
رواية رحلتي مع القدر
الفصل السابع والثلاثون 37
بقلم مجهول
ي*ئن. بينما جلست ليان على الكرسي، تخفي وجهها بكفيها، وقد بدأ صوت بكائ*ها يعلو شيئًا فشيئًا.
كان فراس واقف على باب المطبخ، بيبص للمشهد بنظرة كلها غض*ب. ولما شاف جنى ماشية ووشها مك*سور، ما قدرش يسكت. دخل بخطوات تقيلة ونبرته كانت ح*ادة:فراس:"إيه اللي حصل هنا؟ ليان، إنتِ اتجننتي؟ تعاملي ضيفتنا كده؟!"
ليان رفعت وشها له، ودموعها سايلة، بتحاول تبرر لكن شهقاتها كانت أقوى من صوتها:ليان بشهقة:أنا... مش... قصدي...
فراس بعصبية:مش قصدك؟! أنا سامعك بعنيا وبودني! إيه الكلام ده؟ إزاي تطلعي اللي جواكي كده قدام الكل؟!
شمس بصوت هادي وهي بتقلب الأكل:"فراس، كفاية... مش وقته خالص، إحنا في المطبخ وورا أكل يتحضّر."
فراس بيبص لشمس:وإنتِ سايبة الموقف ليه؟ ليه ما وقفتيهاش؟ جنى مش تستاهل المعاملة دي.
ليان بصوت مهزوز:من أول ما جنى دخلت، كل حاجة اتغيّرت... حتى إنت! بقيت ضدي، وأنا... مش قادرة أستحمل."
فراس بغضب:لو اتغيرت، يبقى عشانك! عشان الطريقة اللي بتتكلمي بيها، والغ*يرة اللي ماليه قلبك!
ليان بتعلي صوتها:أنا مش غي*ورة! بس كل الناس بقت ضدي! حتى أقربهم ليا!
فراس:عشان أسلوبك غل*ط، ليان! بت*جرحي الناس بالكلام، وبعدين تقولي مش قصدي؟!
وفجأة دخل العم، بنظرة كلها هيبة وصوت كله حسم:كمال:"إيه اللي بيحصل هنا؟ صوتكم وصل لآخر البيت! إيه قلة الاحترام دي؟!
الكل سكت، حتى صوت الطبيخ هدي. العم لف عليهم بنظراته:
كمال أنا مش هسمح إن بيتي يبقى ساحة خ*ناقات! أي خلاف يتحلّ بهدوء. فراس، ليان، شوفوا نفسكم، وراجعوا كلامكم. وشمس، كمّلي اللي في إيدك، والأكل هيتاكل سوا... وجنى ترجع، مفهوم؟
هزّوا رؤوسهم كلهم، مكسوفين، وكل واحد فيهم حاسس إنه اتعرّى قدام التانيين.
كانت قاعدة على طرف السرير، ضهرها منحني ورجليها بتترعش. بتحط إيديها على بطنها كأنها بتحاول تلحق اللحظة اللي فاتت… اللحظة اللي كان فيه نبض صغير جواها، حتى لو عمره ما سمعته.
هي لسه صغيرة… قاصر، زي ما الدكاترة بيقولوا. بس قلبها؟ كأنه كبر في يوم وليلة من ساعة ما عرفت إنها حامل. كانت كل يوم تحط إيديها على بطنها وتحكي له، تحكي للي لسه ما اتكوّنش كامل، تحكي بحب وخوف وأحلام مش شبه سنها.
بس النهارده… حسّت بحاجة غلط. وجع مش طبيعي. نزيف ما وقفش. ص*ريخها ما كانش صوت عالي، لأ، كان في عينيها، في رعشة شفايفها، في سكونها وهي شايل.