
بقلم نور كرم
_عـــــــلـــــــــي!!
قالت بصدمه بينما عنيها تنساب بعبرات لم تعرف متي جاءت، ولكن كانت صدمتها أكبر...
أبتسم هو بحب فاتحًا ذراعيه علي أتسعهما قائلاً بنبّرة تحمل بين الحنين والشوق والألم... يختفي بين طياتها مزيجًا من المزاح:
- وحشتني يا مسكره!!
ولكن بلحظه كانت تركض إليه، تتعلق بعنقه كـ الغريق الذي وجده طوق لنجاة، أشتياقٌ جارف
دموعًا ليس لها نهايه، تنساب من عينيها بألم قبل الشوق.. حتي خرج صوتها منكسرًا بنحيبٍ يتقطع عليه نياطُ القلب:
- إنـ.... إنتَ كنت فين أنا كنت هموت مـ... ـن غيرك!؟
... مش قادره أصدق... إنك هنا مش قادره أصدق إنك عايش!!
ذادت من ضمتها على عنقُه، بينما قدمها تطوُّق بخصرُه تدفن وجهه به بعمق حتى، بللّت عبراتها رقبته وأضافت بصوتٍ واهنّ يهتز شوقً يملأه خوف الفقّد من جديد:
- إنتَ وحشتني أوي... ونبي خليك معايا
لو أنا في حلّم ونبي متسبني تاني خدني معاك يا "علي"!
_هشششش إهدي يا قلب علي أنــا جنبك خلاص معاكِ أهو!!
همس بهدوء مشتاق، عكس نيران الشوق والألم داخل صدره قلبُه يَتمزق عليها... يتقطع على تلك الدموع العينه بمقتليها!!.. كان يمسّد علي خصلاتها بحنوً شديد، وكأنه يخبرها بأن لا داعى للخوف فأنا هنا بجانبك... أنا" علي"
الآن وبعد كل ذاك الفراق... بعد الألم والعذاب والخوف أنا بين ذراعيكِ لا تخافي يا حبيبتي "!
أنزلها برفق بينما ذراعيها مزالت تحاوطه بخوفٍ شديد، شفتيها ترتجف وتلهث بكلامات تحمّد بها ربها الف مرة على عودته..!
أبتعدت أنش، عينها تمسح وجهه بخوف وكأنها بحلم وكأنه تريد حفر صورته بعقلها كـ تُريح قلبها بأنه هنا الأن أمامك، شاهقةٌ قوه خرجت منها وهي ترفع أنامله، المترجفَّ تلامس وجهه بهدوء قاتل... من شدة أشتياقه للامستها لانت.. محياه معها... يغمض عينه بعمق علَّ ذاك الشئ يهدأ من ثُـران ذاك القلبُ بين أضلعه ولو لـ قليل....!!
_ وحشتني يا مجنونتي، وحشتني أوي!!؟
همس بشوقً جارفّ، وهو يسند جبينُه على جبينها يستنشق أنفاسها بعمق وكانها أكسجينه الذي أغتاب عنه لأيام.... لأيام كانت أثقل عليه من الدّهر ، لوهلا ظَّن بأنه لن يرها مرةٌ آخرى...
ظن بأنه سيقتل، ولن يلقى عينيها من جديد!!
_ أنـ... أنـا كنت هموت من غير، أفتكرت إني مش هشوفك تاني يا علي... ليه غبـت عني كل ده!؟
ليه سبتني كل الموده دي أتعذب وإنتَ عايش!!
كانت تلقيه بعتابٍ حاد.. وصوتٍ مُنكسر، عينان لا تـكُف عن ذّرف عبرات الألم...!
لـ يخرج صوتـه محملاً بنفس النبَّرة ولكن يزداد عليها الأسف:
- أنا آسف... حقك علي عيني يا نور عيني من جوه!!
والله كان غصب عني... أنتِ عارفه إني ميبعدنيش عنك غير الموت وبس!!
_ بعد الشر عليك متجبش السيره دي تاني!!
قالت بغضب مستتر تحت نظرات الهفه والخوف بعينها، لـ يبتسم هو بحب وتعمقت عيناه بها لـ يقول:
- وحشتني... ووحشتني عيونك الحلوين!!
لانَّت نظراتها الغاضبه، وهي تحدقه بحبٍ أشتياقٌ خوفٍ وألم.... وردّت بهدوء:
- وإنتَ كمان وحشتني أوي، أكتر مما تتخيل يا "علي"!!
أبتسم بحب وكاد يقبّل شفتيها، لكن قطعاتهم تلك العجوز وهي تمرؤ بجانبهم وتوبخهم بغضب:
- الله معندكوش بيت تعملوا فيه المُحن ده.... عندنا أطفال في العماره!!!
صعدت الدرج تحت نظرات علي المندهشه، ونظرات هند المشتعله بالخجل... لـ يعود كلاً منهم يضحك علي الأخر... لكمته في كتفه بحده لطيفه، وقالت بعبوسها المعتاد:
_ هتفضل قليل الأدب... كده طنط" حكمت" تقول علينا إيـه
تأوه بضعف من كتفه، لـ يلكزها قي خدها الايمن قائلًا بعبوس:
- آه إيدي يا مُفتريه واخد فيها طلقه!!
_ هاااا!!
شهقت بخوفٍ وهي، تُربَّت عليه بحنو أضافت بحزن طفيف:
- حقَّك عليّ يا حبيبي... مكنتش أقصد والله!؟
عادت تقطب حاجبيها وهي تنهال عليه، بالاسئله المتتاليه، بنبّرة يحملها الخوف والدهشه:
_ هو إنتَ صح حصلك إيه!؟
هما خدوني في العربيه وسبوك إنتَ علي الارض...
مين أنقذك...؟ مين كان جنبك..؟ ومين خد باله منك يا علي!؟
وإزاي رجعت هنا... وإنتَ كنت في تركيا!!؟
_ إهدي... إهدي... إهدي... هحكيلك كل حاجه!
هتف بهدوء، قبل أن يتنهد بعمق وعاد قائلًا برتباك وعيناه تجول حوله:
_ أهم حاجـه.... نمشي من هنا عشان أنتِ وأنا أكيد مترقبين!
أتسعت عينيها بذُعر، وهي تمسك يده بين راحتيها قائله بخوف وهي تجره خلفها للأعلى:
_ أيوه صح... الزفت اللي أسمه "عاصم" ده حاطط رجاله قدام البيت... تعالي معايا بسرعه!!
دون إي مقدمات كان، يترجل معها الدرج بخطوات شبه راكضه... طرقت الباب بلهفه وهي تنظر له بحبٍ وأشتياق وتبتسم... بدلها بحب... لـ تفتح ولدتها الباب وتجحظ عينيها بذعر...
فتحت عباءتها بارتجافٍ خفيف، ونفثت فيها ثلاث مرّات وقد اتّسعت عيناها بدهشةٍ ممزوجةٍ بالخوف، وهي تتمتم بصوتٍ متهدّج:
_ سلامٌ قولًا من ربٍّ رحيم...!!
ده.... ده عـلي.... هو إنت مش مُوت!؟
_ بس يا ماما بعد الشر.... الحمد لله رجع بالسلامه وطلع عايش الحمد لله يا رب!
قالتها بنبّرة يملأها الامتنان للخالق وشكرًا لفضله العظيم،لـ يبدلها هو بحب، وعاد يهتف بهدوء:
_ المهم دلوقتي ندخل قبل محد من رجالة "عاصم" يخدو بالهم!
اسرعت وهرولت الي الداخل بلهفة وهي تجره خلفها....لـ تتسع عين الأخرى بتعجب ولكنها لم تجد حلاً غير أن تبتسم فأبنتها سعيده الآن... رمقت السماء بعينان دمعه وقالت بنبّرة شاكره:
- الحمد لله يا رب!
كانت تجلس بجانبه، تتسع عينها ما بين الحزن والغيرة القاتله...
وهي تسمعُهُ يقُص عليها ما حدث معه... طول فترة غيابه الشاقه علي كليهما!
كانت تلك "المرلين" هي من انقذته... وأخذت الحق بدلٍ عنها بأن تكون بجانبه بكل تلك المده وهي لا..؟!
مع كل كلمةٍ والأخرى كانت تبكي عينها وتتمسك بذراعه أكثر... وكانها تريد أن تخفّف عنه، وعن ما حدث معه!
ولكن مزل قلبها يشتعل، لكن ليس الوقت المناسب!
تنهد بعمق وهو يردف آخر كلماته قائلاً:
_ وبس كده... هي أنقذتني وفضلت جنبي لحد مقدارت أتعالج وارجع تاني.... لولها كانت الطلقه استقرت في جسمي ومـوت!!
بعد الشر عليك… ده أنا كنت هموت قبلك!
قالتها بلهفة مرتجفة، وكأن مجرد ذكر الحادث يعيد لها كل الرعب مرة آخرى..
قبل كفها برقة جعلتها تخجل وتبتسم في آنٍ واحد، تنهدت ولدتها بعمق وقالت:
_ مش مهم اي حصل دلوقتي المهم إنك رجعت بخير يابني!!
_ آه الحمد لله فعلاً.... والحمد لله إني قدرت ارجع مكنتش مصدق إني ممكن مشوفكيش تاني، كنت هحس بذنب وعد مقدارتش أوفيه...!
قال بهدوء وهو يطالع عينيها بعمق، لـ تتنفس هي الصعداء، وعادت تهتف بكل ثقه :
- كنت عارفه إنك مش هتسبني كده... وإنك راجع وإنّي هرجع اشوفك سواء هنا ولا في الجنة!
جذبها الي أحضانه... ولو علية لأدخلها بين أضلعه، لم يصبر عليها أكثر حيثُ همس بأذونه بنبّرة لعوبه ممزوجه بين الراغبه والأشتياق الجارف داخل قلبه:
_ هتفضلي حضنني... كده هتهوار... وأنتِ متعرفش أنتِ وحشاني قد إيه، فبلاش عشان مامتك باصه علينا!!
أبتسمت بخجل وهي ترمق عينه بشتياق، ولكنها لكمته في كتفه تقول بعبوس ممزوجٍ بالحياء:
_ بطل قلت أدب... مش كفايه اللي حصل فيك!!
_ آه إيدي... طول عمرك مفترية!
قال بتأوه خفيف ونبّرة مزحه، لـ تضحك هي بحب... ضحكه لم تعرف لها طريق منـذُ أن غابّ عن عيناها... صمت الكلام وعلت انفاسهم... فلم يبقى إلا نظارات عتاب خوف وأيضًا أشتياق كانت أعينهم تُعبر عما بداخلهم.
تدخلت ولدتها بأبتسامه ماكره وحمحمت بحرج قائله:
_ طب يا هند خودي جوزك يرتاح شويه.... عقبال محضرلكوا الغدا..
وبليل نشوف الموضيع دي!
أتسعت عين الأخرى بحرج، فقد فهمت ولدتها... رمقته بغضب خفيف لـ يبدالها هو بغمزةٌ لعوبه قائلاً بأمتنان:
_ والله أمك دي ست بتفهم!
يلا بقا خوديني عشان عايز أرتاح!
لكمته في كتفه بغضب وهي تقف من جانبه قائلة:
_ والله إنك قليل الأدب.... تعالي!!
ضحك برحابة صدر وهو يهرع خلفها، قائلًا بتوبيخٍ محب:
_ تعالي هنا يا مجنونه!!
دلفت الغرفة وهو خلفها، رتَّبت الفراش بهدوء واغلق هو الباب خلفه، بعينه نظرة ماكره وكانه لا ينّوي علي خيرًا أبدًا!
قبلته بعبوسٍ لطيف، لـ يقترب هو منها حاوط خديها بحنان وقبلها بحب... لـ يعود ويهمس أمام عينيها بنبّرة يحملها العتابّ الزائف :
_ بقا جوزك واخد طلقتين في كتفه... والتانيه في قلبه ودي تبقا مقّبلتك ليه بعد كل الغياب ده!؟
_ أسكت ونبي متفكرنيش أنا لحد دلوقتي مش عارفه أستوعب أن اللي انقذتك دي مرلين... الواحد مبقاش عارف يغير منها ولا يشكرها ولا يقتلك ويخلص!!
قالت غاضبة يشتعل بداخلها نيران الغيرة، لـ يبدالها هو بضحكة عاشقه وهمس من جديد أمام شفتيها الجميله قبل أن يقبلها بسطحيه جعلها تسترخي وترتبك:
_ وأهون عليـكِ تموتنـي!!
_ لاء...
ردت بندفاع، وعاد تكمل بتردد غاضب آثى تلك الغيره بداخلها:
_ آه... لاء آه أقدار أقتلك ولا واحده غيري تلمسك بس!!
_ بحبك!
قالها بعد أن قطاعها بقبلةٍ شغوفة سحبت انفسها، وأعادت روحها الاهثه لـ تبتسم من جديد... أبتسامه جميلة شقت سغرها بهدوء، أغمضت عينها بشوقٌ وهي تلذّذ بتلك القُبلة الكفيله بأن تسلب عقلها في لحظه، ذادت ضربات قلبها العَنيفه؛ وهي تشعُر بأناملُه التي تُحرار أول أزرار منيامتها بهدوء جعلها تموت شوقٌ لأحضانه...
أسرعت بتحريرها أيضًا... وقربته من صدرها لـ يدفن وجهه بها ويجعلها تتمتع بقربه القاتل أو القادر علي أحياءها بعد موتها!
_ وحشتني أوي... كنت هتجنن في بعدك، كنت بموت في الحظه مليون مرة وإنتَ بعيد عني!!
همست بها من بين لاهث أنفاسها المتلاحقة بضطرابً ممزوج بين العشق والشوق والراغبه!!
حملها بين ذراعيه في وهله، وهو يضعها فوق الفراش برفق، حتى بّات يعلوها... حاوطت عنقة بدلالها المعتاد لها بين أحضانُه، أخذت تطبع قبلاتٍ متتاليه علي كل أنشٍ بوجهه يُقبلها... أغمض عينه بعمق يتلذذ بكل طبعةٍ من شفتيها على خديه... جفينيه... وجانبي سغره...ابتسامه ماكره أحتلت محياه وهو يهبط بشفتيه الي مقدمة صدرها يقبلها بحنان... خصتًا تلك المنطقه التي يقبَّع فيه قلبها الحنون... وعاد يهمس أمام عينيها بحزن:
_ أنا آسف يا هند.... مكنش قصدي أبدًا أغيب عنك... ولا أعيشك الخوف ده لو كنت أعرف أنهم مش هيأذوكِ وكان هدفهم أنا من البدايه مكنتش عيشتك كل الخوف ده ولا سحبتك من إيديك علي طريق مجهول منعرفلهوش آخر!!
واضعت أناملها علي شفتيه تمنعه عن أكمال ما يقول، لـ يخرج صوتـها متهدّج بكثيرًا من المشاعر المضطربه:
_ أوعى تقول كده يا علي، ده طريقي معاك ده اللي خلاني أحبك وأبقا مراتك.... كان زماني دلوقتي مع إي حد تاني سواء "شريف" الزفت أو "عاصم" .. اللي كنت هصدق أنه بيحبني.... طريقي معاك عرفني الصح والغلط وعرفني مين البطل مين المجرم الحقيقي...
أبتسم بتساع علي ما تقول، فهي محقه لولا ذلك الطريق لما كانت بين أحضانه الأن... ولا باتت تعشقه مثلما يعشقها هو منذ سنة ويـ.... لا يتذكر ولكن قلبُه المسكين قد فرط بحبُه لأيامٍ كثيره!
قبَّل شفتيها برقه وهو يردّ بنبّرة مزحه:
_ أنما قوليلي يا بت يا هند أنتِ عقلتي كده أمتي!؟
ضحكت بحب، وهي تتعلق بعنقه قائلـه:
_ من لما عرفتك وأنا عقله وهبله وكمان مجنونه يا لولي!!
_لولي اممممم!!!
هتف بمكر، لـ يعود ويهمس أمام شفتيها:
_ خلي بالك لولي دي ممكن تخلني أعمل حاجات أنا هموت وأعملها!!!
رنت ضحكتها الرقيعه أرجاء الغرفه، لـ تتمايل عليه بدلال وهي تجذبه إليها بقوة، وهمست بجراءه:
_ طب متتهور... أحسن مش عارفه اقولك تهورك ده وحشني قد إيـه!!؟
_ العب... ده الملعب شكله هيولع!!
قال بنبّرة لعوبه وصوتٍ عالٍ، جعلها تضع أناملها علي شفتيه بحرج وهي تضحك قائله:
_ وطي صوتك ماما تسمعنا...!!
_ طب متسمعنا هي كده كده كانت فاهمنا اصلاً عشان كده قامت!!!
قال بكل بساطه، لـ تضجر وجنتيها بحمرة الخجل هامسه:
_ يلهوي.... أسكت دانا هموت من كسوفي!
_كسوف من إيه يا مسكره... دأنا جوزك حبيبك اللي كان بيموت في بعدك من كتر الشوق والآه!!!
ردّ بنبّرته المعتاده، ممزوجه بين الشوق والراغبه... بدلت ادورهم حتى بَّاتت تعلوه... حاوطة خصره بقدميها
لـ يعتدل هو مرجعًا جسده واتكئ علي الفراش من الخلف. مالت علي شفتيه تقبله بحنان شديد قبلات متفرقه متتاليه... وبين وحدةٌ وآخر تبتسم وتُبعر له عن مدىٰ عشقها الأصم له!
حاوط خصرها، وأنامله تسير بجراءه علي منحنياتها المهلكه بشيئًا من الشوق، وشيئًا الراغبه بأفتراسها ولكنه بالطبع حنون كـ عادته معها!
حرار خصلاتها وهو يقبض عليها بحنان يستنشقها بعمق وهمس بتوهان:
_ آه مش قادر أقولك... وحشتني ريحتك إزاي؟
كنت زي التايه من غيرها!
خلعت بلوزتها... ورمتها جانبًا وهي تميل عليه بجراءه تستنشق عبقُة الرجالي الذي باتَّت لا تحيا إلا إذا أستنشقته!
وهمست له بحب:
_ مش قادره اصدق إنك قدامي يا علي... حاسه إني بحلم
قرب مني... قولي إنك موجود، حسسني إنك مش هتسبني وإنك مش حلم وهصحى منه علي كبوس... المسني يا علي
كل حاجه منك وحشتني ريحتك لمستك حنيتك وكلامك عيونك قلبك... وضمتك لجروحي ديمًا في الوقت اللي بحس فيه أن خلاص هموت!!
قبّلت رقبتُه بحب قبلاتٍ متفرقه هادئه، جعلته يتلذذ بها ولو عليه ليبقى هكذه طيلت العمر ما بين قبلتها الشغوفة ولامستها الحنونه التي تنسيه كمّ عانّه ببعدها لليالي!
جذبها لاحضانه... يقبل كتفيها... رقبتها بشغف تركًا خلفه علامة الخاصه بشوقٌ جارف، يسحبها تدريجيًا الي عالم لا يجد به غيرهم فقط...
ذاك العالم الذي لا يبقى به إلا همسات عشقهم فقط...
سحبها أسفله... ومال علي صدرها يقبلها بعمق صاعدًا هابطٍ.. حتي أشتدت لمسته جراءه واشتد قبلته سخونه جعلها تأنّ بمتعه و جعلته يشتعل راغبه... بالفتاك بها
أمسكت رقبته تقربه منها بقوة ولو عليها لادخلته بين اضلعها للـتاكد من وجوده أكثر وأنه لن يفارقها مرةٌ آخرى...
كان غائبًا بها مثل المجنون الذي يتصارع؛
وبينما هي تأن بمتعه...وهو يتأوه برجولته مش شدة ما يشعر به من شوقً ولذه....
وبين قبلةٍ وآخرى... ولامسةٍ وآخرى
كان يعيد لها الحياة التي فرقتها.... أشتيقها طيلت أيام غيابه!
يحفر بقبلته ولامتسه علي جسدها أسمه وبصمات عشقه، التي لن تقبل بأن تكون لـ غيرُه أبدًا!!
• • • •
بعد مرور يومًا آخر..
مرت الأحداث بسلام... كانت تجلس بجانبه، تطعمه بحب وكأنه طفلها الصغير، تدلاله بحب وتطعمه بيدها... امتلئ جوفه بالطعام لـ يرمقها بتعجب قائلًا:
_ براحه يا مجنونة هتموتني!!
هفطس في إيديك!!
_ الف هنا وشفا علي قلبك يا حبيبي!!
قالتها بحب وهي تربّت فوق صدره بحنوٌ،لـ يبدالها هو بإبتسامه محببه الي قلبها قائلًا:
_ روحي أنتِ!!
كانت تتربصهم ولدتها التي تتفرق شفتيها بتعجب من حال أبنتها المجنونه، وقالت بصدمه يحملها خوفٍ بسيط:
_ براحه يا بنتي هو بطه بتظغتها... هتفطسي الواد...
ضحك عليًا، لـ ترمق هي ولدتها بعبوس حزين قائلة:
_ بس يا ماما كفايه إني مكنتش بشوفه كل الفتره دي... وخليت واحده غيري تاخود مكاني ...
وتهتم بيه واحده غيري!
_سيبها يا طنط متخفيش، وصراحه أنا كنت جعان اوي وهي شبعتني الحمد لله شبّعت!
قال بهدوء وهو يطالعها بحب، لـ تبتسم أمها بحنان وقالت برجاء من الخالق:
_ ربنا يخليكوا لبعض يبني ومشوفش فيكـوا حاجه واحشة أبدًا...
ثم تابعت بنظرات حزن بسيطه، وهي تضم راحتيها بحب تقبلها بحنو خرج صوتها متهدّج:
_ أصل إنتَ مشوفتش" هند" من غيرك كانت عامله إزاي!
_ متخفيش يا طنط... عمري مرجع اعيشها نفس الوجع تاني... وهند عارفني لما بوعد بوفي!
قال بحب، لـ تتنهد هي بعمق وكانها تمسّد من كلماته الدفء والقوة... واكتفت بأبتسامة خجوله... لـ يميل هو ويختطف قبلةٍ هادئه من وجنتها جعلتها تشتعل أكثر، من نظرات ولدتها وضحكتها الماكره وهي تفز من أمامهم قائله:
_ لاء دانا أسيبكم لوحدكم بقا!
رمقته بعبوس وقالت بغضب طفيف:
_ تاني إنتَ... مش بتبطل تكسفني كده؟!
عالت ضحكته بحب وهو يجذبها الي أحضانه بعمق مردفًا بحب ونبرة مشتاقه:
_ آه تعالي هنا..... وحشتني بجنانك وكسوفك وجرائتك ولسانك الطويل ده!!
تنست غضبها بلا تلاشه، مع الريح العابره وهي تضحك برحابه... على دغداغته الطيفه لها، كادت تبكي من شدة الضحك وهي ترجة بأن يبتعد قائله:
_ آه... ونبي ونبي ونبي خلاص يا لولي قلبك كبير.... كفايه هموت من الضحك..
_ قلب لولك أنتِ!!
قال بمشاغبة بعد أن سحبها لاحضانه واختطف قبلةٍ ساحره من شفتيها، أغمضت عينها عالت ضربات قلبها وانفاسها... كان ينظر لها بحب متلذذٍ بتلك القبلة التي جعلتها تغتاب عن العالم... أضجرة وجنتيّها بحمرة الخجل بعد أن لاحظة أبتسامته السمجه، لـ تلكمه بكتفه المصاب بقوة المته حقًا قائلة:
_ بتضحك علي إيه إنتَ ماما تشوفنا!!
أغمض عينه بغضب زائف، ضغط علي اسنانه حتي خرج الكلام من جوفه متقطعًا:
_ثانية كمان لو ممشتيش من قدامي... مش هبقا مسؤال علي هعمله!!
هرَّعت من أمامه، بخطىّ شبه راكضه، وهي تقول بذُعر:
_ ماما حبيبتي... أنتِ فين!!!؟
انفلت ضحكاته الرجوليه، حبًا شوقًا برحابه... طبق كفً فوق الأخرى قائلاً بيأسٍ منها:
_ مجنونه بس هعمل إيـه بعشقها...!
• • • •
بعد مرور يوم آخر بسلام...
كانت تنام بين أحضانه، تقطب حاجبيه بخوفٍ شديد لم تستطيع أخفاءه ابدًا قائله:
_ وبعدين يا علي ناوي تعمل إيـه معاهم!؟
_ أنتِ الوحيده اللي هقتداري تساعديني يا" هند "
ردّ بهدوء، لـ تقطب هي حاجبيها لاكنه قاطعها بهدوء وهو يتابع بضيقً شديد:
_ مش عارف أنا هقول الكلام ده إزاي بس؟... بس لازم نستغل حبه ليكِ في صلحنا هو اللي هتجيب أخره!
_ إزاي ده!؟
قالت بتعجب، لـ يتنفس هو الصعداء قربها إليه بعمق وردّ بهدوء عكس نيران الغيرة المُشتعله داخل صدره:
_ هتطرى تقربي منه الفتره الجايه... وتقنعيه إنك وفقتي علي الخطوبه وأن ده في مصلحتك...
مين يفضل الحزن علي المتعه والعيشه دي...لما يسألك عليّ قوليلو... هو راح هفضل حزينه عليه لحد ماموت أنا كمان!!
_ بس إزاي اللي إنت بتقوله ده يا علي، هو م غبي عان يصدق الكلام ده!!
قالت بنبّرة مهتزه بخوف ممزوجٍ بالتعجب، لـ يتنهد هو بعمق ورمقها بنظرة هادئه وقال بكل ثقه :
_ هيصدق...
مين يبقا واقع في عشق العيون دي وميصدقش!؟
أبتسم بهدوء أبتسامه، يشقها الخوف والقلق الذي أنتشله وأنتشل عقلها معه بقبلةٍ خاطفة للأنفاس يملأها الشوق... بدالته بحبٍ كبير وهي تعلو ساقيه ... حتي التقطها هو بين أحضانه برحابه وشوقً جارف... أبتعدت بأنفاس متلاحقه بلا هويدا.. وهمست أمام شفتيه بلاهث وأنفاسًا متقطعه:
_ أنا خايفه يا علي... خايفة تغيب عن عيني تاني!!
_ عمري معملها يا قلب علي!
همس بدفءٍ أمام مقتلاها الساحره، والتي أتسعت ببريق وحده القادر علي أظهاره، لـ تتنهد هي بهدوء وعادت تهمس بخوف:
_ هنعمل إيـة تاني!؟
_هنخدعه... وهو هيخضع قدامك بكل اردته... مش هيبقا عنده حاجه مهما حتي لو مش بتحبيه.... هو بيحبك ومستحيل يأذيكِ... مهما حصل حتى لو مات علي إيدك!
هيكون مبسوط... أقنعيه بشطاترك بقا!
هو كده كده فاكر إني ميت... فَـ مفيش حاجه تخليه يشك فيكِ ولا يخاف!!
قال بهدوء مشتعل بضيق الغيره بعيناه، والتي لاحظتها هي لـ تبتسم بحب قائله:
_ شكلك غيران يا علي باشا!؟
_ أكيد هغير عليكِ منا مش عارف هعمل كده إزاي اصلاً أنا ماسك نفسي بالعافيه... بس واقسم بالله يا هظد لو بس قرب منك ولا حاول يعمل حاجه مش علي كيفِ لكون ناهي المهمه دي بقتله... وادخل السجن فيه!!
قال بتحذيرٍ صارم، لـ تباسم هي بمكر وتقترب منه بهدوء محاوله تغير مجرى الحديث:
_ طب يعم الشّرس إنتَ وحشتني أوي علي فكره!
حاول أستيعاب ما تقول للاحظات، فهي ليست بتلك الجراءه!
ولكن عيناه تشعان بالراغبه والشوق معًا...
لم ينعتها فرصةٍ آخرى للـتفكير، إذ به يجذبها أسفله ويطقنها درسًا يتروح بين الشوق والعشق الأصمّ!!
حتي ذابت أسفل أناملها بشوقً وتيها.
( والله اشتقت لهذا الثنائي الطيف🤗♥)
• • • •
وفي يومًا آخر .....
كان يقف في منزل عمه "إبراهيم الجبالي" رحمه الله ليجد شقته فارغه تمامًا..
قطرت عينه بدموع الحسره والألم، وهو يتفحص ذاك الحسوب الصغير... بتلك الكاميرا الصغيره التي كانت معلقة أثناء قتله وهذا ما لم يلحظه ذاك "العزام" ابدًا!
أشتعلت عينه بنيران الغضب، كاد أن يصدق كذبتهم وأنه قد خانوا حقاً... ولآن يره يقتل هو وزوجته واولاده بدمٍ بارد من ذاك الأحمق....
آه!!
صرخةٍ خرجت من جوفه، بنبّرة متهدًجه بالألم، لـيكمل بوعيدٍ سام نبه اكثر اهتزازًا:
_ دمك مش هيروح هدر يعمي... واقسم بالله العظيم لجبلك راقبته تحت رجلي... وأخليك يعرف ان الله حق... مفضلش علي الحلو غير تكه... تكه واحده وهخليه يقول ياما ارحميني...
اغلق الحاسوب وهو يجذبها بيده لـ يهرول من البيت بخطي شبه راكضه... فالمكان يختنق براحة الدماء والموت... موت أولاده وزوجته الأبرياء دون ذنب إي إنسانٌ يمكنه أن يفعل ذاك... أقسم بأن الأنسانيه بريئةٍ منهم!
• • • •
_ في إية يا علي!؟ من لما رجعت وإنتَ مش علي بعضك حساك زعلان من حاجه؟
سؤالها خرج مرتعشًا، وقد ارتسم الحزن على ملامحها المتعجّبة، كأنها ترى أمامها رجلاً أثقلته الأحزان حتى انحنى كتفاه من غير أن ينطق.
تنفّس هو بعمق… تنهيدة ثقيلة خرجت من صدرٍ امتلأ بالوجع، وكأن الهواء نفسه صار ثِقَلًا يجثم فوق قلبه.
لم يجد مهربًا من انهياره سوى أن يرتمي في يدها المرتجفة، تلك اليد التي مدت نفسها إليه بخوفٍ عليه قبل أن تتجرأ على لمسه.
خرج صوتها مهتزًا، يسبقها اللهاث، كأن روحها هي التي ترتجف:
_ مالك يا علي… مالك يا حبيبي إنت بتعيط!؟
تجمّدت حين شعرت بدموعه، دموع رجلٍ لم يعتد الضعف، لكنها خانته وانحدرت عنوةً من عينيه.
رفع يده ليمسحها، ولكن صوته تحطّم وهو يحاول أن يبدو ثابتًا، فلم يستطع إلا أن يبوح:
_ عمي مخنيش يا هند.... عمي أتقتل هو وولاده ومراته!!
عمي ضحي بنفسه عشاني... عشان كده كان بيقولي أنه بيحبني... عشان كده... كان المفرود أصدق أحساسي كان المفرود أعرف أن في خطر..!
هو مبعنيش هو حظرني وأنا اللي اتعميت عن الحقيقة كنت خايف عليكِ كنت عايزك بخير...
مات يا هند أتقتل علي إيدهم القذره بكل دم بارد قتلوا ولاده الصغيرين!!
كانت كلماته تنهمر منه كأنها تنزف من قلبه لا من فمه، كل جملة تُشبه ضربة، وكل حرف يرتجف من شدّة ألمه.
ثم اندفع نحوها، يعانق عنقها بقوّة، كما لو أنه يختبئ في دفئها من وحشة العالم التي انقضّت عليه فجأة.
تابع بصوتٍ يختنق بالقهر، وقلبٍ يُضرب من الداخل:
_ ده مكنش بس زي أبويا... ده كان ابويا فعلاً هو اللي مربيني من غيرو مليش حد من غيرة أنا أتهزمت وأتقتلت!
لم تعرف كيف تمسك جراحه وهي تراها تنزف أمامها.
ظلّ يحتضنها، يطلق لعناته ووجعه كالرصاص، بينما كانت هي تربّت عليه بحنانٍ يتشقق معه قلبها:
_ هشش أهدي يا حبيبي هما أكيد في مكان أفضل أكيد في مكان يستاهل فيه أنه يعيش مبسوط اكيد هو وعيالوا ومراته في الجنه يا علي ده شهيد!!!
لكن صوته لم يخضع للهدوء، بل خرج منه صراخٌ حارق… صرخة دوّى صداها في المكان كله، وكأن الألم الذي كبته سنوات طويلة وجد طريقه أخيرًا للتحرّر.
صرخته مزّقت قلبها، وأيقظت شيئًا لم يكن نائمًا… شيئًا ظلّ يتربص في الظلال.
لم تعد القضية مجرّد أرضٍ أو عرضٍ أو تهديدٍ عابر…
بل أصبحت دمًا يُطالب بالثأر، وجرحًا لا يندمل، وانتقامًا صار حقًّا لا رجوع عنه.
ومن تلك اللحظة…
لم يعد علي يقاتل لأجل نفسه فقط،
بل لأجل من ماتوا دون ذنب.
ولأجل هند…
• • • •
وبعدَ مرورِ يومٍ آخر…
كان "عاصم" يتكئ على كرسيّه الوثير، يتصفّح أحد الملفات بعينٍ باردة، ويوقّع أوراقه بلا اكتراث، كأن العالم من حوله ملكٌ له لا يُسأل عن جرائمه.
وفجأة… دوّى طَرقٌ على الباب، قطع سكون المكان وأجبره على رفع حاجبه بضيقٍ لا يخفيه.
_ أتفضل!
قالها بجفاء، من دون أن يرفع رأسه أو يمنح الطارق نظرة واحدة.
لكن الباب ما إن انفتح… حتى تغيّر الهواء في الغرفة.
دلفت هي بخطى ثابتة… خطوات لا تهتز، يعلوها كبرياء امرأة خُلقت لتكون فوق الجميع.
رفعت رأسها بشموخٍ يشبه صقرًا هبط من السماء بثقة لا يملكها سواه…
وحين وقع نظره عليها، تجمّد.
توقّف قلمه بين أصابعه.
توقّف تنفّسه.
وتوقّفت قوته المزعومة كلها.
تسمرت عيناه عليها وكأن مسامير قد غُرِست في قدميه، لا يستطيع أن يتحرك ولا أن يشيح ببصره…
اتسعت حدقتاه بصدمةٍ لم يعرفها منذ زمن، وكأنه يرى شبحًا… أو حلمًا تاق إليه حتى نسيه.
انفجرت داخله دهشةٌ ممزوجة باشتياقٍ حاول أن يدفنه… لكنه الآن يعود، فاضحًا، مُرتبكًا، يعصف به كعاصفة.
خرج اسمها من جوفه، مندهشًا… مُرتعشًا… يحمل حنينًا لم يستطع قتله:
_ هند؟!
#الرائد_الذي_آسرني ♥
رجعو علي ده 1
خطة انتقام 2
مشاهد لذيذة 3 ♥
فماذا تريد بعد الأن لتفصح عن رأيك يا قارئ