
بقلم نور كرم
أقترب من الكمين، لـ يميل عليه أحد العساكر هدرًا بفتور حاد:
-رُخـصَّك!!
كان يرمق السياره من الداخل بعينان حدا ولكنه لم يجد أحدًا، تنفس الصعداء وهو يعطيعه رخصته الخاصه قائلاً :
- أتفضل!!
مسّك الاخر هويته الشخصيه ورخصته، لـ تجحظ عينه ب بصدمه مما رأى أسمه مكتوب، تلجم لسانه قائلاً بتلعثم:
- يـ... يباشا!!! أنـ.. أسف
-بتعمل إيـه عندك يبني، كل ده في عربيه مش شايف أن الطريق وأقف!!!
صرخ بحده الظابط المسؤال عنهم، لـ يتلجم. لسانه للحظه وهو يرمق من بالسياره، رفع علي سباته فوق شفتاه وكان يخبره بأن يصمت...
- تعالالي يبني علي جنب!
غمغم بنبّره حاده زائفه، ومزالت عينه لا تصدق ما يره!!
-علي الجبالي".. إنت... إنت لسه عايش!؟"
قالها بصدمه لا يصدق بأن صديقه، ورفيق الكفاح والدرب مزل حياً يرزق، كمّ أرهاق قلوب جميع من حوله بخبّر موته هذا كمّ كانوا يمتون بيعده بكل لحظةٍ تمر عليهم!!!
أبتسم بخوفت أبتسامه يملأها الحب والدفء، قائلاً بنبّره مشتاقه:
- "والله وليك وحشه يا "سيف!!
أبتسم الاخر واخذ يحتضنه من جديد وهو بالكاد لا يصدق بأنه أمام عينه، لـ تنهد على بهدوء ويبتعد عنه ببطئ، وتمتم بحزن بسيط:
- كان نفسي اقعود معاك واقولك أنا كنت فين، لكن للآسف العمليه لسه شغاله مش هقدار اطلع ولا كلمه غير لما تنتهي!!
- هلا برجوعك يا غالي، متعرفش حصل فينا إيـه لما سمعنا خبر موتك ده يا" علي" تقدار تقول إن كلنا مصدومين ومش مصدقين أن وحش! وبطل زيك مات بالسهوله دي!!!
قال بخوفت وهو يرمق وجهه باشتياق أخٍ، كان يتوسل ربه كل يوم لارجاع صديقه،لـ يبتسم علي بتهكم أبتسامه حزينه قائلاً بهدوء مربك:
- أمي يا "سيف" عامله إيـه بتروحلها!؟
- أمك في عيني يبن "الجبالي"، مفيش يوم عدى عليا غير وأنا بطمن عليها سواء بالموبيل أو، بروحلها!!
هتف بهدوء، لـ يتنفس الأخر الصعداء، ويزفر برتياح فهذا الشئ مؤلم جدًا، يشتاق أمه وحنانها يعلم كيف تكون حالتها بغيبه الأن، علي الأكيد هي تموت شوقًا لافلذة كبدها!!
- مش عارف أقولك إيـه يا سيف ، بس كل مره بكتشف فيها إنك ونعمه الصديق عن المره اللي قبلها..
قال بأمتنان حقيقي، لـ يتنهد بعمق ورفع يده واضعها علي كتفه هاتفًا بنفس النبَّرة:
- شكرًا يا صحبي!!
- بس يا عبيط إنت أخويا... أنما قولي صح إنت رايح فين دلوقتي!؟
قال بتسأؤل وهو يقضب حاجبيه، لـ يتنهد الأخر قائلاً:
- رايح الصعيد عند "ممدوح" صحابنا!!
- وليه كده!!؟
هتف بتعجب، وكاد الأخر يفضح سره إلا أنه قد تذكر بأخر لحظه... تنفس الصعداء بهدوء وابتلع ريقه مردفٌ:
- مهو... إنت سيد العارفين... ميفعش إي حد يعرف حاجه... وياريت يا "سيف" مفيش حد من الناس يعرف، إني لسه عايش... حتي لو كانت أمي!!
- عيب عليك يا راجل، حاضر من عنيا!!
قال بود أخوي، لـ يبتسم الأخر بأمتنان قائلاً بوادع :
- طيب يا صحبي سلام أنا بقا!!
بالله عليك ابقا خلي بالك من أمي... ملهاش غير هي واخويا!!
- في عنيا ولا تقلق يا صاحبي!
قالها بوفاء، قبل ان يرفع كفه يلوح بها بسلامٍ أخير، لـ يترجل الاخر السياره واخذ الرخصه من الأمين، وذهب فوراً!!
كان يتابع طريقه، وهو يجفّف عباراته متذكراً ولدته جيدًا علي الاكيد تشتاق في بعده الأن، لـ يستفيق من تلك اللحظه علي صوت طرقات عنيفه أتِيه من الخلف، لتجحظ عينه بصدمه واوقف السياره بسرعه جانبًا، عليك اللعنه يا "على" لكن نسيتها.. ركض خارج السياره سريعًا ذاهبًا الي السياره من الخلف وفتح الباب الخلفي، لـ يجدها تسعل وتشهق بشده من شدة الاختناق... واضعت يدها علي موضع قلبها وهي تحاول ان تتنفس، لـ تقول من بين سعالها بنبّره غاضبه:
- إإيـه ده مين اللي حطني في شنطة العربيه.... آاااه أنا كنت هموت!!
- بعد. الشر عليكِ... حقك عليا اطريت أعمل كده عشان عدينا علي كمين!!
هتف بخوف وهو يحاول مسندتها، لـ تتنفس بقوه وتحاول ادخال أكبر قدر كافي من الهواء داخل راتهيا، ولكن لا تسطيع تشعور بدورٍ حاد.. لتميل علي صدره بضعف وتمتمّت بألم:
- آااه رأسي...وجعاني اوي...وحاسه إني دايخيه مش قادره ..
تلجم بمكانه وهو يشعر بأنفاسها الذي تخترق صدره لمّست جبينها عليه تجعله يشتعل شوقً لها... ابعد يداه عنها يخاف بأن يمسها حقًا، وكأنها الماسه باهظه لا يستطيع لمسها بتلك الطريقه يخاف عليها حتي من نفسه... ولكنها لم تترك له فرصه في الحال حيثُ هوت بين ذراعيه فاقدةٍ للوعي تمامًا!!!
- هــــــــنــــــد!!؟
قالها بصدمه وهو يمسكها قبل ان تنّفلت وتقع على الأرض، لـ يرفعها بلحظه.. ويضعها داخل السياره وترجل بجانبها... جعل رأسها يستند علي كتفه بينما عيناه تتابعها بقلق... ولكن تنفسها منتظم... أغمض عينه بعمق يحاول أن يسيطر قدر ما يستطاع علي تلك المشاعر الجاشيه بدخله لها ولكن لا يستطيع!!
توقف في ثانيةٍ بسيارته، وهو يجذب قليلاً من الماء علي كفة يده وواضعه علي وجهها بهدوء، لـ يصفع وجنتها برفقٍ قائلاً بخوف يلهث مع انفاسه المتلاحقه مع قربها المربك:
- هند.... فوقي يلااا!!؟
فتحت عينها بثقل شديد.. وكانها تحاربها لـ ترمقه بطرف عينها ..ثم تمتمت بابتسامه وهنه:
- إنت مين يا عسل إنت!؟
إيه الحلويات دي أول مره اشوف حد عسل كده!؟
- عسل!؟
طالعها بصدمه وتفرقت شفتاه بتعجب، اذدارد رمقه بصعوبه وهو يرمق عينها تحدق به بأعجاب حقيقي، ولكن لم يستطع التغلب علي تلك الابتسامه التي شقّت ثغرُه بداهشةٍ مما اردفت لتوها، لـ يغمغم بهدوء :
- هند فوقي ... إنت القعده واره سيطرت علي دماغك ولا إيـه!؟
- أوووف، وكمان عارف أسمي،!!؟ كمان
غمغمت بدلع و أبتسامه جميله أنسته عقله ، لـ يبتسم هو بولا، وتعمقت نظراته بها كمّ تبدو لطيفه وهي غائبه عن وعيها، وضعت يدها على وجنتاه وهي تلامس، لحيته الناميه بأعجاب شديد، لـ تهتف بتوهان:
- ونبي يخويا حتت سكريه. أما المُزز اللي زيك دول مش بيدخله حياتي ليه... ليه يجي شريف المعفن ده ويبقا هو خطيبي وقدري... ولا هو الرجاله الحلوه دي مش بتبان غير في الأحلام!!!؟
تلجمت أنفاسه ولسانه، شهق وسعل بشده مما اردفت خصتًا من لمستها تلك، اندهشت عيناه بصدمه وهو يشعر بيدها تلامسه... كم كان حلمًا بعيدًا هذا الأمر،، يبدو بان مهمتنا تلك... ستكون صعبةٍ للغايه لا استطيع أنا أتماسك أمام عيناها أكثر وكل شيئٍ بها يناديني لـ اقترب أكثر، ولكن لا يا "على" تلك ليست مبدءاك أبداً... رفت عينه وهو يجدها ترمقه بتوهان تهمس بكلمات غير مفهومه ولكن إنتهى بها الأمر، تحتضن ذراعيه الي صدرها وواضعت راسها فوق كتفه قائله برجاء وهي تغمض عينها من جديد:
- يارب مصحى من الحلم ده!!
لم يعرف كيف يتحكم بأبتسامته، كيف لها بأن تشعر بذلك الامان وهي لا تعرفه ساذجه حقاً لا تخشاه أبدًا، ولكن راغم هذا التفكير كان قلبه يرفرف بداخله بسعاده... يقسم بان قام بتوزيعها علي العالم باكلمه لـ تكفي وتفيض إيضًا!!
آهٍ منكِ يا "" مجنونتي "الجميله... قلبي سنفلت وأنتِ بريئه، ولكن اخاف بان اضعف امام افعلك المتهوره تلك يا جميلتي" يا الله فل تكن بعوني،بهذه المهمه يبدو بانها ستكون الاصعب وهي بين أناملي "تنهد بعمق وبداء بتحرك بوجهتـه بينما مزالت هي غارقه ببحر أحلامها الورديه!!
• • • •
كان يجلس بين الحراسه وسط الصحراء، لـ يتنهد بتعب شديد، وقف من جلسته واتجه بعيدًا عن الأنظار، لـ يخرج صورتها من حوزته ويرمق تلك الملامح الملائكيه... تنهد بعمق وهو يرمق الصوره قائلاً بحيره:
- يا تري أنتِ فين يا" هند" هلاقيكِ ومش هسيبك ابدًا... وهخليكِ تحبيني زي محبتك أنا من غير معرفك... اكيد. أنتِ ساحره عشان تقدار تعملي كده فيا من غير مشوفك... أنما لو شوفتك هيحصل فيا إيـه!؟
اخذ يبتسم ويحدث الصوره كـ المجنون ولكن في لحظه
أستفاق من شروده ذلك، على صوتٍ حاد جعله يشهق بصدمه، حتى كادت صورتها تنفلت من بين أنامله ولكنه عاد وواضعها بجيبه، لـ يلتفت للأخر بعينان حاده قائلاً بغضب:
- جري إيـه يبني... في حد يخض حد كده... متعمل أي صوت الله يخربيتك!!
أبتسم الاخر بتساع وطيبه، ليقدام التحيه بحترام قائلاً:
_ حجك عليا يا باشا... بس في عربيه صاحبها لقينا معاه مخدرات!!!
- أستغفر الله العظيم يارب صبّرني، طب هو لقينا معاه مخدرات... إنت بتضحك ليه شمتان فيه!!؟
قالها بضيق ونبّره ساخره، لـ يبتسم الاخر اكثر هاتفٍ من بين ضحكاته السمجه:
- لاء يباشا اللهم ما لا شماته... بس هو أنا كمت بناديك عشان مش عايز ينزال من العربيه، و عمل عوّاق!!
تنهد بعمق واستغفر ربه قائلاً بـ حده وأمر:
- يلا يبني خلينا نشوفه... وبطل ضحك!!
ضحك اكثر بتساع لـ يقدام التحيه قائلاً:
-أمــــــــرك يا فندك!!
- يلهوي شكله مبيفهمش !!
هتف بنفاء صبّر من ذاك المعتوه، وهو يطبق كفٍ فوق الأخرى، لـ يذهب وخلفه العسكري وهو مزال يضحك!!!
• • • •
وفي مكانٍ أخر، قد توقف بسيارته أمام أحد الاحياء بمدينه"سوهاج" رفع أنظاره عن الطريق لـ يرمقها ويجدها مزالت غافيه... تنهد بعمق وهو يهز رأسه بيأسٍ منها.. اقترب منها وواضع يده علي وجنتها يصفعها برفق قائلاً بهدوء:
- هــــنــــــــد أصحى يلا!!
اخذ يفعلها مراراً وتكراراً.. لـ تتمايل هي بغفوتها وتمسك بذراعه أكثر قائله بعبوس طفولي لطيف:
- يا ماما سيبني نايمه شويه بقا، بلا شغل بلا قرف!!!
حاول كتم ضحكاته، يبدو بانها عادتها السيئه بان تتحدث في نومها، وغير ذلك فهي دائما سليطه السان ولن تتوقف عن هذا حقا "مجنونه" تنهد بيأس، لـ يقترب اكثر محاولاً تقليد صوت أمها بقدار الامكان قائلاً:
- يلا يا بنتي متتعبيش قلبي... الشغل هيروح عليكِ!!
- يولع!!!
تمتمت بخوفت، وهي ترفع راسها لـ يبقى وجهها بمقابل وجهها، وقعت عينه علي تذمر شفتيها الطيف، لـ يفيض بيه الأمر ويغمض عينه بعمق وعاد من جديد يمثل صوت امها قائلاً:
- يبنتي قومي بقا متوجعيش قلبي معاكِ!!
- يوووه يا ماما بــقــــ
كادت تفوه بغضب، إلا أن أنفاسها قد سحبّت من رأتيها، من لم تصادم عينها مع عينه العسليه بلون الكرمل المحلى بالسكر والبندق، أرتجفت شفتها وجحظت عينها بصدمه وهي ترمقه يطالعها بتوهان... أبتعد وذبلت محياه واشتعلت وجنتاها بحمرار الخجل!!
ابعدت خصله متمرده خلف اذنها، واذدراد رمقها بخجل شديد كاد قلبها ينفلت من بين اضلعها، ابتسم هو بحبٍ كبير وهو يرمق الخجل بعينها... احمرار وجنتها بلون الوردي الخفيف، ولكن ليس خافً علي عينان تتفحصها بدقه من اول خصلاتها، حتى شفتها التي لاثمتها... بخجل شديد عينها الهاربه وتخشي أن ترفعها بعينه.... تنهد هو بعمق وحاول تظبيط أنفاسه الاهثه بصعوبه لـ يهتف بصوتٍ متحجرش:
- وصــلـنـا!!!
رفعت عينها علي الطريق... لـ تجد نفسها بمدينه "ساهاج" بمحافظه الصعيد!!
اذدرادت ريقها بخجل ورفعت عينها الخجوله وأخيراً قائله بهدوء وهي تفرك عيناها الناعسه:
- أحنـا فين!؟
- هيفرق معاكِ... كده كده مش هتعرفي حاجه هنا!!
هتف ببرود، وهو يدلف خارج سيارته، لـ تتنهد هي براحه قليلاً واضعت يدها على وموضع قلبها الذي سينفلت من بين اضلعها.. مزالت تتذكر نظرة عينها... فتحت عينها لـ تضيق حاجبيها بضيق قائله بتوبيخ حاد:
- مالك يختي عامله ليه كده!؟... كأنك اول مره تشوفي راجل...
ثم تنهدت وأكملت بهيام وتوهان:
- حلو أوي كده!!!
أستفاقت من جديد لتوبخ ذاتها قائله بعبوس مضحك:
-مالك في إيـه أتعدلي كده... وبعيداً إنتَ مالك بدق كده ليه كانك هتخرح من صدري.... إه يا رب هتجنن!!
- مش هتنزلي بقا!!!؟
هدر بجفاء.. لتذدراد هي وتخرج بخطىّ هادئه.. التفت له وهي ترمـق المكان بنظارت خائفه تنهد بعمق وهو يرمق خجلاها الذي مزال يحاوط وجنتيَّها بشده، أبتسم أبتسامه جانبيه حاول مدرتها جاهدًا ولكن لم يستطع.... واضع يده فوق فمه.. وهي مزالت تتبعه
_______
- هو أحنا رايحين فين أنا تعبت!!
هتفت بارهاق شاق... فقد استقرو كثيراً بالمشي، لـ يتنهد هو بقلة صبّره فلم تصمت منذ ان بداؤ بالمشي... يشعور بان راسه ستنفجر منها على الاكيد، لـ يخوذ نفسٍ عميقٌ يزفره بارهاق:
- خلاص عشر دقايق وهنوصل... وبعدين إنتِ ماشيه في الشارع هو انا ممشيكِ في صحرا
قال أخر كلماته بسخريه، لـ تشتعل وجهها غضبٍ حتى تجد إحد بأعين بجانبه بذلك المحل الصغير الذي يدعى بـ"كشك" لتبتسم وهي تشير عليه قائله بضيق وارهاق:
- روح هتلنا مايه أنا تعبت!!!
رمقها بطرف عينه بحده، لـ يهز رأسه مستغفراً منها.. ذهب لـ يشتري لها الماء... اخذ زجاجتين من الثلاجه وذهب لاعطاء المال للرجل، لـ يضيق عينه بهدوء قائلاً بتسأول:
- بقولك إيـه ونبي يا ابو عمو... متعرفش فين ببت الظابط"ممدوح الغريب"!؟
لـ يرفع الاخر حاجبيه قائلاً وهو يشير علي أحد البيوت المزينه بفروع النور الذي تنير شارع بأكمله:
- أيوه يا باشا... بيته هناك أهو اللي عنده الفرح اللي هناك ده!
ضيق "علي" عينه لـ يقول بتعجب:
- ايوا شوفته... أنما فرح مين ده!؟
- الله يا باشا.. دي الحنه بتاعت "ممدوح بيه".. علي بت عمه الانسه غزل..
هتف بأبتسامه سامحه، لـ يرفع الاخر حاجبيه بستنكار هاتفًا بتعجب:
- حنته....!!!
عاد يرمقه مرةٍ أخرى هاتفًا بنبّره شاكره:
- طيب يبا تسلم!!
ذهب لها، لـ تقبله هي. بتذمر قائله بعتاب:
- كل ده عشان تشربني... اي كافر!!!
نظر لها بحده، جعلها تبتلع بخوف.. ارتشفت بعضٍ من الماء بل الزجاجه بأكملها لـ يرمقها هو بصدمه قائلاً بنبّره ساخره:
- يخربيتك إيـه...... شيله الوز... دأنت مسمتيش حتى!؟
رمقته بعبوس هاتفه بغضب:
- إيـه عطشانه!؟
- اعوذ بالله... عطشانه... يلا يلا شويه شويه هتبلعني!
هتف بنبّره ساخره،قاصدًا استفزازها... لـ تتذمر هي بحنق وتتورد وجنتها بغضب مكتوم وأقترب منه ورفعت سباتها بوجهه لـ تقول بتحذير حاد:
- إنتَ عارفه لولا إنك.... ظابط في المخابرات أنا كنت عملت فيك إيـه!!
أمسكها من لـيقت جاكتها القصير، وهو يهزها بين انامله بعنفٍ قائلاً بعنيان حاده:
- كنتِ هتعملي إيـه يعني!!؟
ابتسم بسماجه ورفعت يدها بمعني الاستسلام، لـ تهتف بهدوء مربك جعله يكتم ضحكاته بصعوبه:
- ولا حاجه يا باشا.... هو أحنا نقدار نزعلك!!؟
- طب يلا أنجري قدامي!!... أتكلي علي اللّٰه...
هدر بحده زائفه بينما مزال يمسكها، كـ الفأر المبلل يجرها أمامه... افلتت قبضته بعبوس جعله يضحك لـ تهتف بغضب:
- الله بقا متسيب...... الشكت..
- الشكت دانا هفرجك!!!
هدر بحده بينما مزلت تخطو أمامه... حتى وصل الي بيت صديقه، لـ تميل عليه وهي تتفحص المكان والزينه بعيناها همست بتعجب:
- الله أنما فرح مين ده يا "على" باشا"!؟
- أأسكتي!!
هدر بجفاء لـ، تترجع للخلف بعبوس همست بتوبيخ له:
- هو إيـه الي اسكتي اسكتي... ميحطلي بلستر بالمره!!
رخم
طالعها بطرف عينه الغاضبه... جعلها تذدراد. ريقها بخوف قبل أن يطرق الباب أمامه ويخرج منه تلك الفتاة الصغيره... ذات الشعر القصير قائله بعبوس طفولي:
- أنـتـوا مين!؟
-الله عسوله أوي!
قالت بلطف وهي تميل عليها، لـ تزيح الأخر أناملها قائله بعبوس مثلها:
- الله بعدي يدك دي يا شاطره..!!
- شاطره!!؟
هتفت بصدمه وهي تبعد اناملها بعبوس، لـ يهز الاخر راسه بيأس ومال علي الصغيره قائلاً بهدوء:
- ده بيت "ممدوح" يا شاطره!!؟
- اايوه اجـلـو... مـ...!!!
كادت تهتف، لـولا صوت الاخر الذي صدح بصدمه خلفها قائلاً:
- "على الجبالي"!!!؟
أبتسم الأخر بإشتياق حار وهو يركض عليه، يحتضنه بعمق قائلاً:
- والله وليكـ وحشه يا" ممدوح" يا خويا
- أنا مش قادر اصدق عيني، إنتَ عايش!؟
هتف بعدم تصديق وهو يرمقه بتفحص من اسفله لاعله، لـ يبتسم الأخر بخوفت قائلاً بهدوء:
- دي قصه طويله أوي... هبقا احكهالك بعدين!!
قام بحتضانه مره امر بشتياق اخوي، وهو يربّت فوق كتفه... قائلاً بمتنان:
- من مهم إي حاجه دلوج... أهم حاچه إنك لستك زين...
أبتسم الاخر بتهكم، لـ يغمز له قائلاً بنبّره مشاغبه:
- يعم سيبك مني دلوقتي وقولي...... عملتها إزاي دي إنت وعزل ده كان العشق المستحيل.. يبني!!
- شوفت اخوك مش إي حد بردك...
هتف بنفس الابتسامه، لـ يطالع تلك الفاتنه خلفه.. كانت عيناها تحدق بهم بدموع وكانها كانت تتمنى لو يبقى لها صديقةٍ وفيّ مثل ذاك... خصتًا علاقتهم الجاشيه الملئ بالود والدفء والحب، النادر ملاقته بذلك الزمن الفاسد.... لـ يغمز الاخر له وهو يهمس بأعجاب شديد:
- يا دين محمد... أمال مين الجمر دي يا ود يا علي!؟... مراتك
رمقها علي بنظرات تتمنى ولو تكون زوجته بحق... لـ يقربها منه قائلاً بهدوء:
- أعرفك هند مراتي!!!
مدت يدها وكادت تصافحه، إلا أنها قد صدمت مما قال لـ ترفع عينها له قائله بصدمه:
- مراتك!؟
تعجب الأخر، لـ ينغزها بكتفها وهو يضمها إله يضحك بسماجه قائلا ببساطه:
- شوف الستات بقا.... مراتي وحبيبتي كمان ارتحتي كده
صافحها الاخر بترحيب حار قائلاً:
- أهلا بيكِ يا مرات خوي... الدر كلها نور... لاه ده الصعيد كلتها!!
بينما الاخرى مزالت تحدق بالاخر بصدمه.. قد جاءت أمرآه عجوز من الخلف ترحب به مثل صديقه.. ثم عادت ترمقها بعد ان قدمها للترحيب، لـ تحتضنها العجوز بامتنان وترحيب قائله:
- يا ألف بركه يولاد.... إيـه الجمر ده يا واد يا على... جمر جمر ماشاء الله!!
- فعلا قمر!
هتف بسماجه هو يغمز لها، لـ ترحب به العجوز وجميع من بالمنزل... وخصوصًا "بدره" الذي وقفت من جلستها بلاهث ولم تصدق بأنه أمام عيناها من جديد فارس احلامها الذي بقيت ترسم له صورةً من الخيال طيلت فترة غيابه عنها... حتى ذبلت محياها بالم حطم قلبها اربًا عندما وجدته يقدم لها "هند" على إنها زوجته الحبيبه الذي اصتحبها اليوم لحضور حفل زفاف صديقه الصدوق.....تنهد بعمق قائلاً بهدوء:
- إزيك يا "بدره" عامله إيـه!؟
- الـ... الحمد لله...
هتفت بهدوء يقطر المٍ، لـ تبتسم بصعوبه وهي تشير علي "هند" قائله بتهكم:
- دي... دي مراتك!؟
- ايوه!!
هتف مأكدًا، لـ تتنفس هي بلاهث وتبسم بصعوبه قبل ان تمد يدها المرتجفه قائله بترحيب:
- كيف الجمر.... ولجيه عليك كمان... ماشاء الله عليها يعني!!
- شكراً يا "بدره" إنتِ الي زي القمر ماشاء الله عليكِ!
هتفت "هند" بأمتنان، وهي تصافحها..لـ تبتسم الاخرة لها ثم بدلت النظر لـ على الذي انشغل عنهم... وركضت من أمامها... لـ تدلف الي غرفتها وقعت علي الفراش وهي تدفن وجهها بالم وتركت لي عبارتها العنان لـ كي تنسدل باريحيه تقطع قلبها قهراً... علي حبيبها الذي كانت تعشقه طول ستت"سنوات " منذ كانت تبلغ من العمر 13 عامًا كانت بضفائرها المنسدله علي كتفيها حيثُ رأته اول مره... يدلف بشموخ ووقار كـ عادته من بابا ذلك المنزل... ومن وقتها لم تنساه أبدًا.... كان قلبها معلقًا به وبشده!!
حتى دلفت هي غرفتها ظلت هند تحدق طيفها بتعجبة.. ولكن كانت تشعر بداخلها بشيئًا غريب بتلك الصغيره!
• • • •
في محافظه القاهره
بتحديد في مكتب عزّام... كان يرفع هاتفه على اذنه
يهتف بنبّره يملأها الوقار:
- ولا تقلق يا باشا.. قدارنا نعرف هند فين... ناس حبايبنا شفوها على طريق الصحراوي في طريقها هي وشاب تاني رايحين الصعيد!!!
ثم تنهد وقال بابتسامه يملأها الشر والغموض -:
- كده نقدار نقول خلصنا... هبعت حد يخلص عليها هي واللي معاها... والتسليم هيبقا في اول شهر 1 في الكرسمس يعني... بحيث انه يكون عيد والناس كلها مشغوله واحنا ببنقل البضاعه ولا إيه!؟
يتبع