللي انا بترافع فيها قدامها كتير؟
الحاجب: قدامك قضيتين بس… ايه، القاضي النهارده مبيحلش وبيدي احكام زي الزفت.
ياسين: لاء انا بقا عامل مرافعه زي الفل… هتخلي القاضي يدي المتهم براءه.
الحاجب: بس القاضي ده مبيخليش حد يترافع… بياخد هو المرافعه يقراها ويدي الحكم.
ياسين: احسن… ريحني من الصداع.
وبعد ساعه ياءتي دور مرافعه ياسين ليقدم الدوسيه الي القاضي ليقرء القاضي المرافعه الي اخر ورقه وهو مستغرب.
القاضي: الاستاذ ياسين شحته المحامي؟
ياسين: افندم؟
القاضي: حبس ٤٨ ساعه.
ياسين (بذهول): ليه سعادتك؟
القاضي: اسمع المرافعه اللي انته كاتبها ف الورقتين الاخرانين:
القاضي يقرأ من الورقة:
«اتنين كيلو بطاطس، واننين كيلو طماطم، وهات كليو لحمه تكون حمرا مافيش فيها ابيض ولا شغت احسن والله ارجعك بيها، والعيش تجيبه طري مش ناشف، وتجيب رز كياس مش رز سايب، والله ف الآخر شكلك خايب ومش هتعرف تجيب حاجه.
وانته يا عم القاضي ابقي خلي عندك دم وادي المتهم براءه. يعني هو كان عمل ايه؟ ايه يعني ضربله عشره خمستاشر واحد؟ ده يبقا بطل، تكرموه مش تحبسوه. خليك حلو وحياه امك واديله براءه، انته قاضي حلو وشطور وبتسمع الكلام.
اه وكمان متنساش تجيب اللبن للواد… الواد علي صرخه واحده. بطل ام البخل اللي فيك ده… ده انته حتي علي قلبك اد كده. وعلي الله تجيب الحاجه ناقصه… هرجعك بيها تاني.»
ياسين: مستحيل يا افندم… انا مكتبتش كده!
القاضي: لا يا استاذ… الخط نفس الخط… والورق طالع من الدوسيه بتاعك. انته عارف لو قاضي غيري كان اتقدم بطلب شطبك من النقابه… لكن انا هكتفي بحبسك يومين بس.
ياسين بحسره : مين اللي لعب ف ورج الجضيه (طبعا ياسين كل ما يتعصب بيرجع يتكلم صعيدي تاني)
ياسين: بس القاضي بيقول إن الخط نفس الخط بس والله الحركه ديه متطلع غير من الزفته
ياسمين: ياسين بعد اذنك يا عسكري هعمل مكالمه
العسكري: براحتك يا استاذ بس ف الانجاز عشان ادخلك القفص
ليتصل ياسين علي ياسمين
ياسين: انتي يا زفته ازاي تعملي اللي عملتيه ده الله يخربيتك وديتيني ف داهيه وخربتي بيتي القاضي اداني يومين حبس
ياسمين: ليه يعني
ياسين: عشان حضرتك لعبتي ف ورق القضيه
ياسمين: وانا العب ف ورجك ليه مالي انا
ياسين: وحياه امي يا ياسمين لما اجيلك مصر لاكتفك ف رجل السرير واخليكي زي الكلبه
ياسمين: هههه بس ايه رءيك ف المجلب ده عشان تتربي كده اتنين صفر يا سونه
ياسين: انا هتصل باءبوك ف البلد وافضحك
ياسمين: ياسلام واحلي مانشيت ف الجرنان حبس محامي مهمل ٤٨ ساعه ومحدش هيرضي يشغلك بعد كده وابجا لم ورج الجضايا وبيع فيه بطاطا وترمس
ياسين: لاء اوعي تعملي كده وحياه امك وابوكي
ياسمين: مش عايز تكتفني
ياسين: خلاص مش هعملك حاجه
ياسمين: اجيلك واجيبلك عيش وحلاوه يا جمالك ف الحبس يا سونه امك فالحه بس ولدي المحامي راح ولدي المحامي جاه تاجي تشوف وكستها ف ابنها المحامي
ياسين: اه يا بنت ال
ياسمين: سلام بجا اصلي اخويا المحامي الكبير محرج عليا اتكلم مع مساجين سلام يا مسجون
لتغلق ياسمين الهاتف في وجه أخيها وهيا تغني
بت يا ورده ورده عايزه ايه علي طول عامله دوشه
ياسمين: خدتلك بتارك من ياسين
ورده: عملتي ايه يا نصيبه
لتقص عليها ياسمين ما فعلته مع أخيها
ورده: يخربيتك ده لما ياجي هيطلع عينك
ياسمين: بس يا هبله ياله البسي عشان اخلي ام فردوس تودينا الكوافير وانتي شبه ام جردان كده
---
ورده: انا ام جردان يا ام اربعه وأربعين
ياسمين: انا ام التفانين خلاص خليكي عارفه لو انا مكان الواد ياسين اخوي كت ولعتلك ف شعرك المنكوش ده ولا وشك اللي شبه بوذ الجزمه
ورده: خلجه ربنا
ياسمين: له انا عمري معترضت علي خلجه ربنا بس في حاجه اسمها مشط أو فرشه نسرحو بيها شعرنا وفي كمان ماسكات نحطوها علي وشنا ايه اللي انتي حاطه ده
ورده: ده ماسك الحلبه
ياسمين: الله يخربيتك وبيت ناسك وانا اجول ايه الريحه العفشه ديه غوري اغسلي وشك
ياسمين: ومال شعرك بجي اكرت كده ليه مش كان شعرك ناعم
ورده: اصل حطيت عليه ماسك الجرجير
ياسمين: بجره وجاموسه الجرجير بينشف الشعر
ورده: ما علي جد علمي
ياسمين: طاب ياله يا اختي بشكلك اللي يطفش العفريت ده