رواية رحلتي مع القدر الفصل الاربعون 40 بقلم مجهول


رواية رحلتي مع القدر

الفصل الاربعون 40

بقلم مجهول


عرف يارا وهو شايف فيها نقاء ما شافوش في حد، بنت بريئة اتحطت في دنيا أكبر منها، واتك*سرت وهو مش قادر يعمل حاجة.

كان بيشوفها كل يوم، والوج؟ع بيزيد، يشوفها بضحكتها اللي بتخبّي ورّاها مليون ج*رح، بعينيها اللي فيها كلام كتير ما بيتقالش، وقلبها اللي بي*صرخ من غير صوت. جواد كان دايمًا موجود، في صمت، في الخفاء، بس حبه ليها كان واضح في كل نظرة، في كل لمحة اهتمام، حتى لو من بعيد.

لما دخلت المستشفى، قلبه وقع. جري من غير ما يفكر، وقف على باب القسم، ما قدرش يدخل، بس فضّل واقف. بيدعي، وبيتمنى لو يقدر ياخد مكانها في الأل*م، بس ما يقدرش يعمل أكتر من كده.

شافها وهي خارجة من أوضة العمليات، شافها وهي نايمة، متعبة، مك*سورة… وداخله ن*ار. قال لنفسه:ليه الحب لازم يفضل ساكت؟ وليه اللي يحب بصدق يفضل يت*عذّب في قلبه؟

بس جواد ما كانش عايز يدخل حياتها وهو عارف إنها لسه خارجة من ج*رح كبير. كان خايف يقرب، يخليها تحس إنه بيستغل ض*عفها، أو يضغط عليها بأي شكل. اختار يحبها بصمت، لحد ما تقوم من تاني، لحد ما تضحك من قلبها، وقتها يمكن يقدر يقولها:أنا هنا… كنت معاكي طول الطريق، ولو تسمحيلي، أكمل معاكي بقيه حياتي .

وتاني يوم رجعت يارا من المستشفى حضنتها أمها وقالتلها:نور البيت يا بنتي، رجعتيلي يا روحي...

يارا دخلت، نفس ريحة البيت... ياسمين، وبخور، وضحكة أمها. راحت قعدت على الكنبة القديمة، حست إنها رجعت طفلة، لسه بتحلم وماخدتش من الدنيا كفايتها.

وفي نفس اللحظة، كانت روعة، بنت خالتها، واقفة في البلكونة بتبص ع البحر، وقلبها مشغول. من يوم ما عرفت إن فيه عريس جاي يشوفها، وهي مش مرتاحة، بس في حاجة في صوت أمها خلاها توافق تشوفه.

أما فهد، ابن الجيران، فكان واقف على الناصية، بيشرب قهوته من الكشك الصغير، وبعينه بيدوّر على سلمى، اللى بتمشي الساعة دي كل يوم. كان عارف إنها مش بتشوفه، بس هو شايفها وبس.

كان يوم جديد في إسكندرية، والجو ناعم كأنه بيهمس بحكايات زمان. إياد، الشاب الهادئ واللي قلبه مليان أمل رغم تعب الأيام، كان ماشي على كورنيش البحر وهو بيحلم برحلة حب جديدة. كان لابس جلابية بسيطة وقبعته محطوطة على راسه، وكأنه بيحاول يلاقي شوية دفء وسط نسمة البحر الباردة.

على نفس الممر، كانت روعة واقفة على البلكونة الصغيرة في البيت القديم، بتتفرج في البحر وكأنها بتعدي دقايق من عمرها. كانوا حواليها ورود البرتقال ورشة رياح بتنعش المكان. فجأة، شافها إياد من بعيد، وقلبه وقف لحظة. حس إن عينيها الواسعة بتلمع كأنها نجوم بتدعي للدنيا تصحى.

اتقرب إياد بخطوات محسوبة، وكل خطوة كانت بتحكي إنه من يوم ما شاف عيون روعة وهو حاسس بوجود حاجة غريبة جواه. وصل قدام البيت، ولما فتحت له روعة الباب، حس إنه دخل عالم تاني، عالم كله هدوء وجمال.

صباح الخير قالها بصوت فيه خجل وحماس متداخلين،

صباح النور ردت روعة بابتسامة خفيفة، وعيونها كانت بتقول إن في حكاية حقيقية بتبدا.



        الفصل الواحد والاربعون من هنا 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات